س . ج عن الزواج

عائشة الحويدي : المستشارة الأسرية.

• • أنا فتاة قاربت على الـ30 من العمر، وتقدم لخطبتي شاب يبلغ من العمر 36 عاماً، ويتمتع بعديد من الصفات الحميدة، إلا أنه اشترط أن تكون الإقامة بعد الزواج في منزله مع أمه وأخواته البنات الصغيرات، ووافقت، وتمت الخطبة، وعلى الرغم من حسن حديثهن معي لكني أشعر بأنهن يتعاملن معي بنوع من الغيرة والتحفز، فهل أكمل الزيجة أم أشترط توفير منزل مستقل للزوجية؟ علماً بأنه لن يوافق لرفضه فكره ترك أمه وأخواته بمفردهن، بالإضافة إلى عدم مقدرته مالياً على توفير منزل مستقل.

• •علاقة الزوجة بأم زوجها من أكثر العلاقات الإنسانية التي أسيء فهمها، وتم تشويهها من خلال الأمثال والنوادر الشعبية، ووسائل الإعلام المختلفة، خصوصاً المرئية منها، لذلك أصبح من المعتاد أن يتم استقبال الزوجة بالترحاب الشديد في البداية، لكن ما أن تمضي الأشهر الأولى للزواج حتى يعاد تشكيل العلاقة بين هذه الوافدة الجديدة (زوجة الابن) ووالدة الزوج وشقيقاته، خصوصاً إذا كن في المنزل نفسه، لتحديد شكل المسار المستقبلي لهذه العلاقة، الذي لا يخرج عن مسارين، إما أن تسير كعلاقة بين أم وابنتها، أو تتحول إلى علاقة عدائية يحاول كل منهما أن يلغي الآخر ويستحوذ على عقل وقلب الزوج أو الابن.

لذلك لا ضرر من قبول الزواج في منزل الأسرة طالماً أن العريس يتمتع بالصفات الحميدة، وأعتقد أنه سيراعي الله في زوجته ويحفظها ويصونها، وطالما لا يستطيع مالياً توفير مسكن خاص مستقل، يجب على الزوجة أن تبدي حسن نيتها وتظهر أخلاقها وصفاتها الجميلة في التعامل مع أم الزوج وشقيقاته، بطريقة تعاملها ومحبتها نفسها لأمها وشقيقاتها، وأن ترفع الكلفة بينها وبين أهل زوجها حتى يشعروا بأنها فرد منهم وأنها ليست دخيلة وغريبة.

وعند حدوث أي مشكلة بين الزوجة وأهل زوجها ينبغي عليها أن تحاول جاهدة ألا تنتقل هذه المشكلة بينها وبين زوجها، ولتحاول قدر المستطاع محاصرة المشكلة في أضيق نطاق.

تويتر