وُلد لأبوين أصمّين فأصبح خبيراً ومترجماً دولياً للغة الإشارة

«سمير» يترجم مشاعر وأحاسيس الصم لدمجهم في المجتمع

«سمير» يترجم الندوات والمحاضرات إلى لغة الإشارة لمساعدة الصم على الاندماج في المجتمع. من المصدر

تعلّم وائل سمير لغة الإشارة منذ نعومة أظفاره، لأن والديه أصمّان لا يقدران على نطق الكلمات، فلغة الإشارة هي وسيلة التفاهم الوحيدة مع والديه، وعندما خرج إلى العالم الخارجي تعلّم لغة الكلام، وظلت الإشارة هي لغته الأم التي تعلم أبجدياتها في طفولته المبكرة، قبل أن يتعلم نطق الكلمات، ثم التحق بدورات تدريبية وورش عمل أهّلته للحصول على لقب خبير دولي في ترجمة لغة الإشارة من الاتحاد العربي للصم، من أجل ترجمة مشاعر وأحاسيس الصم بهدف دمجهم في المجتمع.

وحول دوافعه لتعلّم هذه اللغة، قال سمير: «حدث موقف أثّر بعمق في نفسي، يتعلق بأحد الأشخاص الذي ضاق ذرعاً بوالدي الأصم، أثناء تعامله معه، كونه لم يفهم ما يريد والدي منه، فنهره بطريقة غير لائقة، وكنت وقتها لم أتجاوز العاشرة من عمري ما ولّد في داخلي العزيمة والإصرار على تعلّم لغة الإشارة لإيصال أصوات وأحاسيس فئة الصم إلى الآخرين، لتجنيبهم الوقوع في المواقف المحرجة والقاسية مع غيرهم، وعملت مترجماً للغة الإشارة التي مكنّتني من محاورة الأشخاص الصم بأريحية وسلاسة».

وقال: «على الرغم من دراستي تخصص التجارة وإدارة الأعمال في الجامعة، إلا أنني لم أعمل في المجال ذاته، وحرصت على التواصل مع جمعيات الصم من أجل تعلّم لغة الإشارة، كما التحقت بدورات وورش عمل في أساسيات ومبادئ هذه اللغة لمدة عامين، ومن بعدها حصلت على عضوية في مجلس إدارة الجمعية الأهلية لأعمل مترجماً للغة الإشارة لأتمكن من نقل المعلومات من وإلى الأشخاص الصم بهدف المساعدة في عملية تعليمهم ودمجهم في المجتمع بشكل سليم يلبي تطلعاتهم، قبل أن ألتحق بالعمل في مدرسة الأمل بمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية».

وتابع سمير «من خلال عملي مترجماً للغة الإشارة تعرفت عن قرب إلى مشكلات الأشخاص الصم، والتي أبرزها يتمثل في شعورهم بالانفصال والعزلة عن عالمهم، لعدم معرفة معظم الأشخاص المحيطين بهم اللغة الخاصة بهم، الأمر الذي يشعرهم بالوحدة، فضلاً عن المشكلات الاجتماعية والاقتصادية التي تواجههم باستمرار في حياتهم».

وأوضح أنه يعمل حالياً في قناة الشارقة الفضائية، يترجم نشرة «أخبار الدار»، بالإضافة إلى برنامج «فتاوى»، كما يتولى نقل المعلومات إلى الطلبة الصم الذين يدرسون في الجامعة بلغة الإشارة التي يفهمونها، ليسهل عليهم فهم الدروس، كما يفتح لهم مساحات شاسعة من الاستيعاب، تعدهم بمستقبل أفضل. وحصل سمير على لقب خبير ومترجم لغة الإشارة للصم، طبقاً للاتحاد العربي للهيئات العاملة مع الصم.

تويتر