المرشد الأسري
■■تقول قارئة: زوجي يخطئ دائماً في حقي، ولا يعتذر عما بدر منه، ويترك المشكلة قائمة متفاقمة، معتقداً أن الاعتذار مشكلة تؤدي إلى التقليل من قدره واحترامه.. فماذا تفعل؟
■■يجيب المستشار الأسرى عيسى المسكري بأن هناك من يحمل فكرة سلبية تم نقلها وتسويقها من قبل الرجال، بأن الاعتذار نوع من أنواع الإهانة، وضعف في الشخصية، يقلل من قدر الرجل وهيبته، فيفقد قوامه، ويتسبب في اندفاع الزوجة إلى التمرد بعد انتصارها عليه، وتحكمها في كل القرارات الداخلية والخارجية.
هذا اعتقاد خاطئ قد يسبب هدم البيوت، وخراب الأسر، فتعلو شرارة الكراهية ويظهر غبار التنافر بين الزوجين، وقد توسعت هذه الفكرة الخاطئة ليس في محيط الأزواج فقط وإنما في محيط الزوجات أيضاً، بأن الاعتذار ضعف وإهانة.
ولم يكن الاعتذار لمن يعرف حقيقته إلا خصلة عظيمة، لا تجدها إلا عند الحكماء، ومهارة نادرة تأتي بالتربية، فالتسامح قوة ترقى بالتهذيب، والإنصاف شجاعة تسمو بالمعرفة، فلا أحد يدخل المدرسة ليتعلم لغة العناد والانتقام ولكن العظماء يدخلون أرقى الجامعات ليتعلموا لغة التسامح والاعتذار، وقديماً قال أحد الحكماء: الاعتراف بالخطأ فضيلة، إن كان من قِبل الزوج أو الزوجة، وهو نوع من المكاشفة والإفضاء والمصارحة، فإذا كان الاعتذار كلمة فإنها أقوى وسيلة للمحبة، وأجمل صورة لبناء العلاقات، وأفضل مهارة تقوى بها الروابط وتحل أعقد المشكلات.
واذا كان الرجل يجد صعوبة في الاعتذار بطريقة مباشرة أو بكلمة واضحة، فهناك اعتذار بحسن المعاملة، واللطف في القول، والاعتذار بصورة غير مباشرة، كتقديم هدية أو بمفاجأة برحلة ترفيهية، وهذا سلوك إيجابي من قِبل الزوج باعتراف منه بالخطأ، بمبادرته بعمل يرضي زوجته ويُدخل في قلبها السرور.
وليس كل الرجال يجد صعوبة في الاعتذار، فهناك من يعتذر ويكثر منه حتى يفقد الاعتذار حلاوته ووظيفته، الاعتذار مثل الدواء كثيره ضار وقليله نافع، يفيد على حسب نوع الداء، ومكان الداء، وسبب الآفة أو المشكلة.
والناس أصناف وقدرات، لا يعتمد اعتذارهم على صعوبة الاعتذار أو كثرته وإنما يعتمد على حسب السلوك والمشاعر والكيفية.
والرجل الحكيم لا يستعجل في الحل قبل التحليل والتشخيص، فإن وجد في الاعتذار حلاً فلا يتأخر ثانية، ولا يضع الدواء إلا بعد كشف الداء، فإن وجد أن الاعتذار هو الدواء بادر بعجل، وأخيراً أختم بهذه العبارة: بادر بالاعتذار ترقَ سلم الافتخار.
المستشار الأسري
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news