4 حلقات نقاشية تبحث قضايا التطرف والإتجار بالبشر والابتكار في ريادة الأعمال وحقوق المرأة في الإسلام
شهد اليوم الأول من مؤتمر "الاستثمار في المستقبل" الذي نظمته مؤسسة القلب الكبير بالتعاون مع هيئة الأمم المتحدة للمرأة، وأختتمت فعالياته الخميس، تنظيم أربع حلقات نقاشية، تناولت أبرز القضايا المتعلقة بإشكاليات المجتمع بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث تناولت الجلسات النقاشية قضايا العنف والتطرف، والإتجار بالبشر والعبودية، والابتكار في ريادة الأعمال.
وجاءت الحلقة النقاشية الأولى تحت عنوان "معالجة العنف والتطرف"، وشارك فيها كل من:رئيس منظمة البحث عن أرضية مشتركة شامل إدريس، وأخصائي سياسات في هيئة الأمم المتحدة للمرأة آليسون دافيديان، ومستشار خاص للأمم المتحدة معني بالتعليم العالمي مستشار تعليم في المفوضية العليا الباكستانية في مدينة برمنغهام بالمملكة المتحدة ضياء الدين يوسف زاي، ومحللة أبحاث في مركز "هداية" الدولي لمكافحة التطرف سارة زيجر، ومتخصص في برنامج المرأة والأمن والسلام، في هيئة الأمم المتحدة للمرأة ليغ تومبيت.
وعرضت الجلسة أبرز مظاهر التطرف والعنف التي تشهدها الساحة العربية اليوم، والمتمثلة في تنظيم داعش، حيث أوضح المشاركون أن العالم يعيش في عصر جديد من التطرف والذي لا يتسم فقط بالأعمال الإرهابية الفردية والمعزولة فاليوم جماعات مثل "داعش" يستخدمون العنف كوسيلة للحصول على الحكم والسيطرة على مناطق نفوذ جغرافية لهم.
وتوقف المشاركون عند الأساليب التي يتبعها تنظيم داعش في فرض سيطرته، لافتين إلى أنه يستخدم وسيلة الإغراء للمقاتلين والمناصرين ما في ذلك النساء من جميع أنحاء العالم بالحملات الإعلامية الاجتماعية المتطورة، ووسيلة الوعد بفرص عمل مجدية، كما ناقش المشاركون الدور الذى يمكن أن تلعبه المرأة في منع التطرف المصحوب بالعنف، والتماسك الاجتماعي وفهم الأسباب الجذرية للتطرف.
أما الجلسة الحوارية الثانية فجاءت تحت عنوان "التجارة بالبشر والعبودية (بما في ذلك الصراعات)" وشارك فيها كل من: الناشط الحقوقي الهندي في مجال حقوق وتعليم الأطفال كايلاش ساتيارثي، والممثل الإقليمي للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لدى دول مجلس التعاون الخليجي خالد خليفة، والمديرة الإقليمية لبرنامج الأمم المتحدة المشترك لفيروس نقص المناعة البشرية "الإيدز" في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الدكتورة يامينا شاكور، ومستشار المساواة بين الجنسين والثقافة وحقوق الإنسان في صندوق الأمم المتحدة للسكان انشراح أحمد، ومتخصصة في البرنامج الإقليمي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة منال بنكيران.
وسلط المتحدثون الضوء على أبرز التحديات التي تفرزها ظاهرة الاتجار بالبشر والعبودية، حيث كشفوا أن هناك العديد من الأبحاث التي أكدت أن بعض العوامل كالفقر، والظلم، والهجرة، والتمييز بما في ذلك العنف القائم على أساس النوع الاجتماعي تتسبب في أن يكون بعض السكان أكثر عرضة للإتجار من غيرهم.
وأكد المشاركون على أن النساء والأطفال الذين يعيشون في مناطق النزاعات بما في ذلك اللاجئين والنازحين داخلياً معرضين للإتجار بشكل خاص، موضحين أنه بالنظر إلى عدد الصراعات في المنطقة العربية، وما ينجم عنها من أعداد قياسية من اللاجئين والنازحين وعدد الفتيات البارز من ضحايا الإتجار من قبل جماعات العنف المتطرفة، تعتبر جريمة الإتجار مصدر قلق كبير، وتتطلب اهتمام خاص وعملية منسقة للقضاء عليها.
