محمد بن زايد يشهد محاضرة حول "حماية المجتمع من التطرف"
شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، المحاضرة التي أقيمت في مجلس سموه الرمضاني في البطين، أمس، تحت عنوان «حماية المجتمع من التطرف »، وألقاها وزير الأوقاف في جمهورية مصر العربية، الدكتور محمد مختار جمعة مبروك.
وشهد المحاضرة رئيس المجلس الوطني الاتحادي، الدكتورة أمل القبيسي ، وسمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس مؤسسة أمناء زايد للأعمال الإنسانية والخيرية، وسمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي وسمو الشيخ عمر بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، وعدد من الشيوخ والوزراء وكبار المسؤولين، وعدد من سفراء الدول العربية والأجنبية المعتمدين لدى الدولة.
ووجه وزير الأوقاف المصري الشكر إلى قيادة دولة الإمارات الحكيمة على مواقفها الثابتة والداعمة لجمهورية مصر العربية، موجها التهنئة إلى قيادة وشعب الإمارات بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك.
وقال الدكتور محمد مختار إن علينا تحصين المجتمع من الأفكار المتطرفة، من خلال تفكيك هذه الجماعات وتفكيك أفكارها، مشيرا إلى أن تفكيك أفكارها يأتي بالدرجة الأولى، وهذا الأمر يؤدي إلى منع انتشارها وتوغلها في المجتمع، فبزوال الجماعة يبقى الفكر ليكون جماعات تسعى إلى التوطين السياسي الذي يتخذ من الدين وسيلة لتحقيق مطامعه السياسية، وأن هذا بات معروفا من خلال التدين الشكلي لدى هذه الجماعات والذي يهتم بالمظهر دون وجود جوهر يحمل تعاليم الدين الحنيف.
وأكد أن الجماعات لا تؤمن بوطن ولا تعي معنى الدين التي هي عليه، وإنما انتمائها مرتبط بتوجيهات الجماعات المتطرفة وأفكارهم الهدامة، مشيرا أن على الدول السعي لتجفيف منابع التطرف من خلال منع غير المختصين وأصحاب العلم والمعرفة من القيام بالدعوة والفتوى القائمة على علوم ضيقة.
وأضاف أن على المؤسسات الدعوية والتعليمية توجيه أفراد المجتمع وتعليمهم قيم ديننا الصحيح، ولا بد من التركيز على بالدرجة الأولى على المراحل الأساسية من الروضة وصولا إلى الثانوية ثم الجامعة، ثم الشباب في كل مكان، فهم الفئة الأكثر تأثرا إن لم يتم بناءها بالشكل السليم.
وأشار إلى ضرورة تفنيد شبهات المتطرفين وكشف أغراضهم ومطامعهم وسوء أفعالهم، وذلك من خلال التأمل في أحاديثهم وأفكارهم.
مشيرا إلى"العمليات الانتحارية التي يذهب ضحيتها الأبرياء الذين أشبعوهم المتطرفين بالأفكار الهدامة، وهؤلاء وكل واحد فينا ألم يسأل نفسه ماذا استفاد سوى ان ازهق روحه وارواح أبرياء اخرين، وان كان حصل على المال فماذا سيفعل بالمال في قبره، وإن وعده قائد الجماعة المتطرفة بالجنة والنعيم لما لم يقدم نفسه في سبيل جماعته.
وتطرق الدكتور محمد مختار، إلى من يحق له أن يكفر الأخرين، وعلى أي أساس يتم قتله دون التريث والتأكد من ايمانه أو كفره، مشيرا إلى أن تعاليم ديننا الحنيف وضعتنا على المحك في ذلك، فلو اجتمعت خصال الكفر مقابل خصال الإيمان لرجحت خصال الإيمان، وأن تكفير أي شخص يحتاج إلى حكم قضائي واضح بعد دراسة كافة الجوانب في الشخص، ومنحة الفرصة لكي يعود إلى دينه.
وحول الأفكار التي يحاربون بها من جهاد وجزية وخلافة وغيرها، أوضح وزير الأوقاف المصري، أن علماء مسلمين من أنحاء العالم وخلال مؤتمر عقد مؤخرا، أكدوا أن إعلان الجهاد يكون بأمر من ولي العهد وبما ينص عليه دستور تلك الدول، وفيما يتعلق بالجزية وكون الدفاع عن الدولة بات يشارك فيه كل مواطن في الدولة باختلاف دينه ويشاركون كذلك في الجيش والبناء والعمل وكل مايصون بلدهم، فعلى من تكون الجزية ولا يوجد من يتخلف عن الدفاع عن وطنه.
وأضاف أن الإسلام لم يفرض قالبا ثابتا لنظام الحكم، وإنما وضع أسس عامة من طبقها صلح حكمه، حيث دعا إلى إقامة العدل بين الناس، ومنع الفساد، وتأمين المطالب الأساسية للمجتمع، وأن يساعد الناس على ممارسة معتقداتهم الدينية وأداء مناسكها.
وأفاد وزير الأوقاف في جمهورية مصر العربية، الدكتور محمد مختار جمعة مبروك أن كل ما يأخذنا إلى البناء والتعمير ونشر الرحمة والتسامح يأخذنا إلى صحيح الإسلام، وأن ما يدعو إلى التخريب أو الإفساد لا يقره أى دين أو عقل سليم، محذرا كذلك من أن الحروب العصرية تعتمد على إثارة الشائعات وزعزعة الاستقرار بالمجتمعات والثقة بين الشعوب وقياداتها السياسية، مطالبا بضرورة مواجهة الفكر بالفكر وتفكيك الفكر المتطرف ودحض أساليبه حتى لا يقع شبابنا ضحية للعناصر المجرمة.