موزة غباش تحمـــــل مشعل الثقافة عشقاً للقراءة

تعد رئيس رواق عوشة بنت حسين الثقافي، الدكتورة موزة غباش، إحدى رائدات الثقافة في الدولة، ومنذ تخرجها حملت مشعل الثقافة في الدولة عشقاً للقراءة، التي تؤمن بأنها سر تطور ورقي الشعوب، ما جعلها تسافر إلى ثلاث دول بحثاً عن العلم واستكمال دراستها.

وبدأ شغف غباش بالقراءة منذ الطفولة الأولى، وحرصت على استكمال دراستها الجامعية وصولاً إلى الدكتوراه، ولم يشغلها العلم عن الاهتمام بالشأن العام، لإيمانها بدور جمعيات النفع العام، خصوصاً الثقافية في نشر ثقافات الطاقة الإيجابية في المجتمع.

مؤلفات غباش

أصدرت رئيس رواق عوشة بنت حسين الثقافي، الدكتورة موزة غباش، العديد من الكتب، منها دراسات في التراث الشعبي، وسوسيولوجيا العادات والتقاليد، والمخدرات وأثرها على القيم، ومعايير السلوك، وتطور التراث الشعبي، وتطور التكنولوجيا وتنمية المرأة الريفية والبدوية، والتنمية البشرية، والمرأة والزراعة، والمرأة والمشكلات الاجتماعية، والأمهات المثاليات، وموسوعة النساء المبدعات (5 أجزاء)، وهويتي، وعلم الاجتماع الشرطي، بالإضافة إلى مئات الأبحاث المختلفة.

رواق عوشة

قالت رئيس رواق عوشة بنت حسين الثقافي، الدكتورة موزة غباش، إن وفاة والدتها كانت السبب في إنشاء الرواق، ليكون صدقة جارية عن والدتها، على أن يكون مؤسسة وطنية إماراتية تعنى بشؤون الثقافة الوطنية، بهدف الارتقاء بالحالة الإنسانية الإماراتية للوصول إلى مجتمع مثالي، تنمو فيه روح الانتماء والمحبة والإخلاص وحماية اللغة العربية، وروح المبادرة هي أساس بنائه، مشيرة إلى أنها أسست الرواق بجهود فردية.

وأضافت أنه منذ بداية تأسيس الرواق كان أحد أهدافه ترميم بعض المشكلات التي تعرضت لها اللغة العربية في الدولة، نتيجة تنوع الجنسيات التي دخلت بثقافات جديدة أثرت في اللغة العربية، وتالياً قامت مؤسسات كثيرة في الدولة بالعمل على حماية اللغة، من أهمها جمعية حماية اللغة العربية، وجائزة اللغة العربية.

وأوضحت غباش أن الرواق ينظم الأمسيات الشعرية والثقافية والمحاضرات الأدبية، وجائزة الأم المثالية، إلى جانب ذلك تقام الدورات المختلفة التي تخدم سوق العمل.

وقالت غباش لـ«الإمارات اليوم» إنها عاشت في منطقة الرأس في دبي، وسط أسرة تعرف قيمة العلم والتعلم، وكانت والدتها حريصة على القراءة والمطالعة اليومية، حتى تحولت القراءة إلى عادة وأسلوب حياة، وشجعتها والدتها على القراءة والمطالعة اليومية، لافتة إلى أن سكان الحي كانوا يتنافسون في القراءة وطلب العلم والمعرفة.

وأضافت أنها اضطرت إلى السفر خارج الدولة لاستكمال دراستها، نظراً لعدم توافر جامعات في الدولة، وكانت محطتها الأولى في الكويت، وسافرت إلى هناك وحصلت على ليسانس الاجتماع وعلم النفس، وكانت المحطة الثانية أكثر صعوبة عندما قررت استكمال دراستها العليا في أميركا والتحقت ببرنامج الماجستير في علم الاجتماع، والمحطة الأخيرة كانت في مصر من أجل الحصول على الدكتوراه في التخصص نفسه، مؤكدة أن كل مرحلة تعليمية أسهمت في تكوين شخصيتها، نظراً لتنوع القراءات والتعلم، بالإضافة إلى تراكم خبرات السفر والاختلاط بثقافات مختلفة.

