رأي الشباب
الزواج.. حجر الاستقرار
![](https://www.emaratalyoum.com/polopoly_fs/1.952824.1481560388!/image/image.jpg)
لاشك في أن كل الدول تنشد التطور والتقدم في المجالات كافة، خصوصاً تلك القطاعات التي تسهم في رفع المستوى الاقتصادي للدولة، حيث إن الاقتصاد القوي يبني دائماً دولة قوية ذات ثقل، حتى على مستوى ترتيبها بين الدول.
معظم العائلات الإماراتية بدأت بتبنّي إقامة أعراس الرجال في وقت مبكر من المساء، لتخفيف جانب من التكاليف المادية. |
لكن قد يغيب عن الكثيرين أن التنمية لا تستمر دون وجود الأساس الصحيح لبناء الإنسان، وأساسُ انطلاق الفرد يبدأ من الأسرة، بكل مكوناتها المادية والمعنوية، كالمسكن الملائم، والتثقيف الصحيح لبداية الحياة الأسرية واستمرارها.
ولأن الزواج هو حجر الأساس، وإشارة البدء لبناء مشروع الأسرة الناجحة والسعيدة، فكان لابد من الاهتمام بكل التفاصيل المتعلقة به، جنباً إلى جنب الاهتمام بتفاصيل تطوير جميع ركائز بناء الدولة، كالاقتصاد والسياسة.
وهذا الشيء أدركته دولة الإمارات مبكراً، من خلال سن التشريعات الخاصة بالزواج، التي تراعي مصالح الأطراف كافة، كقانون الأحوال الشخصية الذي اهتم بتحديد قيمة المهر الذي يُقدّم للزوجة، واشتراط الفحص الطبي قبل الزواج، إضافة إلى تنظيمه بعض الجوانب التي تضمن الحفاظ على حقوق طرفي عقد الزواج.
وتجلّى اهتمام الدولة بالزواج أيضاً من خلال إنشاء صندوق الزواج، الذي يشرف ويحث على إقامة الأعراس الجماعية لمواطني الدولة، بهدف خفض تكاليف حفلات الزفاف، كما يقدّم الصندوق المِنح المالية للمقبلين على الزواج، لتخفيف الأعباء المالية عنهم، وقبل ذلك كله يقوم بالدور الأهم، وهو التوعية والتثقيف من خلال الدورات والمحاضرات الخاصة بكل الجوانب النفسية والمالية والاجتماعية للأسر الإماراتية.
إذاً تسعى الدولة جاهدةً لتقوم بواجبها في المساهمة ببدء الحياة الأسرية بالشكل الصحيح من خلال بوابة الزواج، لكن يبقى الدور الأهم والأكبر لأفراد المجتمع من الشباب وأولياء الأمور، بأن يتحملوا المسؤولية في تغيير ثقافة إقامة حفلات الزفاف المُبالغ في تكاليفها، والتي تصل في معظم الأحيان إلى مئات الآلاف من الدراهم، وهو الأمر الذي لاشكّ أنه يجعل الزوج يبدأ حياته الزوجية بكاهل مُثقل بالديون.
أما الجانب المشرق في هذا الموضوع، فهو أن معظم العائلات الإماراتية بدأت بتبنّي إقامة أعراس الرجال في وقت مبكر من المساء، لتخفيف جانب من التكاليف المادية في حفلات الزفاف.
لكن التحدي الأكبر في الفترة المقبلة هو أن ينتهج الجميع منهج خفض التكاليف، والتركيز على تأسيس مشروع بناء الأسرة الناجحة من النواحي النفسية والاجتماعية، واختيار الشريك المناسب، إضافة إلى تأسيس العوامل التي تضمن استمرارية العلاقة الزوجية على أكمل وجه، كتوعية الزوجين بأهمية احترام وصون الطرف الآخر، والمحافظة على العلاقات الاجتماعية بين أسرتي الزوجين، التي أصبحت، بفعل عقد الزواج، في حكم الأسرة الواحدة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news