المسكري: أصبحت أكثر كلفة من الأعراس

مطالبة بدراسة ظاهرة البذخ في خيام العزاء

عيسى المسكري : «مقصد العزاء هو التذكرة بالآخرة، والعبرة، ومراجعة النفس، وذكر محاسن المتوفى والدعاء له، وليس الأكل والحديث».

طالب المستشار الأسري، عيسى المسكري، بدراسة ظاهرة البذخ في خيام العزاء ووضع ضوابط لتنظيمها، أسوة بما تم عمله لمعالجة ظاهرة البذخ في الأعراس، مشيراً إلى أن أفراد المجتمع تفاعلوا بشكل كبير بالتوجيهات وحملات التوعية التي نظمت لترشيد النفقات في مناسبات الأعراس.

ورأى أن «العزاء يعد حالياً أكثر كلفة من تكاليف الأعراس، إذ يكون لمدة ثلاثة أيام، تتخللها إقامة خيمة تصل كلفتها إلى نحو 20 ألف درهم، وتوفير ثلاث وجبات يومياً للمعزين، إفطار وغداء وعشاء، بينما العرس يكون ليوم واحد، تتخلله وجبة عشاء واحدة، الأمر الذي يعكس حجم الأعباء المالية التي تقع على أهل المتوفين، فضلاً عما تقوم به بعض الأسر من مظاهر بذخ من أجل التباهي الاجتماعي».

وأكد أهمية تنظيم حملات إعلامية، عبر الوسائل المختلفة، لرفع مستوى الوعي لدى أفراد الجمهور بمفهوم ومقاصد العزاء، إذ إن الهدف منه هو مؤازرة أهل المتوفى، وتخفيف آلامهم ومساعدتهم على تجاوز حالة الحزن التي تصاحب وفاة ذويهم، مشيراً إلى أن هناك عادات مجتمعية تتبعها بعض الأسر، في إقامة خيام عزاء باهظة الثمن، تتخللها صنوف مختلفة من المأكولات والمشروبات لضيافة المعزين، على مدار ثلاثة أيام، وذلك من منطلق أنهم سيكونون محط رضا الناس، والظهور الاجتماعي اللائق.

ولفت إلى أن هناك بعض الأسر من محدودي الدخل يضطرون، تحت وطأة النظرة الاجتماعية الخاطئة، إلى الاستدانة لإقامة خيمة عزاء تليق بفقيدهم، وعلى الجانب الآخر هناك عوائل وأفراد أكثر وعياً، كتبوا وصيات في حياتهم بعدم إقامة خيام عزاء لهم باهظة الكلفة، والاكتفاء في ضيافة المعزين بالقهوة والتمر والماء.

وأكد أهمية أن يعي الأفراد أن مقصد العزاء، هو التذكرة بالآخرة، والعبرة، ومراجعة النفس، وذكر محاسن وإنجازات المتوفى والدعاء له، وأن العزاء ليس للنميمة والأكل والحديث عن الأموال وغيرها.

من جانبه، أوضح عميد كلية الآداب والعلوم الاجتماعية والإنسانية في جامعة الشارقة، الدكتور أحمد فلاح العموش، أن ظاهرة البذخ والمباهاة في مجالس وخيام العزاء، أصبحت ظاهرة عربية وليست محلية، حيث تحولت من مناسبة اجتماعية هدفها الدعم النفسي والمساندة، إلى مناسبة لاستعراض الثراء والكرم.

وقال «هذه العادات السلبية باتت مفروضة على المنظومة الاجتماعية للأسرة العربية، ما يثقل على أهل المتوفى، وتترتب عليها في بعض الحالات ديون»، مشيراً إلى ضرورة مواجهة هذه الظواهر السلبية من خلال التعليم والإعلام والتوعية الدينية في خطب الجمعة».

 

تويتر