«ابتهال» تــــدرّب الأطباء بمبادرات سعادة
استخدمت الدكتورة ابتهال درويش أسلوباً بسيطاً في إلقاء المحاضرات وخلال الدورات التدريبية، وذاع صيتها في الأوساط العلمية، وتلقت عشرات المطالبات بتقديم استشارات وتدريبات متخصصة لمختلف الأطباء، لذا فكرت في افتتاح مركز متخصص يقدم دورات تدريبية للأطباء الذين يريدون تقديم امتحانات متخصصة في «البورد العربي والزمالة البريطانية»، ونفذت فكرتها وافتتحت مركز «إثراء» للاستشارات والتدريب، وأصبحت المدير العام له، وبعد فترة ضمت مركزها إلى مشروع عائلي خاص معروف باسم «إمارات السعادة»، بدأه أشقاؤها الخمسة لتنفيذ رؤية متكاملة وتحقيق السعادة في مختلف المجالات.
أول ميثاق شعبي
أفاد المدير التنفيذي في مركز «إثراء» للاستشارات والتدريب، الدكتور سيف درويش، بأنهم يخططون لإصدار أول ميثاق شعبي للإمارات، يوضح أهم أسباب للسعادة، موضحاً «نتوقع أن شعب الإمارات سعيد بإيمانه، وثقته بقيادتهم، وأخيراً بانتمائه لدولته ووطنه، وسنصدره ليكون قسماً خاصاً بالسعادة». وأضاف أنهم يخططون كذلك إلى إصدار بحث متكامل عن السعادة في الدولة، ستشرف عليه الدكتورة ابتهال، التي تشرف حالياً على أكثر من 50 بحثاً في عدد من الجامعات التي تحاضر فيها، مضيفاً نريد أن نبحث عن مستوى السعادة، بالتعاون مع عدد من المؤسسات، إذ إنهم درسوا الأبحاث التي نفذتها الجهات المحلية في دبي، وجهات أخرى على مستوى العالم لمعرفة كيف تقاس السعادة وأسبابها. |
وروت ابتهال قصة تأسيس مركز «إثراء» لـ«الإمارات اليوم» قائلة إن فكرة المركز بدأت من خلال عملها كاستشارية طب أسرة، تشارك في تدريب أطباء بهيئة الصحة في دبي، وفوجئت بأطباء من خارج الهيئة يطلبون منها تدريبهم، خصوصاً أن طرحها للموضوعات وأسلوبها في التدريب يتناسبان والامتحانات التي يتقدمون لها.
وأوضحت: «بعد أن حصلت على عدد كبير من الطلبات، فكرت في افتتاح مركز متخصص، إلا أنني واجهت عدداً من الصعوبات، أولها أن المركز يحتاج إلى موقع مناسب، إضافة إلى ميزانية ضخمة»، مضيفة أنها لجأت إلى مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، واستخرجت تصريح «انطلاق» لتبدأ المركز من المنزل، وتقدم هذه الاستشارات والتدريبات.
وتابعت أن المركز بدأ عام 2012 بدعم من مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وأصبح أول مركز متخصص في تدريب الأطباء وتأهيلهم لدخول امتحانات الزمالة البريطانية، والبورد العربي، لافتة إلى أنه خلال عام واحد من إنشاء المركز حصلت على جائزة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، كأفضل مشروع «انطلاق» لذلك العام، ما دفعها إلى استكمال إجراءات افتتاح المركز لتلبية الطلبات المتزايدة عليها.
وأوضحت ابتهال أن المركز توسع في عام 2013 ليشمل عدداً من الموضوعات في الطب، بعدما كان متخصصاً في طب الأسرة ثم ضم المركز تخصصات طبية أخرى للتدريب، مضيفة «بعد أن التحق شقيقي (سيف) بالمركز أدخلنا تخصصات مثل السعادة المؤسسية، وغيره من الدورات التدريبية المتخصصة في الإيجابية».
بدوره، قال المدير التنفيذي في مركز «إثراء» للاستشارات والتدريب، الدكتور سيف درويش، إنهم بدأوا أول مبادرة عن السعادة في المركز، عبارة عن توعية مجانية للمؤسسات على مستوى الدولة، موضحاً «نقدم برامج تدريبية عن السعادة بشكل مجاني للمؤسسات، لتقييمها وتقديم الاستشارات بشكل عام، والهدف منها تهيئة كل مؤسسة للحصول على تصنيف الرقم (1) في الدولة».