وناقش المشاركون نقاط الضعف المحددة التي تواجه النساء نتيجة للصراعات والإتجار، والبرامج الخاصة بدعم المرأة في المجتمعات المُضيفة لاجئين، وفي المخيمات والملاجئ المؤقتة، وكيف تدعم هذه البرامج التمكين على المدى الطويل متخطية بذلك الإغاثة العاجلة؟ إلى جانب تسليطهم الضوء على الدور الذي تلعبه برامج إعادة الدمج في معالجة التحديات النفسية التي تواجه اللاجئين.
بينما حملت الجلسة الثالثة عنوان "الابتكار – ريادة الأعمال"، وشارك فيها نخبة من المتحدثين المعنيين بقضايا ريادة الأعمال والاستثمار في الطاقات البشرية، وهم: مديرة مركز الشارقة لريادة الأعمال "شرا" نجلاء المدفع، ومدير مركز "محمد بن راشد للابتكار الحكومي" شذى الهاشمي، ومديرة برنامج حقوق المرأة في هيئة كير الدولية في مصر فيفيان ثابت، ومستشار التمكين الاقتصادي في هيئة الأمم المتحدة للمرأة مي بابكر.
وأجمع المشاركون خلال نقاشهم أن إحدى أهم الطرق المؤدية لتسريع خلق فرص عمل جديدة في الوطن العربي، هي إعادة تنشيط القطاع الخاص وتعزيز بيئة مفتوحة لريادة الأعمال، مشيرين إلى أن القطاع الخاص في الوقت الراهن لا يوظف سوى 20% من القوى العاملة في أي دولة في المنطقة العربية.
وأشار المشاركون إلى أن المشاريع الصغيرة والمتوسطة التي تكشف جهود النساء يمكن أن تلعب دوراً هاماً كمحركات للتنمية والابتكار في القطاع الخاص، لكون أن هذه المشاريع تعتبر المسؤولة عادة عن أكثر من 30٪ من مجموع العمالة في القطاع الخاص في منطقة الشرق الأوسط، كما طرح المشاركون تساؤلات عديدة منها: كيف يمكن التأكد من أن الشركات الصغيرة والجديدة و الناشئة تنمو بشكل جيد في ظل التحديات الاقتصادية الماثلة؟ وما الذى تفعله النساء بشكل مختلف في مجال الأعمال ؟ وما هي التحديات والفرص التي تعترض طريقهن؟ وكيف يمكن الوصول إلى الدعم المالي للابتكار وتطوير الأعمال بالنسبة لرائدات الأعمال.
أما الجلسة الرابعة والختامية في اليوم الأول من مؤتمر الاستثمار في المستقبل، فقد تناولت موضوع "حقوق المرأة في الإسلام"، وشارك فيها كل من: عضو مجلس إدارة حركة مساواة (مصر) الدكتورة مروة شرف الدين، ومدير المركز الدولي الإسلامي للدراسات والبحوث السكانية جامعة الأزهر الدكتور جمال أبو السرور، ومديرة مركز المرأة، في اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا في الأمم المتحدة الدكتور مهريناز العوضي، ومديرة الإدارة العامة للشؤون الثقافية والاجتماعية وشؤون الأسرة، في منظمة التعاون الإسلامي الدكتورة فضيلة غراين، ومستشارة عليا في هيئة الأمم المتحدة للمرأة هند العويس.
حيث بدأت الجلسة بالحديث حول حقوق الإنسان في الإسلام قبل أن تشرع بشكل أكثر تحديداً وتفصيلاً في حقوق المرأة في سياق الإسلام (الحقوق السياسية والقيادة والزواج: الموافقة وزواج الأطفال)، وركز المشاركون على الفهم السلبي الذي تتبناه بعض الثقافات والمجتمعات على اعتبار أنه من ضمن المنظومة الدينية الإسلامية، فيما هو في الواقع لا يمت إلى ذلك بأي صلة، مشيرين في ذات السياق إلى الكيفية التي لعبت فيها الثقافة والدين دورا هاما في تحقيق المساواة بين الجنسين، وتعزيز حقوق الإنسان بالنسبة للمرأة.