البلوشي يهجر السـاحرة المستديرة حباً في «البارجيل»

غيرت تقنية المعلومات مجرى حياة حسين البلوشي، فجعلته يهجر معشوقته الأولى الساحرة المستديرة كرة القدم، ويتفرغ إلى تطوير ذاته في هذا المجال، وتحولت هوايته إلى عمل جاد، وتخصص في تقديم الأخبار والبرامج الإخبارية إلى أصدقائه عبر تسعة عناوين بريدية، وأخلص في العمل من أجل الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الأشخاص، طوع وسائل التواصل الاجتماعي لتحقيق أهدافه، وأسس مؤسسة «البارجيل» الإخبارية عام 2008، وذاع صيت مؤسسته الإخبارية في جميع الأوساط المحلية، وراح يقدم الخدمة في 16 قناة وموقعاً، والآن يحلم باقتحام الفضاء الخارجي والوصول إلى العالمية ببرامجه المتنوعة.

دعم ولي عهد دبي

أفاد صاحب مؤسسة «البارجيل» الإخبارية، حسين البلوشي، بأن أكبر دعم حصل عليه كان من سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، عندما التقاه في إحدى المسيرات وقال له «نحن معك، وسنقدم لك الدعم الذي تريده لتبدع».

وأوضح أن «هذه الكلمات كانت كفيلة بدفعي إلى الأمام، والحصول على رخصة انطلاق، ومن ثم رخصة عمل».

مكتب خاص

قال صاحب مؤسسة «البارجيل» الإخبارية، حسين البلوشي، إن والده خصص له مكتباً خاصاً في منزله، عندما بدأ تنفيذ فكرته عام 2008، ما ساعده في إنجاز عمله بشكل كامل، موضحاً أن المكتب كان يحوي الأجهزة التي يحتاج إليها كافة، ما دفعه إلى تخصيص مكتب مشابه له في منزله الجديد بمجرد الانتقال إليه.

وروى البلوشي قصة تأسيسه «البارجيل» لـ«الإمارات اليوم» قائلاً إنه أحب تقنية المعلومات في المراحل الأخيرة من دراسته، تحديداً في الثانوية العامة، وحاول تنمية هذا الشغف من خلال دورات تدريبية وبرامج تعليمية ليتمكن من إتقان هذا المجال، مضيفاً: «كنت لاعب كرة قدم في تلك الفترة، وانضممت إلى معسكر الشباب التدريبي، إلا أنني قررت ترك كرة القدم لأتابع شغفي بتقنية المعلومات».

وأكمل: «مررت بوقت عصيب عند المفاضلة بين كرة القدم وتقنية المعلومات، إذ إنني أحببت كلتا الهوايتين، وبدأت تعلم أساسيات عمل المونتاج، وتصميم الشعارات، وبرمجة صفحات الإنترنت لمدة تسع سنوات»، مضيفاً أنه أسس أول صفحة خاصة به تحت اسم «الإمارات بين الماضي والحاضر» كما أنشأ برامج عدة، منها مكتبة الأطفال التي لايزال يحتفظ بها.

وأوضح البلوشي أن البداية الفعلية لمؤسسة «البارجيل» كانت عام 2008، عندما ترك الهوايات الصغيرة، على حد قوله، وعمل على تطوير أسلوبه في اختيار الموضوعات التي يمكن أن يرسلها عبر البريد الإلكتروني، مضيفاً «بدأت بستة عناوين بريد إلكتروني لأصدقائي، ووضعت في ذلك البريد شعاري الخاص (الصورة أصدق أنباءً من القلم) وأرسلتها لهم».

وأضاف أنه تمكن من أن يصل إلى مليون عنوان خلال عام واحد، ما مكنه من بدء قناته الخاصة عبر موقع «يوتيوب»، واستمر على هذا الأمر إلى أن انتقل إلى برنامج التواصل الاجتماعي «بلاك بيري ماسنجر» عام 2010، موضحاً «في هذا العام كانت انطلاقتي الكبيرة، إذ إنني جمعت أكثر من 16 ألف عنوان، لأتمكن من نشر الأخبار عبر البرنامج لجميع المستخدمين».

