فريقها يباشر مهامه الإنسانية في مناطق الأوبئة والكوارث

«دبي العطاء» تواجه الإيبـــــــولا والكوليرا والديدان المعوية

صورة

يواجه أعضاء فريق مؤسسة «دبي العطاء»، مخاطر صحية تهدد حياتهم خلال أداء مهامهم الإنسانية، أبرزها أمراض إيبولا والكوليرا والديدان المعوية، التي ظهرت في دول مشمولة ببرامج المؤسسة، إضافة إلى أن عملهم قد يكون في مناطق تشهد كوارث أو نزاعات مسلحة، لكن كل هذا لم يثنِهم عن إنجاز مهامهم.

تطعيمات

قال الرئيس التنفيذي لمؤسسة «دبي العطاء»، طارق القرق، إن فريق المؤسسة ملزم بالحصول على كل أنواع التطعيمات ضد الأمراض الوبائية المنتشرة عالمياً، ومطالَب قبل السفر إلى أي دولة من الدول المستهدفة بأن يتجه إلى الإدارات والهيئات الصحية للحصول على التطعيمات المدرجة ضمن القائمة الخاصة بهذه الدولة، الأمر الذي يعني حصولهم على عدد كبير من التطعيمات، لأن معظم الدول المشمولة ببرامج المؤسسة تعاني انتشار أمراض وبائية.

ديدان معوية

أفاد الرئيس التنفيذي لمؤسسة «دبي العطاء»، طارق القرق، بأن المؤسسة نفذت مشروعاً لمعالجة الديدان المعوية المنتشرة لدى طلبة المدارس في إثيوبيا، من خلال توفير الغذاء الصحي، بالتزامن مع تقديم برامج علاجية لهم، وبلغت الكلفة أربعة ملايين دولار، وتم بالتعاون مع ثلاث منظمات دولية لإعداد برنامج متكامل خاص بتوفير التغذية السليمة للأطفال، كمرحلة أساسية لعلاجهم من الديدان المعوية، يتمثل في دعم المزارعين لتوسيع رقعهم الزراعية، وتأسيس جمعيات تعاونية لتقديم الأغذية الصحية السليمة للمدارس.

وقال القرق إن تقديم الغذاء الصحي للطلاب فقط، لن يقضي على مشكلاتهم الصحية، إنما سيكون بمثابة تغذية الديدان داخل بطونهم، لذا جاء البرنامج على شقين، الأول توفير الغذاء الصحي، والثاني تقديم الأدوية للقضاء على هذه الأمراض.

ولفت إلى أن تجربة «دبي العطاء» التي طبقتها في المناطق المشمولة ببرامجها، لفتت انتباه الحكومة، التي عملت بدورها على تعميم التجربة، ضمن مشروع وطني متكامل للتغذية الصحية ومعالجة طلاب المدارس من الأمراض السارية.

وتابع: «عملت المؤسسة على تقديم برامج توعوية شملت الطلاب وذويهم، حول نمط الحياة الصحي، وكيفية الابتعاد عن مصادر الأمراض، والوقاية منها، فضلاً عن حث الأسر على إرسال أبنائها إلى المدارس، خصوصاً الفتيات».

وقضى فريق «دبي العطاء»، أوقاتاً استثنائية في مناطق خطرة، وروى أعضاء في الفريق، على رأسهم الرئيس التنفيذي لمؤسسة «دبي العطاء»، طارق القرق، مشاهد تثبت أن العمل الإنساني يتطلب أُناساً قادرين على العمل تحت أي ضغط، ومستعدين للتضحية بأرواحهم من أجل رسالتهم.

كوليرا

عايشت «الإمارات اليوم» تجربة خاصة لفريق «دبي العطاء» بجزر زنجبار في تنزانيا، التي شهدت، أخيراً، مؤتمراً صحافياً للإعلان عن برنامج تعليمي خاص بالطفولة المبكرة، كما رافقتهم خلال جولة ميدانية على المدارس المشمولة بالبرنامج. وفوجئ أعضاء الفريق بمجرد أن وطِئت أقدامهم أرض الجزر بتحذيرات صحية، نظراً إلى تفشي وباء الكوليرا، الأمر الذي فرض عليهم إجراءات وقائية، كانت تدفعهم إلى الابتعاد عن لمس المرافق العامة، وعدم الاقتراب من المياه والأغذية المتداولة.

ورغم تفشّي الكوليرا وإغلاق معظم المدارس أبوابها، إلا أن الفريق أصرّ على تنفيذ جولته في عدد من المدارس، وأنجز مهمته من دون تردد، رغم ما واجهه من جهد شاق في الوصول إلى الأماكن المستهدفة، التي لا يمكن الوصول إلى بعضها إلا بحراً أو جواً، واستغرق التنقل بين المدارس عشرات الساعات.

الرئيس التنفيذي للمؤسسة، طارق القرق، قال إن المؤسسة أدركت أن التعليم الجيد مرتبط بشكل أساسي بالصحة السليمة، لذا بادرت المؤسسة ضمن برامجها بتنفيذ إجراءات تضمن توفير بيئة تعليمية ذات مناخ صحي في الدول المستهدفة، ترتكز على توفير الغذاء الصحي والمياه النظيفة.

زلزال هاييتي

وكان لفريق «دبي العطاء» نصيب من تقديم العون للمتضررين من الزلزال الذي وقع في جزيرة هاييتي عام 2010، وشرّد آلاف السكان، وأدى إلى انتشار أمراض وبائية، وقد واجه الفريق هذه الأزمة ببرامج صحية، ومدّ يد المساعدة للمتضررين.

نزاعات

وعلى مدار تسع سنوات، اعتبرت المخاطر الأمنية إحدى أبرز المشكلات التي واجهها فريق «دبي العطاء» خلال مسيرته، حيث واجه اضطرابات في دول شهدت نزاعات وحروباً، أدت إلى تغيّر في الأوضاع الاجتماعية، الأمر الذي استدعى مزيداً من الحذر خلال أداء مهمته، كذلك تنتشر في بعض الدول التي تستهدفها المؤسسة جماعات مسلحة وقطّاع طرق، الأمر الذي واجهه الفريق بإجراءات استثنائية، منها اختيار طرق آمنة رغم طول مسافاتها، واختيار الأوقات المناسبة لزيارة المدارس، فضلاً عن الوجود في أماكن الإقامة في أوقات محددة، وعدم الخروج منها في الأوقات الخطرة.


وجيه السباعي

wmohammed@emaratalyoum.com

تويتر