«أم محمد» أثناء عملها في هيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي. تصوير: أحمد عرديتي

«أم محمد» ذهبت إلى «المعرفة» متطوّعة فأصبحت مستشارة ثقافية

لفتت المواطنة (أم محمد ــ 50 عاماً) انتباه مرتادي منصّة هيئة المعرفة والتنمية البشرية في معرض التوظيف، الذي عقد في دبي، أخيراً، ليس فقط لأنها الأكبر سناً بين موظفي المنصّات كافة المشاركة في المعرض، إنما أيضاً لأسلوبها الشيق في التعامل مع الباحثين عن عمل، وتوجيههم إلى الإجراءات الواجب اتباعها، وإسداء النصح لهم كأبنائها.

(أم محمد) التي عُينت، أخيراً، مستشارة ثقافية في «هيئة المعرفة»، كانت تردد لكل مراجعي المنصّة: «يا أبنائي، دولتنا تحتاج لكم فلا تبخلوا بعطائكم، فأجدادنا لم يبخلوا علينا بأي شيء». وعن قصتها قالت (أم محمد) : «عندما كنت طالبة في المدرسة، كان حلمي الالتحاق بوظيفة أستطيع من خلالها رد الجميل للوطن، لكن بعد الزواج حالت ظروفي دون أن أحقق هذا الحلم، وقررت أن أكرّس جهدي لتنشئة أبنائي الثمانية (خمسة ذكور، وثلاث إناث) على حب الوطن، وأحمد الله أنني نجحت في ذلك، وهم جميعاً يعملون حالياً في السلك العسكري». وأضافت: «على مدار هذه السنوات لم تنقطع صلتي بالناس، إذ كنت على تواصل دائم مع أبناء منطقتي، الذين يعتبرونني أمّاً لهم، وقد شجعتني وزيرة الدولة لشؤون التعليم العام، جميلة المهيري، على مواصلة هذه الجهود، ووجهتني إلى هيئة المعرفة، التي تقدمت إليها طالبة العمل متطوّعة، لكني فوجئت قبل ثلاثة أشهر بقرار تعييني مستشارة ثقافية للهيئة، لأحقق بذلك حلمي بعد أن وصلت إلى سن الـ50». وتابعت: «كان دوري في معرض التوظيف توجيه الباحثين عن عمل إلى الإجراءات المطلوبة، وتقديم النصح والدعم المعنوي».

وأكملت: «لمست من الشباب المواطنين المتقدمين إلى وظائف جدية في العمل، باستثناء حالات قليلة، حرصت على التحدث معهم كأم لأبنائها، وقدمت لهم النصائح، وبفضل الله اقتنعوا تماماً».

من جهتها، قالت الرئيسة التنفيذية لمؤسسة التعليم المدرسي بهيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي، فاطمة المري: «يعمل في الهيئة أشخاص من 30 جنسية ومن مختلف الأعمار، وفي ظل هذا التنوّع أردنا أن يكون هناك رمز للسعادة والعطاء، والعطاء يأتي غالباً من الأم، وهذا كان سبباً في اختيار (أم محمد) التي يُضفي وجودها بين موظفي الهيئة السعادة والبهجة والفرح».

 

الأكثر مشاركة