س . ج عن الزواج
■■تزوجت منذ ست سنوات، ولدي طفل عمره الآن ثلاث سنوات، ومشكلتي بدأت بعد أن اكتشفنا إصابة ابني بمرض التوحد، فبدأ زوجي يهملني بدلاً من دعمي، وبات يحملني مسؤولية إصابة ابننا بالمرض، ويصرح علناً أنه يخشي الإنجاب مني مرة أخرى خوفاً من أن يولد الطفل الجديد مصاباً بمرض أخيه نفسه، وترك مسؤولية رعاية الطفل كاملة على عاتقي، وأصبح يغضب عند مشاهدة الطفل، وينفر منه ويعنفه، على الرغم من كونه صغيراً وغير مدرك، ويقابل تصرفات والده ببكاء شديد وخوف، وبدأت أتعب نفسياً وحالياً أفكر في الانفصال.
■من المحزن أن البعض ينهار ولا يحتمل فكرة وجود طفل معاق لديه، مع أن هذا الطفل هو هبة من الله، يرزق بها من يشاء، لذا يجب على من رزقه الله بطفل معاق أن يرضى بقضاء الله ويحسن تربيته، لأنه إن سخط على قضاء الله فقد خسر الدنيا والآخرة، لذا يجب على كل أب وأم لطفل معاق ألا يجعلاه محنة، إنما هو منحة رزق بها لحكمه لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى.
وبالنسبة لاتخاذ قرار مصيري مثل الانفصال، يهم الطفل أو الأسرة بشكل عام، ينعكس سلباً على الأطفال، خصوصاً الطفل المعاق لحاجته الشديدة إلى المساندة من الأبوين، لذلك فإن عائلات المعاقين في حاجة ماسة إلى المساندة لتتماسك وتخطط جيداً لمستقبل طفلها المعاق، وكيف تتعامل معه المعاملة الصحيحة.
ويجب على الأسر التي رزقها الله بطفل من ذوي الإعاقة، أن تحرص على تزويده بالثقة بالنفس والاعتماد عليها ليكون فرداً ناجحاً متميزاً، وتوجهه إلى طريق النجاح بالحب والعزيمة والتفاؤل والإصرار، ولا تحرمه حقه أو تنفي واجباته فرداً من المجتمع، وجزءاً لا يتجزأ منه، وألا تحاول تهميشه بكلمات ونظرات الشفقة واللامبالاة.
ويجب على الأم أن تشجع الأب الرافض قبول فكرة أن طفله مختلف عن بقية الأطفال، بأن يرضي بقضاء الله، وأن تشركه وتدمجه في تفاصيل رعاية ابنه، والنجاح الذي يحققه، وأن تبتكر طرقاً وأساليب جديدة للعناية به، فمهما كان رفض الأب فعاطفة الأبوة أكبر وأقوى من رفضه.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news