مواطنون: خيام العزاء أصبحت تضاهي قاعة أعراس «5 نجوم»
أكد مواطنون أن نتيجة رغبة البعض في التباهي والتفاخر الاجتماعي أصبحت خيام عزاء تضاهي قاعات الأفراح في فنادق الـ«خمس نجوم»، لما تضمه من مظاهر بذخ لا تتناسب مع حالة الحزن على المتوفى، كولائم الأطعمة من المطاعم الشهيرة وسلال التمور والفاكهة والمشروبات الساخنة والباردة، وتتولى شركات تنظيم حفلات توفير خدمة الضيافة للمعزين.
- 150 ألف درهم متوســط فاتورة «بذخ مجالس العزاء» |
وأضافوا أن متوسط كلفة الأيام الثلاثة للعزاء تراوح بين 100 و150 ألف درهم، ما يعد عبئاً مالياً على أسرة المتوفى، حتى لو كان آخرون سيشاركون في تحمل الكلفة، لأن أهل المتوفى سيضطرون إلى رد الجميل إليهم في أول مناسبة وفاة.
بينما قالت مواطنات إن المشاركة في العزاء وتوفير الطعام والشراب للمعزين، تطوعية ونابعة من الكرم والمحبة اللذين يتميز بهما أهل الإمارات.
ورصدت «الإمارات اليوم» مكاتب تنظيم مناسبات تنشر إعلانات، على الإنترنت والجرائد الإعلانية، عن استعدادها لتوفير خيام عزاء مكيفة بكل المقاسات مع توفير الفرش وخدمة الضيافة. إلى ذلك، قال كبير مفتين مدير إدارة الإفتاء في دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي، الدكتور أحمد بن عبدالعزيز الحداد، إن الأجدى لأهل المتوفى إنفاق هذه الأموال في أمور تعود عليه بصدقة جارية، إلا أن العادة الجارية قد يصعب تركها خشية الملامة، مطالباً بمبادرات تخفف هذا العبء الذي يعد مصيبة ثانية على بعض الناس. فيما طالب المستشار الأسري، عيسى المسكري، بضرورة دراسة الظاهرة ووضع ضوابط لتنظيم خيام العزاء، أسوة بما تم عمله لمعالجة ظاهرة البذخ في الأعراس.
أكد مواطنون أن كثيراً من خيام العزاء أصبحت تضاهي قاعات الأعراس الـ«خمسة نجوم» في الفنادق، لما تضمه من أطعمة ومشروبات، إضافة إلى موظفي الضيافة الموجودين طوال الوقت لخدمة المعزين وتقديم المشروبات الساخنة والباردة لهم، مع التمور وسلال الفاكهة.
فتوى أوضحت الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف في الفتوى رقم 71 ألفاً و793، الخاصة بالأحكام المتعلقة بالتعزية والجلوس لها وصنع الطعام: «التعزية سنّة عن النبي، صلى الله عليه وسلم، وقد ورد فيها الأجر الكبير، وتمتد إلى ثلاثة أيام، ولا ينبغي أن يزاد عليها، ويكره للمعزين إطالة الجلوس عند أهل الميت، بما يشق عليهم أو يكلفهم صنع الطعام لهم، لكن لا بأس من تقديم ما يتيسر للمعزين مما لا تكلفة فيه ولا مباهاة: من نحو تمر وقهوة وماء وما أشبه ذلك، وإذا دعت الحاجة إلى التطويل فإن الكراهة تزول؛ وذلك كأن يكون القادمون من أقارب الميت أو أصدقائه ممن يسر أهله إطالة مكثهم عندهم؛ فحينئذ لا بأس من ذلك.. والله تعالى أعلم». |
وقال محمد نواف، ومسعد خليل، ومصطفى عبدالله، وأحمد شرف: «مظاهر الفخامة في مجالس العزاء لا تتماشى مع حالة الحزن على المتوفى، إذ أصبحت تُقدم فيها أنواع وأصناف من الولائم معدّة في مطاعم مشهورة، ويقف عليها موظفو الخدمة، الأمر الذي حول هذه المجالس من مكان لمشاطرة أهالي المتوفى أحزانهم، إلى مجالس للمسامرة».
وأضافوا أن «ذوي المتوفى ومعارفهم من يتحملون كلفة العزاء، وتراوح في المتوسط بين 100 و150 ألف درهم، إذ تبلغ كلفة مائدة الغداء أو العشاء الواحدة 20 ألف درهم، إضافة إلى المشروبات الساخنة والباردة والفاكهة وصبّابي القهوة، مضافاً عليها إيجار الخيمة». وأشاروا إلى أن الظاهرة يجب الامتناع عنها، وقصر إقامة العزاء على المنازل والمساجد، لأن الموضوع إلى جانب أنه يعد إسرافاً وبذخاً، به شق معنوي يصعب تجاهله، خصوصا أن «من يشارك في كلفة العزاء يكون إلزاماً على أسرة المتوفى رد المشاركة عند حدوث حالة وفاة لديه».
وقال المواطن (أبوهزاع) إن مستوى العزاء يختلف من عائلة لأخرى حسب إمكاناتها المالية، وعدد الأشخاص والمعارف، ومستوى الشخصيات المتوقع حضورها، وهناك خيام عزاء تكلف 2000 درهم في اليوم، وأخرى تصل إلى أكثر من 10 آلاف درهم يومياً.
وأضاف «معزون كثر يحضرون من خارج المدينة، الأمر الذي يحتم على أهل المتوفى ضيافتهم، الأمر الذي يزيد من كلفة العزاء»، لافتاً إلى أن «هناك تقاليد وعادات تحكم إقامة العزاء، وكلما اختُصر حضور المعزين على بضع دقائق لتقديم المواساة لأهل الميت ومن ثم المغادرة، رُفع الحرج عنهم في تدبير الأكل والشرب».
وأشار المواطن (أبومحمد) إلى أنه شارك في كلفة عزاء لمعارفه وجيرانه، حيث تحمل قيمة وجبة غداء أو عشاء في أحد أيام العزاء، لافتاً إلى أن الوجبة الواحدة كانت كلفتها بين 15 و20 ألف درهم.
وأكد أن «الموضوع من الممكن أن يمثل عبئاً على البعض، خصوصاً أن العادات تلزم أهل أي متوفّى برد المشاركة»، مضيفاً «عند وفاة والدتي قررت عدم إقامة خيمة عزاء واكتفيت باستقبال المعزين بمجلس المنزل، حتى لا أثقل على أحد».