متخصصون في العلوم الطبية الحديثة مشاركون في «قمة المعـــــرفة»:

التكنولوجيا تعدِّل مفهوم الرعاية الطبية مـن الدفاع إلى الوقاية

هيو هاير.. متسلق جبال فقد ساقيه قبل 30 عاماً وصمم بنفسه أطرافاً اصطناعية إلكترونية. تصوير: أحمد عرديتي

أكد خبراء متخصصون في العلوم الطبية الحديثة، شاركوا في الجلسة الأولى من أعمال اليوم الثالث لقمة المعرفة 2016، أن التقنيات التكنولوجية الحديثة مكنت العلماء والأطباء من تحدي كثير من الأمراض المستعصية، وأن المستقبل يحمل فتوحات تكنولوجية، سيكون لها دور كبير في تحسين نوعية الحياة وحماية صحة الإنسان، ما يمنع الإصابة بالأمراض الخطيرة.

وأدار الجلسة، التي تناولت الرؤية المستقبلية للعناصر المؤثرة في صحة الإنسان، مدير قطاع التنمية الاجتماعية في مكتب اللجنة التنفيذية التابع للمجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، الدكتور جمال محمد الكعبي، والطبيب والعالم والمخترع دانييل كرافت، والجراح العالمي الأستاذ بجامعة المنصورة في مصر الدكتور محمد غنيم، والأستاذ في مختبر معهد ماساشوستس للتكنولوجيا هيو هاير.

علوم الجينات والنانو والروبوتيك تجيب عن أسئلة كونية

تحدث الفيلسوف التقني، جيسون سيلفا، عن الاتجاهات المستقبلية في التكنولوجيا ومجالات الحياة المختلفة، خلال عرض قدمه في الجلسة الثانية من أعمال اليوم الثالث لقمة المعرفة 2016، التي حملت اسم «رحلة المستقبل».

وتناول سيلفا أفكاراً فلسفية، أكثر منها علمية، عن تطوّر الذكاء البشري، والتقدّم التقني والتطور المشترك، والتأثير المتبادل بين الآلة والإنسان، في السعي للوصول إلى المرحلة التالية في الحياة البشرية.

وتناول التطور والطفرة التي تحدث حالياً، على مستوى ثلاث ثورات في ثلاثة مجالات علمية، هي: علوم الجينات، وعلوم النانو، وعلوم الروبوتيك، مشيراً إلى أنها تشهد تقدماً بالتوازي، كما تترابط في ما بينها في مجال البحث والإجابة عن الأسئلة الكونية. وأشار سيلفا إلى أن التغييرات التقنية المستقبلية تتطلب إحداث تغيير في أنماط الحياة اليوم؛ حتى تتحقق الفائدة من التطورات التي توفرها تقنيات المستقبل التي أصبحت تتجاوز مفهوم الزمان والمكان. وقال سيلفا إن الانسان يمكنه الابتكار والوصول إلى ما كان يعجز عن تحقيقه سابقاً، لذلك لا خوف من الذكاء الاصطناعي، لأنه يمثل محركاً رئيساً للمستقبل، الذي سيترافق مع كثير من التطورات، التي على الجميع الاستعداد لها. وأشار إلى أن تأثير معرفة التقنيات المستقبلية يتطلب منا إحداث تغييرات في أنماط حياتنا وتفكيرنا، وفي مقدمتها التعليم، لأننا بحاجة إلى أن نربي أجيالنا على آليات وطرق التعامل مع تقنيات المستقبل.

وقال كرافت إن التطور التكنولوجي، وتسخير التقنيات التكنولوجية في دراسة وتحليل عمل ووظائف الأعضاء البشرية، أديا إلى تغيير مفهوم الرعاية الطبية من مكافحة الأمراض، والانهماك في اختراع العلاجات وأنواع الأدوية، إلى العمل على حماية صحة الإنسان، ومنع المرض عبر تحسين نوعية حياته، وتسخير التطور التكنولوجي في مراقبة أجهزة الجسم وتتبع حالتها، ما يمكن أن يمنع إصابته بالأمراض، مشيراً إلى أن التطور التكنولوجي مكن العلماء من تصميم خلية الإنسان بمواصفات معينة، باستخدام تقنية الجينات الرقمية.

وتناول كرافت، أيضاً، مستقبل الرعاية الصحية، مشيراً إلى أن المستقبل سيشهد انتشاراً للمراقب الصحي، وتوصيل الخدمات الصحية إلى الإنسان أينما كان. وقال إن «المراقب الصحي سيكون بإمكانه الاطلاع على القراءات التي تعرضها الأجهزة المراقبة لأداء وعمل أعضاء الجسم على مدى الـ24 ساعة، حيث يمكنه التدخل وإعطاء التوجيه والنصائح للإنسان، بما يجنبه الإصابة بالمرض، والابتعاد عن العوامل التي يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بالمرض».

أما هيو هاير، الذي كرس حياته لتطوير جيل جديد من الأطراف الاصطناعية الإلكترونية خاصة بالكاحلين والركبتين يتحكم فيها الدماغ، فتحدث عن التقنيات الحديثة المستخدمة في صناعة الأطراف الاصطناعية.

ويحمل هاير، وهو متسلق جبال فقد ساقيه في حادث تسلق قبل نحو 30 سنة، أطرافاً اصطناعية إلكترونية صممها بنفسه، ونجح في وضع نموذج متطور لصناعة هذه الأطراف يحاكي الحركة البشرية، ويسمح لذوي الإعاقة بالتغلب على إعاقتهم.

وعن تصميم تلك الأطراف، قال هاير إنها تعتمد على اتباع المبادئ، واستخدام المواد التي تشكل القاعدة الأساسية في عمل وأداء الأطراف الطبيعية.

أما غنيم، فتناول في كلمته التحول في أساليب العلاج وإجراء العمليات الجراحية، نتيجة التطور في فهم ودراسة علم الخلايا الجذعية. وأشار إلى إجرائه دراسات تهدف إلى علاج مرض السكري، بوساطة الخلايا الجذعية. ويعد غنيم رائداً في مجال زراعة الكلى، إذ أجرى مركز «يو إن سي»، المتعاون مع منظمة الصحة العالمية، أول عملية في مصر عام 1976، لعلاج أمراض المسالك البولية والكلى في مدينة المنصورة.

وتجاوز عدد عمليات زراعة الكلى، في المركز 2000 عملية، ما يجعله أحد المراكز الرائدة في الشرق الأوسط.

تويتر