بلدية دبي تنفذ 8 مناطق سكـنية في حتا بمليارَي درهم.. وتدعم 500 مــــــزرعة
تنفذ بلدية دبي حزمة مشروعات تنموية لخدمة أهالي منطقة حتّا، في إطار خطة تطوير شاملة للمنطقة، ومنها تخصيص إسكان المواطنين في ثماني مناطق، بكلفة ملياري درهم، وتطوير مركز للتنمية الزراعية يدعم أكثر من 500 مزرعة، ومشروع خطة أوكسجين الذي يهدف لزراعة 100 ألف شجرة، ومشروع تسوير وعمل ممرات للمشاة بين المزارع، ومشروع نزل وسوق حتا الذي يضم أكثر من 30 غرفة فندقية و40 محلاً تجارياً، وتطوير مهرجان حتا للعسل، ومشروع «حتا هايكنج»، إلى جانب مشروعات حتا الجبلية، وتشمل مشروعات سياحية ورياضية.
وتفصيلاً، أكد مساعد المدير العام لقطاع رقابة البيئة والصحة والسلامة في بلدية دبي، رئيس اللجنة التوجيهية لمشروع «تطوير منطقة ومحمية حتا الجبلية»، خالد محمد شريف العوضي، على الأثر الإيجابي الكبير الذي ستحدثه خطة التطوير الشاملة في حياة أهالي منطقة حتّا.
وأوضح أن الخطة تعكس مدى اهتمام صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بهذه المنطقة التي تعد من أبرز المناطق المحافظة على ملامح الحياة التراثية الخليجية الأصيلة، وتفوح بعبق التاريخ الإماراتي العريق، في حين تؤكد هذه الخطوة المهمة حرص سموه على التوظيف الأمثل لما تملكه حتا من مقومات تاريخية وطبيعية، بمشاركة مباشرة من أهلها، لاسيما الشباب منهم، الذين تعنى الخطة بإطلاق طاقاتهم الإيجابية، وتحفيزهم على المشاركة الفعالة لخدمة مجتمعهم ووطنهم.
نظام النجوم العالمي لتصنيف الخدمات
أطلقت بلدية دبي، أخيراً، نظام النجوم العالمي لتصنيف الخدمات، الذي يحفز على تقديمخدمات نوعية، وقياس مستويات سعادة المتعاملين على أسس علمية. وقال مدير عام البلدية، المهندس حسين ناصر لوتاه، إن «هذه المبادرة تهدف إلى الارتقاء بآليات العمل الخدمي، ورفع مستوى التنافسية لدى منشآت القطاع الحكومي»، معتبراً أن «النظام يشكل فرصة حيوية أمام المنشآت الحكومية، لتبني أفضل الممارسات العالمية في مجال خدمة المتعاملين، من خلال تطوير منظومة متكاملة للجودة والتميز، تتضمن معايير نوعية لتصنيف أداء ومستوى الخدمات المقدمة». وأوضح أن «هذا النظام يعد من المبادرات الرائدة، التي أطلقتها الحكومة بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، لتشكل نموذجاً للارتقاء بالخدمات، وتحقيق السعادة للمتعاملين»، مشيراً إلى أن «حرص مؤسسات ومنشآت والدوائر الحكومية على اعتماد النظام، يؤكد أهميته وفاعليته، باعتباره نظاماً فريداً من نوعه على مستوى العالم». من جانبه، أكد مدير إدارة مراكز البلدية، عبدالله عبدالرحمن، أنه «في إطار تبني الشفافية والتواصل مع المتعاملين، سيعمل النظام على تصنيف المراكز من نجمة واحدة إلى سبع نجوم، مع إعلان نتائج التصنيف، ووضعها بشكل مرئي ضمن كل مركز، لتقدم تصوراً مبدئياً للمتعاملين عن مستوى الخدمة المتوقع، كما أن تطبيق نظام النجوم العالمي لتصنيف الخدمات في الإمارة يؤكد تفوق النظام، ويعزز أهميته كنموذج فريد قابل للتطبيق في القطاع الحكومي والجهات الخدمية كافة، على المستويين الوطني والعالمي، لرفع جودة ونوعية الخدمات، ما يسهم في تحقيق أهداف الأجندةالوطنية (الإمارات 2021)». • تعيين أول مواطنة في منطقة حتا لتترأس فريق الإرشاد الزراعي. • إعداد دورات في الزراعة العضوية لتصبح حتا مركزاً للمنتجات العضوية. • ترميم وتوثيق 28 موقعاً أثرياً في جبل اليمح تعود إلى القرن الـ12 قبل الميلاد. |
جاء ذلك خلال تفقد العوضي وأعضاء اللجنة المشروعات التنموية في منطقة حتا، حيث تمت زيارة سد حتا، ومنطقة الشريعة، ومشروع الممرات بين المزارع، ومقابر اليمح الأثرية، ومشروع نزل وسوق حتا.
وأوضح العوضي أن حزمة المشروعات التنموية المصممة لخدمة أهالي منطقة حتّا في إطار خطة التطوير الشاملة للمنطقة، تشمل خطة شاملة لإسكان المواطنين من خلال إنشاء ثماني مناطق سكنية جديدة، بتكلفة ملياري درهم، بطاقة استيعابية تبلغ 1500 مسكن، وتخصيص أراضٍ سكنية في منطقة «جيما ـ السلمي ــ صعير- سهيلة» للحفاظ على الترابط الأسري.
