انتهاء أعمال مجلس الوزراء العرب المعنيين بشؤون الأرصاد الجوية. من المصدر

اتجاه لإنشاء مركز إقليمي عربي لإدارة المخاطر المناخية

كشف نائب المدير العام للطيران المدني الكويتي، خالد مبارك الشعيبي، عن دراسة مشروع جديد لإنشاء مركز إقليمي عربي لإدارة المخاطر المناخية والإنذار المبكر، والتنبؤ بالطقس في المنطقة العربية، مشيراً إلى أهمية المشروع في ظل تعرّض الدول العربية والخليجية، في الآونة الأخيرة، إلى أنماط جديدة من التطرف المناخي غير المعهود.

المعلومات المناخية

قرّر مجلس الوزراء العرب المعنيين بشؤون الأرصاد الجوية والمناخ، تنفيذ خطة عمل تطوير مرافق الأرصاد الجوية العربية إعلامياً من خلال إنشاء وتطوير المراكز الإعلامية بمرافق الأرصاد الجوية العربية، على أن تكون الكوادر العاملة بهذه المراكز من أخصائيي الأرصاد الجوية ممّن لديهم الحس الصحافي والإعلامي وعلى دراية كافية باحتياجات الجهات الإعلامية من خدمات الأرصاد الجوية من حيث الشكل والمضمون، والتنسيق مع الجهات الإعلامية المختلفة، كلٌ داخل دولته، لتنفيذ دورات تدريبية متخصصة لتأهيل الكوادر الفنية العاملة في مجال تقديم النشرة الجوية من الإعلاميين وأخصائيي الأرصاد الجوية.

وأصدر مجلس الوزراء العرب المعنيين بشؤون الأرصاد الجوية والمناخ، خلال دورته الأولى التي انتهت أعمالها أمس في أبوظبي، قرارات عدة تضمنت تطوير شبكات الرصد في كل دولة، وتطوير نظم التشغيل، وتنمية قدرات الكوادر العاملة بمحطات الرصد، ووضع آلية استرداد كلفة خدمات الأرصاد الجوية المقدمة للطيران المدني على المستوى الوطني.

وتفصيلاً، ⁠⁠⁠⁠⁠قال الشعيبي إن الاجتماع الأول للوزراء العرب المعنيين بشؤون الأرصاد الجوية والمناخ في أبوظبي يُعد خطوة أولى لمواجهة الأخطار المناخية والبيئية المستقبلية، وتذليل الصعوبات التي تعيق حركة التطوير والتحديث في مرافق الأرصاد العربية لتكون قادرة على مواجهة التحديات والتطورات المناخية، والتخفيف والحد من تأثيرات التغيرات المناخية في المنطقة.

وأكد أن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية تدعم فكرة مشروع المركز الإقليمي العربي لإدارة المخاطر المناخية والإنذار المبكر المزمع إنشاؤه، لافتاً إلى أهمية المشروع لجميع الدول العربية، خصوصاً أن العديد منها عانت حالات جفاف، وبعضها تعرض للعواصف والأعاصير، لاسيما دول الخليج المطلة على بحر العرب والخليج العربي.

ولفت إلى أن الدول العربية ودول الخليج تعرضت في الآونة الأخيرة إلى سلسلة من التغيرات المناخية وأنماط جديدة من التطرف المناخي غير المعهود، وتأثرت به العديد من الدول اقتصادياً واجتماعياً وصحياً، ما يستلزم التعاون والتنسيق التام بين مرافق الأرصاد الجوية في الوطن العربي، لتفعيل آليات الإنذار المبكر وسرعة الاستجابة للتعاطي مع تلك الحالات.

من جهته، أكد الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، بي تالاس، خلال مشاركته في أعمال المجلس الوزاري، أن تغير المناخ يطرح تحديات جديدة وله آثار، منها زيادة وتيرة وحدة بعض المخاطر الطبيعية، مشيراً إلى أن درجات الحرارة في المغرب سجلت معدلات قياسية أدت إلى انخفاض في إنتاج ثمار الحمضيات بنسبة 50%، وتجاوز المعدل الطبيعي في منطقة وادي الريان في مصر، بما يقارب ثماني درجات بمقياس سلسيوس، حيث وصلت إلى 47 درجة، واجتاح الإعصار المداري المعروف باسم «شابالا»، ثم الإعصار «ميغ»، اليمن، ما أدى إلى فيضانات كبيرة، وهذان هما أول إعصارين مداريين يجتاحان اليمن بقوة. وأضاف أن منطقتي شبه الجزيرة العربية والشرق الأوسط شهدتا أيضاً فيضانات تسببت في خسائر كثيرة، لافتاً إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة، شهدت في أوائل مارس من العام الماضي سقوط ما يقارب

الـ300 ملليمتر من الأمطار في أقل من أسبوع، كما تتعرض المنطقة لمخاطر العواصف الرملية والترابية، ما يستلزم دراستها بمزيد من العمق لفهم إمكانية ارتباطها بتغير المناخ.

إلى ذلك، قرر مجلس الوزراء العرب المعنيين بشؤون الأرصاد الجوية والمناخ، الاسترشاد بدولة الإمارات في ما يتعلق بالتشريعات القانونية الخاصة بتحصين مرافق الأرصاد وآليات استرداد تكاليف خدمات الأرصاد الجوية المقدمة للطيران المدني، والطلب من الدول العربية اتخاذ الإجراءات اللازمة نحو تطوير شبكات الرصد، كلٌ في دولته.

وطالب المجلس الدول العربية بتفعيل التعاون بين مرافق الأرصاد الجوية وسلطات الطيران المدني في كل دولة عربية، وذلك من خلال تبادل الخبرات بين الجهتين في مجال رفع كفاءة خدمات الأرصاد الجوية المقدمة للطيران المدني.

وأصدر المجلس مجموعة من القرارات تضمنت ضرورة اعتماد نص موحد في التشريعات الوطنية لكل دولة ينص على أن مرفق الأرصاد الجوية الوطني، هو الجهة الرسمية الوحيدة داخل الدولة المسؤول دون سواه عن تقديم خدمات الأرصاد.
 

الأكثر مشاركة