وأشار إلى أنهم يقدمون هذه الدورات بهدف تمكين كل مؤسسة من اختيار وتأهيل فريق للسعادة ذي خصائص متميزة، وتدريب أعضاء الفريق ليكونوا أخصائيي سعادة معتمدين، كل في موقعه، وبالتالي توعية العاملين بأهمية موضوع السعادة، مشيراً إلى أن خطة العمل التي وضعها المركز تختلف من مؤسسة لأخرى، لكن تجتمع في إصدار ميثاق خاص للسعادة المؤسسية، وخطة دمج معايير السعادة في قرارات وأنشطة المؤسسة، ومؤشرات سعادة المتعاملين، وتصميم مسابقات للسعادة، ووضع مدونة السعادة للموظفين.
وأكمل درويش أن هذه المحاور تسهم في جعل بيئة العمل المؤسسية أكثر إيجابية وسعادة، ما يسهم في جعل الموظفين أكثر تأثيراً في إسعاد المتعاملين في العمل، مضيفاً: «نحن أحد مركزين في دبي حصلا على رخصة المسؤولية المجتمعية، وبإمكاننا تخطيط وتنظيم فعاليات متعلقة بها».
وأوضح: «من بين برامج مؤسسة السعادة، تأهيل أخصائي السعادة، وهو برنامج متكامل لمدة 10 أياماً، ويخضع كل منتسب لـ50 ساعة تدريبية، ويقدم مشروعاً للتخرج، بعد تدريبه على جميع ما هو متعلق بالسعادة المؤسسية»، مضيفاً أن دورة أخصائي السعادة تسهم في التعرف على فلسفة السعادة، ومؤشراتها، وكيف يمكنه أن يطلق مؤسسة سعيدة، وأن يتفاعل مع بقية المؤسسات في الدولة.
وذكر أن «الناس يعتقدون أن السعادة لا تحتاج إلى أدوات علمية، إلا أنها تعتمد على خلفية علمية متكاملة فيها مؤهلات ينبغي التعرف عليها ليصبح الأخصائي هو الأول في نشر ثقافة السعادة والإيجابية»، مضيفاً أن الدولة هي التي تقود الحراك العالمي في السعادة، ولابد من وجود تدريبات مكثفة واضحة المعالم، وتالياً وضع وصف وظيفي صحيح للأشخاص المسؤولين عن السعادة.
وتابع أن التدريب الذي يقدمونه معتمد من قبل هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي، وبدأوا بالفعل وضع المحاور الأساسية، ليتمكنوا من إجراء أول برنامج تدريبي في أغسطس المقبل، مضيفاً أنهم أرادوا الانتهاء من إعداد البرنامج في أسرع وقت ممكن، وبطريقة تتناسب والمجتمع الإماراتي، إذ استعانوا بسبعة متخصصين في السعادة، كان هو و(ابتهال) من بينهم.
«إمارات السعادة»
قالت المدير العام لمركز «إثراء» للاستشارات والتدريب، الدكتورة ابتهال درويش، إن مركز «إثراء» يعتبر أحد مشروعات السعادة التي أسستها أسرتها بالتعاون مع أشقائها الخمسة، والتي تتمحور حول مفهوم السعادة والإيجابية في عدد من المجالات، موضحة أن الفكرة بدأت بتأسيس سبع شركات تتبع مشروع «إمارات السعادة»، وهي مركز «إثراء» للاستشارات والتدريب، ومؤسسة «السعادة ميديا»، وجمعية «إثراء السعادة»، التي تنتظر الإشهار من وزارة تنمية المجتمع، ويخططون لأربع شركات أخرى مثل شركة لتنظيم المعارض، ودار للطباعة والنشر.
بحوث
أفادت المدير العام لمركز «إثراء» للاستشارات والتدريب، الدكتورة ابتهال درويش، بأنها تشرف على عدد كبير من البحوث، وأصدرت كتاباً متخصصاً في 2012 تحت عنوان «كيفية عمل بحوث طبية»، ليلجأ إليه الأطباء في إجراء بحوثهم، ويقدم لهم الأسس العلمية كلها.