تدشين شارع "الشيخ محمد بن راشد " بطول 62 كيلومتراً

قال سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي في تغريدة له على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" : "دشنا شارع محمد بن راشد الذي يعد من أضخم الطرق في الإمارة، ويمتد لأكثر من 62 كم مضاء بـ 2000 عمود إنارة، إضافة نوعية في مجال البنية التحتية".

وتابع سموه في تغريدة أخرى: "ارتباط شارع محمد بن راشد في أبوظبي بشارع محمد بن زايد في دبي جاء ليجسد العلاقة التكاملية بين قائدين وطنيين حملا على عاتقهما النهوض بالدولة، قاد المشروع باقتدار ونجاح مهندسان إماراتيان، ونتطلع دوما إلى أن يتولى الشباب المزيد من المسؤولية وأن يمنحوا الفرص للابتكار بمعايير عالمية".

وأضاف سموه: "نقول لمهندسي المستقبل إننا نرى بكل تفاؤل مستقبل دولة الإمارات مشرقا بعقول أبنائه وسواعدهم وقدرتهم المستمرة على الإبداع ومواجهة تحديات العصر".

 

ويعتبر شارع الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الجديد من أهم مشاريع البنية التحتية وفق الاستراتيجية العمرانية لأبوظبي (خطة العاصمة 2030) والذي أطلق نسختها الأولى مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني في عام 2007، ونسختها المحدثة في عام 2015.

ويأتي افتتاحه ضمن الخطة الحكومية الطموحة بإرساء بنية تحتية متطورة ومستدامة تساهم في دفع عملية التطور وتلبية للنمو الحالي والمستقبلي، ويمتد الطريق بطول 62 كيلو متر بدءاً من شارع الشيخ محمد بن زايد في منطقة سيح شعيب على حدود دبي باتجاه أبوظبي ومروراً بمنطقة حزام الغابات، وغابة المها، ومنطقة خليفة الصناعية "كيزاد"، وبدع خليفة قاطعاً طريق العجبان مروراً بالشهامة، ومدينة زايد العسكرية ومنطقة الفلاح، إلى تقاطع طريق سويحان، وسيكون موازياً وداعماً للطريق الرئيسي الحالي.

وتم تحديد مسار الطريق بعد سلسلة من الدراسات والمنهجيات لضمان قيامه بدوره التنموي على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والعمرانية والبيئية والتي عمل مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني وشركاءه على أخذها في الاعتبار عند اعداد مقترحات مساره، وبما يساهم في تنمية المناطق المجاورة الحالية والمستقبلية ضمن حدود النمو العمراني، وإمكانات تطوير مجتمعات عمرانية مستدامة ومتكاملة مجاورة له، إلى جانب اعتبارات أخرى متصلة بدعم تطوير الساحل الشمالي والبر الرئيسي لمدينة أبوظبي.

وعلى جانب التخطيط العمراني الاجتماعي، عمل مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني وبالتنسيق مع الجهات المعنية بضمان تحديد المسار لخدمة شريحة كبيرة من السكان المقيمين في المناطق الخارجية في مدينة أبوظبي، وكما سيعزز المسار تطوير المدن السكنية الجديدة للمواطنين كجنوب الشامخة وشمال الوثبة والفلاح والمناطق الحالية كالشامخة والشوامخ وبني ياس.

وأما فيما يتعلق بالتخطيط العمراني الاقتصادي، عمل المجلس بالتنسيق مع الجهات المعنية في إطار يهدف إلى تحقيق قيمة مضافة من هذا المسار من خلال ما سيكون له من أثر إيجابي على تعزيز قيمة الأراضي المجاورة للطريق وجعلها أكثر جذب للراغبين في الاستثمار.

وكما سيدعم الطريق منطقة خليفة الصناعية "كيزاد" لتلبية احتياجات حركة نقل البضائع والشحن في ميناء خليفة والمنطقة الصناعية في منطقة الطويلة، وسيوفر منفذاً مباشراً للمركبات المتجهة إلى طريق أبوظبي – العين، وبقية شبكة الطرق الرئيسة في أبوظبي. وارتباطاً بالجانب البيئي أكد المجلس ومن خلال مسار الطريق على ضرورة الالتزام بالمحافظة على الأصول والثروات الطبيعية والنظم البيئية التي تزخر بها إمارة أبوظبي وذلك بتخفيض آثار بناء هذا الطريق على البيئة المحيطة إلى أقصى الدرجات الممكنة. هذا وقد روعي المجال العمراني من خلال اختيار مسار لا يؤثر على أمن وسلامة المجتمعات العمرانية المحيطة.

وضمن المهام التي أوكلت إليه لتسهيل عمليات تطوير شارع الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، عمل المجلس مع شركاءه على تملك الأراضي المتعارضة مع المشروع بعد التنسيق مع ملاكها، بالإضافة إلى إعداد تقارير متصلة بالنتائج المحققة.

الجدير بالذكر بأن المشروع اعتمد حلولاً متطورة تسهم في خفض الانبعاثات الحرارية وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون إلى جانب استخدام مواد بناء معاد تدويرها مثل المواد الناتجة من مكونات الخرسانة والإسفلت وغيرها من المواد. كما يتميز هذا الطريق باعتماد حلول تحد من الآثار البيئية من بينها استخدام الطاقة المتجددة للإنارة.

كما تساهم مواد البناء بفضل المعايير الدقيقة الخاصة بها في توفير أقصى درجات الأمن والسلامة إضافة إلى التكلفة المنخفضة لعمليات الصيانة والتشغيل المستقبلية.

وقد أعرب مدير عام مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني فلاح محمد الأحبابي، على هامش افتتاح شارع الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عن سعادته بهذه الإنجاز الكبير بالقول:" يشرفنا في مجلس أبوظبي للتخطيط العمراني أنه كان لنا دوراً رئيسياً في تحديد مسار الطريق وتطويره بالتعاون مع دائرة الشؤون البلدية والنقل وشركة أبوظبي للخدمات العامة وغيرهما من الجهات الحكومية، ويشكل الطريق نموذجاً لكافة الطرق المستقبلية في إمارة أبوظبي، وهو أحد أكبر وأهم مشاريع البنية التحتية التي قامت حكومة أبوظبي بإنجازها والمندرجة في إطار تحقيق الخطة الشاملة للنقل البري وأولوياتها الاستراتيجية في أبوظبي بما يتماشى مع أهداف خطة أبوظبي 2030 المتعلقة بتطوير شبكة نقل متكاملة وعصرية تلبي احتياجات الإمارة في الحاضر والمستقبل".

وأضاف الأحبابي، أن الطريق الجديد يشكل شرياناً استراتيجياً، من شأنه توفير قدرة استيعابية إضافية لحركة مرور المركبات، خصوصاً أثناء ساعات الذروة، بحيث يعمل بمثابة بديل لطريق أبوظبي – دبي الحالي ، ما سيسهم في تعزيز انسيابية الحركة المرور بين أبوظبي ودبي، إلى جانب تخفيف ضغط الازدحامات المرورية وتقليل الحوادث، كما سيوفر مدخلاً جديداً لمدينة أبوظبي ومطارها الدولي وجزيرتي ياس والسعديات.

الأكثر مشاركة