«اجتماعية الشارقة» تستحدث قسماً لرعاية ذوي السجناء

كشفت مديرة دار الأمان، التابعة لدائرة الخدمات الاجتماعية بالشارقة، مريم إسماعيل، أن قسم الرعاية الخارجية لأسر المسجونين أو الخارجين من السجن، الذي استحدثته الدائرة أخيراً، تعامل مع 33 حالة، موضحة أن هذا القسم يعمل على توفير الاحتياجات المعيشية والتعليمية والصحية، والمسكن والأوراق الثبوتية، للأسر التي تأثرت بسجن معيلها، بهدف إيجاد بيئة أسرية توفر الاستقرار النفسي والعاطفي والاجتماعي للأبناء.

من جانب آخر، بادر القسم أخيراً إلى معالجة رضيعة تبلغ 15 شهراً، لأم سجينة، إثر ارتفاع درجة حرارة جسمها، وإصابتها بالتهاب وصديد حادين في رئتيها. وقالت مريم إسماعيل إن الرضيعة تعرضت فجأة لارتفاع شديد في درجة حرارة جسمها، ما استدعى نقلها إلى مستشفى القاسمي، حيث خضعت لعملية جراحية عاجلة.

وتفصيلاً، بيّنت مديرة دار الأمان، أن الدار تتلقى قائمة بأسماء السجناء أو الخارجين حديثاً من السجن، من الجهات المعنية بالإمارة، للتواصل مع أسرهم، إذ يُجري فريق مختص زيارات لهم في منازلهم، من أجل دراسة أوضاعهم المعيشية والاجتماعية والتعليمية، وفي حال ثبت تأثر الأسرة بسجن معيلها، نعمل بالتعاون مع الإدارات المختصة في دائرة الخدمات الاجتماعية على توفير المساعدات لها، بما في ذلك استخراج الأوراق الثبوتية أو الرسوم الدراسية أو الاحتياجات الأساسية الأخرى لهذه الأسر، بالتنسيق مع الجمعيات الخيرية في الإمارة.

وقالت مريم إسماعيل إن «المرحلة الأولى شملت 33 أسرة مواطنة، كان معيلوهم داخل السجون، وكان التجاوب كبيراً من أفراد هذه الأسر، الذين تتم متابعتهم بالتعاون مع قسم أبناء النزلاء المواطنين، التابع للقيادة العامة لشرطة الشارقة».

وأكدت أن «الدائرة لا تألو جهداً في إخضاع زوجات نزلاء السجون المواطنات لدورات تأهيلية مختلفة، مثل دورات فن المكياج والخياطة، وغيرهما من الدورات التي تجعلهن مؤهلات لإنشاء مشروعات تجارية تمثل مصدر دخل مهم لهن، فضلاً عن الرحلات الترفيهية وبرامج التوجيه والإرشاد المختلفة، التي يتم توفيرها لزوجات وأبناء النزلاء، لتجنيبهم الشعور بفقدان عائلهم».

وأكدت أن «الاحتياجات الحياتية الأساسية التي تسعى الدار لتوفيرها لأسر نزلاء السجون تسهم بشكل ملحوظ في تحقيق القيم الأخلاقية، والفضائل الاجتماعية، وضمان توفير مقومات نفسية متزنة، ملائمة لأفراد هذه الأسر، خصوصاً الأطفال، بعيداً عن المؤثرات النفسية السلبية المثبطة لإقبالهم على الحياة بشكل طبيعي، التي قد ينتج عنها فقدان القيم والمثل العليا».

من جانب آخر، عالجت دار الأمان، رضيعة لأم سجينة، إثر ارتفاع درجة حرارة جسمها وإصابتها بالتهاب وصديد حادين في رئتيها. وقالت مريم إسماعيل، إن الرضيعة تعرضت فجأة لارتفاع شديد في درجة حرارة جسمها، فتعاملت معها ممرضات الدار بالطرق الطبية المتبعة في مثل هذه الحالات، إلا أن الحمى لازمت جسدها الصغير، ما أدى إلى تدهور وضعها الصحي.

وتابعت: «سارعنا إلى نقلها إلى قسم الأطفال في مستشفى القاسمي في الشارقة، فيما كان قلب الأم يشتعل من القلق والخوف على صحة صغيرتها، التي كانت الدار تسمح لها برؤيتها ثلاث مرات يومياً، وإعطائها الرضعات الطبيعية على فترات خلال ساعات اليوم».

وأشارت مريم إلى أن «الأطباء المختصين بادروا إلى إخضاع الرضيعة لفحوص طبية عاجلة، كشفت عن إصابتها بالتهاب حاد في الرئتين، فضلاً عن وجود ماء وصديد داخلهما، وهو ما استدعى إجراء عملية جراحية عاجلة لها لوقف أي مضاعفات قد تتعرض لها، وقد حرصنا على مرافقة والدتها لها في المستشفى، بعد موافقة إدارة السجن على ذلك»، لافتة إلى أن «الأم لازمت صغيرتها إلى حين اجتيازها مرحلة الخطر. وبعد إجراء العملية الجراحية لها، تم إبقاؤها في قسم العناية المشددة ليومين قبل إعادتها إلى الدار».

وأوضحت أن دار الأمان حاضنة اجتماعية آمنة لأبناء السجينات، تستقبلهم ضمن شروط محددة، منها أن يكونوا دون الثانية من العمر. وتابعت مريم: «تعمل الدار على تحسين وضعية أبناء السجينات، وتقديم الدعم الصحي والنفسي والمعنوي والتنموي لهم، إضافة إلى توفير الأسِرة والرضعات، والأكل والملبس. وعند بلوغ الطفل عمر عامين يتم تحويله إلى دار الرعاية الاجتماعية للأطفال».

وأشارت إلى اختيار موقع الدار قرب السجن، «حتى تتمكن الأمهات من لقاء أطفالهن بسهولة، إذ يمكن للنزيلة رؤية ابنها ثلاث مرات يومياً لمدة ساعة، أما المرضعات فيلتقين بأطفالهن خمس مرات يومياً. كما توفر الدار التطعيمات الطبية اللازمة والفحص الدوري للأطفال، من قبل كادر طبي وتمريضي مؤهل».

الأكثر مشاركة