وتابع «كان هاتف بلاك بيري لا يسمح إلا بـ2000 عنوان لكل هاتف، لذا امتلكت في ذلك الوقت أكثر من أربعة هواتف، ولجأت إلى المقربين مني، والذين أثق بهم ليقدموا هذه الخدمة»، مضيفاً أن أشقاءه كانوا يعملون معه، وقدم لهم أجهزة هواتف بلاك بيري ليرسلوا الأخبار، إلا أن المصدر الرئيس للأخبار كان من خلال هاتفه، لافتاً إلى أنه لم يستطع في تلك الفترة أن يدير أكثر من أربعة هواتف، خصوصاً أنه كان يعمل في إحدى الجهات الحكومية، وكان يبدأ الاهتمام بـ«البارجيل» بعد خروجه من العمل، فكان يستغرق اليوم كله بين عمله الحكومي والخاص.

وتابع البلوشي أنه انتقل بعدها إلى موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، ومن هنا تغيرت استراتيجيته، إذ إنه بدأ نشر الأخبار المهمة باللغتين العربية والإنجليزية على مدار اليوم، واستعان بأكثر من شخص ليساعدوه في هذه المهمة، مضيفاً «في 2010 أردنا أن ننقل الصورة الصحيحة، لذا كنا نحاول أن ننفي الأخبار الخاطئة والشائعات التي كانت تنتشر بسرعة من خلال (بلاك بيري ماسنجر) و(تويتر)».

وأفاد بأنه وضع قواعد أساسية ونظام عمل متكاملاً للمؤسسة، لمعرفة من أين تنقل الأخبار، ولمن، والرسالة المستهدفة من وراء نقل هذه الأخبار، إذ إنها لا تتدخل في سياسات الدول والأحداث بل تنقلها كما هي، ولا تركز على الديانات والمذاهب والأعراق والتوجهات، إضافة إلى الهدف الأساسي: تحري الصدقية.

وأكمل البلوشي أنه أضاف إلى رصيد الخدمات موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» في 2010، وافتتح الموقع الرسمي للخدمة، كما أنه أنشأ تطبيقاً خاصاً لمؤسسة «البارجيل» لنقل الأخبار الخاصة التي تعرضها كل القنوات، موضحاً «وصلنا، بعد 18 شهراً من إطلاق التطبيق، إلى 900 ألف متابع، وحاولت بعدها إطلاق خدمات جديدة كل عام».

وأضاف أنه أطلق في عام 2012 الخدمة في موقع التواصل الاجتماعي «إنستغرام» وفي 2013 «تمبلر» و«فليكر»، موضحاً أنه أراد للخدمات التي يقدمها أن تكون موجودة في كل تطبيق يمكن أن يخدم القرّاء، وأن يصل إليهم في أسرع وقت، كما أنه أطلق خدمة «واتس أب» للمحادثة عام 2014، و«سناب شات» و«بيريسكوب» للفيديو في 2015، لنقل الفعاليات مباشرة، إضافة إلى افتتاح قناة «تيليغرام».

وأوضح أنه انتقل في ما بعد لافتتاح قناة خاصة عبر «غوغل +» و«لينكد إن»، ليصل إلى قطاع الأعمال في الدولة، مضيفاً أنه كان دائماً يجرب التطبيقات قبل الانتقال إليها، والخدمات التي يمكن تقديمها من خلالها، لمعرفة هل سيتمكن من الوصول إلى أكبر عدد من الأشخاص أم لا.

وأشار البلوشي إلى أنه اعتمد خلال السنوات الأخيرة على 25 موظفاً لتقديم هذه الخدمة، بعد أن بدأها بنفسه في 2008، موضحاً «اعتمدنا على أربعة محاور رئيسة، هي الأخبار المحلية والعالمية، والشراكات بين المؤسسة والجهات الحكومية والخاصة، والمبادرات التي يمكن أن نطلقها مع هذه الجهات، إضافة إلى الفعاليات المجتمعية وتقديم الدعم الإعلامي لها».

وأضاف أن الصعوبة التي واجهته خلال تلك الفترة، البحث عن التميز في نقل الأخبار، خصوصاً أنه يرفض نقل الأخبار المغلوطة أو التي لا تنفع القراء، لافتاً إلى أنه «عندما نطلق الخدمات باللغة الإنجليزية نجد جميع المراجع التي يمكن الاعتماد عليها للنجاح، إلا أننا نجد صعوبة في إيجاد مراجع باللغة العربية».

وقال البلوشي إن يسعى إلى الوصول بالمؤسسة إلى العالمية، بحيث تصبح إحدى المؤسسات الإخبارية التي تستطيع بلوغ الناس في دولهم، تماماً كما تفعل وكالات الأنباء العالمية، متابعاً أنه «ينقصني في الوقت الحالي الدعم المالي، لذا أعمل على بناء قاعدة جماهيرية في الدولة وعلى مستوى المنطقة، حتى أتمكن من الوصول إلى هدفي».

الأكثر مشاركة