البطالة بين الشباب المتعلم من أعلى النسب في العالم. تصوير: أحمد عرديتي

خبيران في المنتدى الاستراتيجي يدعوان إلى وقف دعم المحروقات

دعا خبيران اقتصاديان دول مجلس التعاون الخليجي إلى فرض «ضريبة الدخل»، والتوقف عن دعم المحروقات. وأكدا أن لدى اقتصاداتها إمكانات لتحمل أي انكماش اقتصادي، مشيرين إلى الإمكانات المادية الكبيرة التي تملكها. وأكدا أن السعودية في طريقها إلى أن تصبح أكبر منتج للبتروكيماويات، فيما تمكنت الإمارات من تخفيض الاعتماد على النفط بشكل كبير.

وتفصيلاً، أكد وزير المالية اللبناني الأسبق الدكتور جورج قرم، والخبير النفطي الدكتور ممدوح سلامة، خلال الجلسة الثالثة من المنتدى الاستراتيجي العربي، أن الحالة الاقتصادية للعالم العربي في العام المقبل ستكون زاخرة بالتحديات.

وخلال الجلسة التي أدارها ناصر الطيبي، من قناة العربية، اقترح قرم تخصيص 10% من عوائد النفط للاستثمار في القطاع التكنولوجي، وقطاعات مختلفة وتنويع الاقتصاد. وقال: «إذا استثمرنا 5% من العوائد في الزراعة في السودان مثلاً، فسيتمكن العالم العربي من توفير احتياجاته الغذائية، ومن ثم تصدير الفائض إلى العالم».

ودعا دول الخليج لفرض ضريبة على الدخل، واستثمارها في تنويع الاقتصاد، والتوقف عن دعم المحروقات، مشيراً إلى أن وفورات الدول، بعد رفع الدعم عن المشتقات البترولية، ستصل إلى 170 مليار دولار سنوياً.

وحول الوصول إلى اقتصاد متنوع، قال قرم: «إن دول الخليج على الطريق الصحيح للانتقال إلى اقتصاد متنوع، لكن 80% من استثمار الدول المنتجة للنفط يذهب إلى القطاع النفطي والعقاري والسياحي، والأفضل أن ننظر إلى دول شرق آسيا، التي ركزت استثماراتها على القطاع التكنولوجي، خصوصاً الشركات الخاصة، وعلى سبيل المثال شركة (سامسونغ) لديها 50 ألف مهندس باحث، لهذا يجب على الدول العربية التركيز على القطاع الكنولوجي والابتكار، لتنويع اقتصادها والحد من هجرة العقول العربية المبدعة إلى الخارج».

وأكد أن اقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي لديها إمكانات لتحمل أي انكماش اقتصادي، من خلال الإمكانات المادية الكبيرة التي تملكها، لكن التركيز على تطوير مناخ الاستثمار سيسهل المعوقات التي تواجه مواكبة التطور التقني العربي.

وأضاف قرم: «أدعو القطاع الخاص إلى توجيه الاستثمارات إلى قطاع التقنية والابتكار، فنحن بعيدون جداً عن عالم الاختراع، فمثلاً توجد 55 ألف براءة اختراع لكوريا الجنوبية، بينما العدد قليل جداً عربياً، لهذا من المهم أن يتعاون القطاعان العام والخاص، خصوصاً في توفير واستخدام العلوم التقنية لتوفير فرص العمل للشباب العرب».

وقال إن البطالة بين الشباب المتعلم من أعلى النسب في العالم، لهذا من الضروري أن يكون هناك حوار حقيقي مع رجال الأعمال، حول تشجيع التنافسية في القطاع الخاص، والتي من الممكن أن تحفز الصناعة التقنية وبالتالي توسع نطاق فرص العمل.

من جهته، وصف ممدوح سلامة الشعب العربي بالخلاق إذا توافرت له القيادة الحكيمة، مستشهداً بتجربة الإمارات التي تمكنت من تخفيض الاعتماد على النفط بشكل كبير، ومشيراً إلى أن السعودية ستصبح في المستقبل القريب أكبر منتج ومصدر للبتروكيماويات، وهذه مؤشرات جيدة، لكنه أكد أهمية دور القطاع الخاص في الإسهام في التحول الاقتصادي والاستثمار في التقنية، لضمان اقتصاد مستدام مبني على الابتكار.

وقال: «يجب علينا التعلم من دروس الماضي، وعدم التخوف من خفض إنتاج النفط، الدول النامية ستستورد النفط إلى الأبد، والطاقة المتجددة لا تلبي إلا 2.7% من احتياجات الطاقة عالمياً، وهذا يعني أن الحاجة إلى النفط ستبقى، والدول المنتجة ستعتمد على بيع النفط في تطوير وتنويع اقتصاداتها».

ودعا سلامة أعضاء منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) إلى عدم المبالغة في التخوف من النفط الصخري الأميركي، حتى لو عاد إلى الواجهة بعد ارتفاع أسعار النفط عالمياً، مقدراً خسائر النفط خلال عامي 2014 و2015 لدول الخليج والعراق، بـ320 مليار دولار.

الأكثر مشاركة