%90 من أسر مدمني المخدرات تسهم في عدم التزامهم بالعلاج
كشف المدير التنفيذي لقطاع الرعاية والتنمية الاجتماعية في هيئة تنمية المجتمع في دبي، حريز المر بن حريز، أن 90% من أسر المدمنين على المخدرات تسهم في عدم التزام أبنائها بخطة العلاج، فيما تشير إحصائية حديثة إلى أن 83% من المدمنين على مستوى العالم يتعرضون للانتكاسة بسبب عدم الالتزام بالعلاج بعد التعافي، مؤكداً أن الأسر تتحمل الحجم الأكبر من المسؤولية، سواء في استمرار إدمان الأبناء أو العودة إلى التعاطي بعد التعافي.
وقال بن حريز لـ«الإمارات اليوم» إن الأسرة تسهم في استمرار إدمان الابن، إما لعدم وعيها بوجود جهة غير أمنية وقضائية باستطاعتها تقديم المساعدة من دون أن يتعرض للمساءلة القانونية، أو بسبب خوفها من المجتمع وما تعتبره «فضيحة وعاراً اجتماعياً»، وتاليا تتكتم على أمره، وتساعده بشكل غير مباشر على التمادي أكثر في الإدمان، وذلك برعايته وحمايته ودعمه مالياً واجتماعياً، مضيفاً أن «في ظل هذا الوضع لا يشعر المريض بأي نوع من الخسارة التي ممكن أن تجعله يفكر في الإقلاع عن المخدرات».
حريز بن حريز:
«أسر كثيرة تقف عاجزة أمام مرض أحد أفرادها بالإدمان، لأنها لا تعرف من أي جهة تطلب المساعدة». «12 خطوة» يعود برنامج «12 خطوة»، وهو برنامج علاجي وتأهيلي، إلى ثلاثينات القرن الماضي، عندما تأسست رابطة المدمنين المجهولين عام 1935 في الولايات المتحدة الأميركية، من خلال رجل أعمال وطبيب جراح، كانا مدمنين على الكحول، وتمكنا من التعافي باتباع نظام من 12 خطوة، يرتكز على ممارسة حياة رياضية، وحضور جلسات مصارحة، وتبادل تجارب مع الآخرين، تسهم في دعمهم نفسياً واجتماعياً، فحملوا الرسالة إلى المدمنين الآخرين، واختص البرنامج في البداية بالمتعافين من مدمني الكحول، ثم تطور الأمر ليشمل أنواع الإدمان الأخرى، ومع مرور الوقت انتشر البرنامج في 170 دولة حول العالم، أداةً معتمدةً وفعالةً في علاج الإدمان. |
وأشار إلى أن الأسرة هي المسؤول الأول عن مساعدة المدمن على مواجهة مرضه، ويتوجب أن تضغط عليه بكل الوسائل حتى لا يبقى أمامه سوى التمسك بالعلاج، موضحاً أن الإدمان مرض مستعصٍ ودائم، تماماً مثل بعض الأمراض العضوية، كالسكري، التي لا يفيد معها إلا الالتزام بالعلاج طوال العمر.
وأضاف أن على المتعافي من الإدمان العيش وفق نظام مكون من ثلاثة أركان، أولها المواظبة الدورية على حضور برنامج الدعم المعروف بـ«12 خطوة»، والثاني ممارسة الرياضة بشكل منتظم مع التغذية السليمة، والثالث تعزيز الجانب الروحي عبر الالتزام الديني وممارسة العبادة.
وأكد بن حريز أن أسراً كثيرة تقف عاجزة أمام مرض أحد أفرادها بالإدمان، لأنها لا تعرف من أي جهة تطلب المساعدة، من دون أن تتسبب في تعرضه للجزاء، مشيراً إلى أن هيئة تنمية المجتمع تبذل جهوداً كبيرة لتوعية الأسر وطمأنتها، كما أن هناك ميثاق شرف تلتزم به الهيئة، يتضمن التكتم والتعامل بسرية تامة مع ملف أي مدمن يتوجه إليها طالباً المساعدة.
ولفت إلى أن امتلاك الجهات الأمنية ثقافة متحضرة وعلمية، لعب دوراً كبيراً في مساعدة الجهات المعنية في التعامل مع المدمنين على المخدرات، على أساس أنهم مرضى، ويحتاجون إلى برامج تأهيل بدلاً من التركيز على الجزاء والعقاب.
وتابع أن مركز «عونك» للتأهيل الاجتماعي لفئة المتعافين، يقدم خدمات الرعاية اللاحقة للفئات المعرضة للخطر من جراء تعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية.
وأشار إلى أنه وفق آخر إحصاءات الهيئة، يبلغ عدد منتسبي المركز 153 شخصاً حتى يونيو الماضي، موضحاً أن أهداف المركز تتضمن رفع مستوى الوعي لدى فئة الشباب حول مخاطر المخدرات، ومساعدة المتعافين من الانتكاسة والرجوع للتعاطي، إضافة إلى دعم أسر المدمنين من خلال برامج الدمج والرعاية الاجتماعية، وكذلك توجيه المدمنين إلى الجهات العلاجية والتأهيلية التي يمكنها تقديم الدعم المطلوب.