وأشارت غباش إلى أنها فور عودتها من رحلة العلم الطويلة، كانت الدولة بحاجة إلى جامعات، فقرر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، تأسيس جامعة الإمارات، وأصر على أن يكون مقرها في العين، موضحة أنها أسهمت مع وزير التربية والتعليم السابق، المغفور له بإذن الله، عبدالله عمران، في تأسيس هذه الجامعة، التي تحولت إلى حاضنة لجميع المبتكرين والمميزين والمبدعين.

وتابعت أن «المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان، تبنى فكرة تعليم طلاب وطالبات الدولة من خلال توفير الجامعات لهم أو ابتعاثهم إلى الخارج، ليؤكد أهمية الحصول على مؤهلات تعليمية متنوعة، وكان مساره في تأسيس الاتحاد مبنياً على أسس وقيم أساسية بما فيها قيمة إعلاء شأن التعليم»، لافتة إلى أنها عملت في جامعة الإمارات في وظيفة أستاذ علم الاجتماع المساعد، بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، ثم رئيس قسم علم الاجتماع، حيث عملت في الجامعة لمدة 13 عاماً.

وأكملت غباش أن حب علم الاجتماع دفعها إلى خدمة المجتمع في شتى المجالات، موضحة أنها منذ حصولها على الدكتوراه، ارتأت ضرورة تأدية مهام أخرى إلى جانب التدريس في الجامعة، وبدأت بإجراء الدراسات والبحوث الاجتماعية، وتسليط الضوء على بعض قضايا المجتمع إيماناً منها بأهمية نتائج تلك البحوث في التطوير وعلاج موطن الخلل في بعض الموضوعات.

وأضافت أن رحيل والديها كان علامة فارقة حزينة في حياتها، لأنهما كانا يدعمانها ويشجعانها على البحث والتميز العلمي، وعلى الرغم من ذلك لم تستسلم لليأس وحولت حزنها إلى أمل، وأصرت على شق طريقها إلى التميز من خلال إنشاء رواق عوشة بنت حسين الثقافي، ولم تتخل عن عادة القراءة اليومية للكتب والصحف وغيرها، مشيرة إلى أن إدارة الوقت صفة مهمة يتعين استغلالها بالشكل الأمثل لتحقيق النجاح والتميز.

وذكرت غباش أنها خصصت جزءاً من وقتها للعمل التطوعي، إلى جانب حضور المؤتمرات العلمية والمساهمة في تقديم الاستشارات الدائمة لمشروعات وزارة التربية والتعليم، لافتة إلى أنها أسهمت في تأسيس مجموعة كبيرة من جمعيات النفع العام من ضمنها جمعية الدراسات الإنسانية، ورواق عوشة بنت حسين الثقافي، بهدف إجراء الدراسات والأبحاث والتوعية والمحافظة على اللغة العربية.

ونوهت بالقرار الذي أصدرته الحكومة في استحداث ثلاث وزارات للشباب والتسامح والسعادة، لافتة إلى أن الوزارات الثلاث ستسهم في بناء ثلاث قيم مهمة وأساسية تتمثل في ضرورة بناء شباب يقودون راية الدولة مستقبلاً، وإشاعة روح التسامح والسعادة بين أفراد المجتمع بهدف تحقيق الاستقرار، مؤكدة أهمية مواكبة الشباب للتكنولوجيا والمساهمة في تطويرها والمساهمة في تنمية الدولة.

وشغلت غباش عدداً من المناصب، منها عضو مؤسس لمركز البحوث العربية في القاهرة، ورئيسة جمعية الاجتماعيين في الإمارات، وعضو مجلس الأمانة في الجمعية الدولية لعلم الاجتماع، وعضو مجلس الأمانة العامة للجمعية العربية لعلم الاجتماع في تونس، ورئيسة جمعية الدراسات الإنسانية في الدولة، ورئيسة المكتب الفني لصندوق الزواج، ورئيسة جمعية علماء الاجتماعيين العرب، ونائبة رئيس الشبكة العربية للتعليم المفتوح، ولها عديد من المشاركات في مؤتمرات وندوات عربية ودولية، في تخصصات عدة، ومحاضرات ودراسات محلية وخارجية.

الأكثر مشاركة