المرشد الأسري
لدي أربعة أبناء يمر عليهم شهر رمضان بلا فائدة، سهر في الليل ونوم بالنهار، فكيف أضع لهم خطة رمضانية تغير حياتهم؟
يجيب المستشار الأسري عيسى المسكري، قائلاً: رمضان فرصة لغرس قيم الجود والمراقبة والصبر، ومحطة للتنافس والانطلاق نحو الخير والبر، ومحضن للزاد وتزكية النفس، فهو شهر الهدى والإحسان، والتقى والقرآن، من صامه إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، فيه ليلة خير من ألف شهر، والخير فيه مقبل والشر فيه مدبر، تفتح أبواب الجنان، وتغلق أبوب النيران، وتصفد فيه الشياطين.
وأول برنامج لأبنائنا هو أن نغرس في نفوسهم هذه النفحات الإيمانية الزاكية، نجمعهم في جلسة إيمانية قبل يوم أو يومين من رمضان، نذكرهم بفضائل رمضان وعِظم أجره، وعلو مكانته، وسمو منزلته، وأفضل خطوة نخطوها في هذا الشهر هي أن نضع لأبنائنا خطة من أجل تلاوة القرآن، فهماً وتدبراً وتأملاً وحفظاً، ويفضّل أن تكون لهم ختمة كاملة، وكتاب مقتصر للتفسير، من أجل إزالة ما صعب عليهم في فهم بعض الكلمات والآيات.
وقليل من الأسر التي تجلس مع أبنائها قبل رمضان من أجل توضيح بعض المسائل السهلة عن فقه الصيام، كالواجبات والسنن ومفطرات الصوم وغيرها من المسائل.
فمن وضع خطة من أجل التربية والتغيير حصد، ومن بين هذه البرامج صحبة الأبناء إلى المساجد، فبيوت الله في رمضان عامرة بالمصلين، الأبناء في قلوبهم فرحة وهم يؤدون الصلوات الخمس في وقتها، ويصلون صلاة التراويح تربية على القنوت والقيام، فالمحطات في هذا الشهر متعددة، كصيام النهار وقيام الليل.
اجلس مع أبنائك، واسألهم هل لهم خطة رمضانية؟ قد يكون السؤال غريباً بالنسبة إليهم، اقترب منهم وناقشهم، وشاورهم، وعلّمهم كيف يضعون خطة تناسبهم، اعطهم فرصة للتفكير، ضع بين أيديهم ورقة وقلماً، كل واحد منهم يكتب خطته، ساعدهم ونوّر عقولهم، وفي نهاية الجلسة يأخذ كل واحد منهم خطته ويضعها في مكان يستطيع أن يراها قبل النوم أو قبل الإمساك، وفي نهاية كل يوم جلسة للمحاسبة على التقصير والتفريط، شارك أبناءك ببعض البرامج الاجتماعية، مثل إفطار الصائم، والأعمال التطوعية، والمحاضرات الإيمانية، والمسابقات القرآنية، ورحلة إلى العمرة، فلها أجر عظيم، خصوصاً في رمضان.
لم يبقَ من هلال رمضان إلا أيام معدودات، وكل يوم فرصة جديدة للتوبة والاستغفار، فرصة للتسامح والاعتذار، فرصة لتصفية النفوس وتجديد العزيمة، فأبناؤنا بحاجة إلى فهم هذه الأبجديات التي تصنع السعادة في نفوسهم والاستقرار في حياتهم.