المستشار الأسري

--  يشكو زوج من تسامح زوجته المفرط مع أبنائهما على الرغم من أخطائهم المتكررة وألفاظهم البذيئة، فكيف يتعامل معها؟

-  يجيب المستشار الأسري عيسى المسكري، بأن فهم هذه المشكلة وتحليل أبعادها ومعرفة دوافعها، يحتاج إلى أن نوضح أبعاد هذه الشخصية، واختلافها عن أنماط الشخصيات الأخرى في التعامل مع الأبناء، فهناك شخصية عاطفية، وثانية منطقية معدومة العاطفة وثالثة مفرطة في العاطفة ورابعة إيجابية.

بالنسبة للشخصية العاطفية، فهي لها جوانب إيجابية وسلبية، وهي مفرطة في الحب والتسامح، وكذا في الكراهية، إذ تظهر خصالها السلبية، مثل صوتها المرتفع وعدم الاتزان في السلوك في التعامل مع الأبناء، ولا تستطيع المكوث طويلاً من دون مسامحة أبنائها، وتغض الطرف عن أخطائهم، وتسامح أبناءها على سلوكياتهم السيئة، خصوصاً عندما يتعامل الابن معها بعاطفة.

والشخصية الثانية هي المنطقية معدومة العاطفة، والتسامح لديها ليس له ارتباط بالحب والكراهية، وإنما تعاقب حسب الخطأ الذي يرتكبه أحد أبنائها، وتظهر القسوة في ألفاظها وسلوكها وردة فعلها على طبيعة خطأ الابن، وتنجح مثل هذه الشخصية في تقويم وتربية الأبناء سلوكياً. والشخصية الثالثة هي المفرطة، التي لا تفرق بين الأخطاء الكبيرة والصغيرة، والأخطاء التي يمكن أن تتغافل عنها وتلك التي يجب أن تؤخذ بجدية وحزم، وتتساوى عندها الاخطاء المتعمدة والعفوية، فهي مفرطة في العاطفة تجاه أبنائها، وهي تقريباً شخصية زوجة الشاكي، التي تسامح أبناءها على كل فعل يرتكبونه من باب العاطفة المفرطة. والشخصية الرابعة هي الايجابية التي تجمع بين العاطفة والمنطق في التعامل مع أخطاء الأبناء، وتستطيع أن تستخدمهما في المواقف المناسبة، وتتعامل مع أبنائها بحكمة، وهي شخصية صقلتها الأيام وتربيتها الراقية.

ومن الطبيعي أن تكون الأم مصدر الحنان لأولادها، ويكون الأب مصدر الحزم في البيت لعمل التوازن المطلوب لنشأة صحية سليمة للأولاد.

المستشار الأسري

الأكثر مشاركة