خبيرا تقنية معلومات يحذّران من حسابات إلكترونية «مشبوهة»
حذر خبيرا تقنية معلومات من الانقياد وراء كل الأخبار والمعلومات، التي يتم بثها على مواقع التواصل الاجتماعي بسهولة، من خلال ضغطة زر، وذلك عبر حسابات مشبوهة وغير موثوق بها، مطالبين مستخدمي هذه المواقع بالتأكد في المقام الأول من هوية صاحب الحساب الذي يروج معلومة ما، مع أهمية الاعتماد على الصفحات الرسمية لوسائل الإعلام، أو الجهات والمؤسسات، والبحث عن المعلومة ومدى صدقها من أكثر من مصدر.
وقال مدير شركة «تريند مايكرو» العالمية، المتخصصة في أمن المعلومات لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إيهاب معوض، إن الهدف الأساسي من مواقع التواصل الاجتماعي إيجاد حالة من التواصل بين مستخدميها، وإتاحة المساحة للتعبير عن آرائهم وحالتهم المزاجية، إلا أن انتشارها والزيادة المهولة في أعداد مستخدميها دفعا وسائل الإعلام والجهات الحكومية والخاصة لإطلاق صفحات رسمية لها على هذه المواقع.
وأشار إلى ضرورة انتباه مستخدمي هذه المواقع إلى أن نشر الأخبار، سواء بالكتابة أو مقاطع الفيديو أو الصور عبر هذه المواقع عبر حسابات الأفراد، قد لا يحمل في أغلبه نسبة صدقية للمعلومة، فكل شخص ينشر ما يراه من وجهة نظره، على عكس حسابات وسائل الإعلام والجهات والمؤسسات.
وتابع معوض: «هناك بعض النقاط، التي يجب أن ينتبه لها المستخدم للوثوق بصاحب الحساب عند متابعته، وهي تاريخ حسابه على الموقع، سواء (فيس بوك، أو تويتر، أو سناب شات)، فبعض الحسابات لا تضع سوى صور تعبيرية، ويكون تاريخ إنشائها حديثاً، وتركز فقط على نشر معلومات تعبر عن اتجاه محدد، أو تستهدف جمع متابعين بمعلومات كاذبة أو ساخرة، على عكس الصفحات التي تحمل صوراً عدة لصاحبها، وتنشر لقطات من حياته وحالته المزاجية وآرائه في مواقف عدة، كما تحمل علامة الموثوقية الزرقاء في (فيس بوك)، و(تويتر)».
ولفت إلى أن الانقياد وراء الشائعات والمعلومات المغلوطة، التي تنشر هذه الصفحات، يحدث بلبلة وتأثيراً كبيراً في الرأي العام والشخص أو الجهة التي يخصها الخبر، وظهر هذا في حالات عدة، مثل نشر شائعات عن وفاة فنانين، وحدث هذا أخيراً في المنطقة العربية، وطال مجموعة كبيرة من الفنانين المعروفين، كما ظهر في تناول بعض الصفحات لأخبار حوادث الطائرات، وأيضاً الأمر في متابعة أخبار الصراع في بعض المناطق الساخنة، مثل سورية، واليمن.
وأكد أن المستخدم يجب أن يقارن بين المعلومة التي تنشر على هذا النوع من الحسابات، والتي تبث عبر المواقع الإلكترونية لوسائل الإعلام ذات الصدقية العالية، إضافة إلى مواقع الجهات والمؤسسات التي يخصها الخبر، للتثبت من صدقيتها، وفي حال كذبها يجب أن يبلغ إدارة الموقع فوراً عن هذا الأمر، حتى يتم إغلاق الصفحة بشكل نهائي.
إلى ذلك، أوضح خبير تكنولوجيا المعلومات، معتز فراج، أن نسبة كبيرة من الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، يكون هدفها تجارياً، إذ تعمل بشتى الطرق على جمع أكبر عدد من علامات الإعجاب والمتابعين، لذا تعمد نشر أخبار مغلوطة أو تعديلها بشكل ساخر يجذب القارئ بشكل يشوه معناها تماماً، لذا يجب على المستخدم التأكد أولاً من صحة المعلومة من أكثر من مصدر قبل تصديق المعلومة وإعادة نشرها.
وذكر أن معظم الدول حالياً لديها قوانين للجرائم الإلكترونية، تشمل إطلاق الشائعات، ونشر الأخبار المغلوطة، أو استخدام إمكانات برمجيات التكنولوجيا في تعديل الصور ومقاطع الفيديو، ما يخفي محتواها الحقيقي، ويظهرها بشكل مخالف وسلبي، لذا يجب على المستخدم في حال التعرض لهذا النوع من المعلومات أن يبلغ إدارة موقع التواصل الاجتماعي كخطوة أولى لإيقاف الحساب، ثم يبلغ الجهات المحلية المختصة، في حال كون الشائعة مؤثرة في الرأي العام، أو تضر بحياة وخصوصية شخص أو جهة لاتخاذ الإجراءات القانونية.
ولفت إلى أن السوق المحلية شهدت مجموعة من الشائعات التي أثرت في الرأي العام، وتطلبت تحركاً من جهات حكومية لتصحيح المعلومة، مثل شائعة وجود كحول في أحد منتجات البسكويت، والتي لم تستغرق سوى يوم واحد، لتصبح مسار حديث مجموعة كبيرة جداً من مستخدمي التواصل الاجتماعي في المجتمع المحلي، والإشكالية أن هذا النوع من الشائعات يؤثر بشكل مباشر في مبيعات مؤسسة وسمعتها، ويحدث حالة اضطراب بين المستهلكين، فالبعض يحجم عن السلعة المنشورة عنها الشائعة ومثيلاتها كافة، ولا يعود يثق بأي أخبار تنشر عنها، والبعض ممن كان يحرص على تناولها سيتوهم إصابته بمرض ما.