المرشد الأسري
■ أرى شخصيتي نسخة مشابهة لشخصية زوجي، وعلى الرغم من هذا التشابه إلا أن خلافاتنا مستمرة ومزعجة.
■■ يجيب المستشار الأسري، عيسى المسكري «خلق اللّه الناس بطبائع متباينة، وشخصيات متشابهة، وأخرى مختلفة، نظرتها الداخليّة كما يبدو لها، ونظرتها الخارجيّة المتحكمة في السلوك والمنطق والعاطفة، التشابه أو الاختلاف سِرّ من أسرار اللّه في الخلق والتصوير والتكوين، وحكمة يخشع قلب كل من أدرك أسرارها التي تتجلى من خلال تجاذب الناس عند اختلاف شخصياتهم، أو تنافر بعضهم على الرغم من شخصياتهم المتشابهة، كما أن هناك رأياً آخر، يقول: يفهم الزوجان بعضهما بسبب شخصيتيهما المتشابهتين، ويتعقد الأمر في فهم الأخرى ذات الأنماط المختلفة، ونحن أمام مسألة تظهر بأنها غريبة وغامضة عندما تنشأ المشكلات في حالة التشابه في الشخصيات، ويظهر التميز في تجاذب الشخصيات المختلفة مع بعضها، فعندما تظهر الخلافات، على الرغم من تشابه الشخصيات، فإن المسألة لها أبعادها الأفقية والعمودية، الأفقية المتمثلة بشخصيتهما الثابتة، والعمودية المتعلقة بالبيئة والتربية، فقد يخرج الاثنان من بطن واحد بشخصيات مختلفة، لكن البيئة والتربية تقومان بتقريب الصفات حتى تظهر كأنها واحدة، والخلافات التي تحدث في الشخصيات المتشابهة لها حالتان، الحالة الأفقية بأن يكون التشابه بين الزوجين ظاهرة من بداية حياتهما الزوجية، وهذا التماثل لا يكون إلا من خلال تماثل في الشخصيات، وهناك تماثل آخر يظهر بعد سنوات الزواج الطويلة، ينشأ من خلال العشرة الطويلة، ويظهر هذا التشابه من خلال السلوك، والحركات، ونبرة الصوت، ولغة الحوار والخطاب، وأسلوب التعامل والخلافات، والمشكلة ليست في تشابه الشخصيات، فالشخصية عبارة عن ميزان بكفتين، الإيجابية منها أو السلبية، فكثرة الخلافات تنشأ لأن الكفة السلبية هي الغالبة، على الرغم من تشابه الشخصيات بين الزوجين، وعندما تظهر الخلافات بعد مرور سنوات طويلة من الزواج فإنها تعتمد على العشرة الروتينية، والحياة الجامدة التي صنعت بيئة باردة بين الزوجين، ملونة بأصباغ كاتمة متشابهة، جعلت حياتهما مفتقرة للتجديد والإثارة والحيوية، غائمة بالخلافات والمشكلات.
المستشار الأسري
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news