وأشار إلى تطوير مركز للتنمية الزراعية الذي يدعم أكثر من 500 مزرعة، وتقديم خدمات إلى المزارع المنتشرة هناك، وتعيين المهندسة أمل عبدالله، أول مواطنة في منطقة حتا لتترأس فريق الإرشاد الزراعي، الذي يهدف إلى إقامة مشتل لدعم المزارعين، بطاقة استيعابية مليون شتلة، وإعداد دورات في الزراعة العضوية لتصبح حتا مركزاً للمنتجات العضوية، وتطوير برنامج التوطين والمنح الدراسية من خلال اعتماد 20 منحة دراسية للتخصصات الزراعية والبيطرة وسلامة الأغذية.
ولفت العوضي إلى مشروع نزل وسوق حتا، الذي يضم أكثر من 30 غرفة فندقية و40 محلاً تجارياً، وتم تخصيص جميع هذه المحال لمواطني حتا، وسيتم الانتهاء من المشروع في الربع الأول من 2017، إضافة إلى مشروع إعادة بناء المحال التجارية، حيث تتولى البلدية هدم المحال القديمة، وبناء محال تجارية بدلاً منها بواقع 35 محلاً.
وذكر أن مشروع الترميم الأثري يهدف إلى ترميم وتوثيق 28 موقعاً أثرياً في جبل اليمح، يعود تاريخها إلى القرن الـ12 قبل الميلاد، من أجل استقطاب السياحة الأثرية، مشيراً إلى مشروع تطوير مهرجان حتا للعسل، باعتباره المهرجان الأول من نوعه على مستوى الدولة، وسيجمع المهرجان نخبة من النحالين في الإمارات والخليج العربي والعالم لتبادل الخبرات وتحسين إنتاج العسل.
وذكر أن إستراتيجية بلدية دبي مستمرة في توفير المرافق الترفيهية المتميزة لمجتمع إمارة دبي، مشيراً إلى خطة الدائرة لإنشاء «حديقة القطاع في حتا»، لتكون إضافة جديدة إلى مشروعاتها الخدمية والسياحية والترفيهية في حتا، التي تتميز بالطابع التراثي المتميز، كونها مركزاً سياحياً وتراثياً مهماً فيها، حيث ستشكل نقطة جذب للباحثين عن الهدوء ومحبي الرحلات الاستكشافية.
وأكد العوضي أن البلدية درست تنفيذ الحديقة وفق فلسفة معينة، لتشبه في تضاريسها الوادي القائم من خلال استخدام الصخور والمواد الطبيعية للبيئة المحلية، ليكون أحد المعالم الفنية البارزة، ومكملاً للمشروعات الترفيهية والتعليمية والترويحية والسياحية التي تنفذها البلدية لتنويع أشكال الترفيه للمقيمين فيها والسياح.
وأشار إلى أن ما يميز الحديقة وجود ممر لجريان مياه الأودية من الجهة الشمالية، يصعب تجاوزه في موسم الإمطار، حيث ستتم معالجته بمواد تتناسب مع البيئة الجبلية، وتكون حاجز أحجار وصخور طبيعية، أما العنصر المائي المخصص للحديقة فتم تصميمه لتحسين ميزة الحديقة وتزويدها بوادي مائي طبيعي يتدفق بانسيابية رائعة، مشكّلة تجمع مياه وشلالات مع الوادي، وسيتمكن جمهور الحديقة من إيجاد مسطح عشبي، يمكن أن يوفر مكاناً للانطلاق لرحلة استكشافية ناجحة لمعالم حتا ومغامرات مثيرة بالمنطاد، وسيتم حماية الحديقة بسور يحيط بها من الخارج، ومواقف سيارات للجمهور مظللة عددها بحدود 80 موقفاً، بحيث تستعمل مظلات هذه المواقف كخلايا شمسية لإنارة الحديقة بواسطة أعمدة الإضاءة باستخدام الطاقة الشمسية.
يذكر أن منطقة حتا من المناطق التي يعود تاريخها إلى آلاف السنين، واشتهرت بالزراعة، وذلك لأرضها الخصبة، وتبلغ مساحة منطقة حتا 139 كيلومتراً مربعاً، وتشكل الحاضرة الجنوبية لإمارة دبي، وسميت حتا في القديم بالحجرين نسبة إلى الجبلين اللذين يحيطان بها من الشمال والجنوب، وتمتاز بمناخ متميز لمثيلاتها من السهول والأراضي الساحلية، حيث يتميز موقعها الذي أضفى عليها مسحة من الجمال، وجعلها منطقة يمكن توظيف عناصرها سياحياً. وتعتبر حتا مركزاً سياحياً وتراثياً مهماً في الإمارة، كونها من أكثر المناطق التي حافظت على عراقة وروح الماضي، فهي تمثل حقبة من ماضي الأجداد والآباء، لذلك قامت بلدية دبي بوضع الخطط لإحياء تراثها والحفاظ على عمارتها التقليدية موصولة بمشروعات حديثة، تضيف إليها رونقاً مميزاً، مع أصالة الجوهر، الأمر الذي حظي بالإشادة والفوز بجوائز عدة، ما يؤكد أن منطقة حتا أصبحت معلماً سياحياً يجتذب العديد من السياح والزائرين من داخل الدولة وخارجها.
أول حديقة قطاع
اعتمدت بلدية دبي إنشاء أول حديقة قطاع في منطقة حتا، بكلفة نحو 15 مليون درهم، ويأتي إنشاؤها لتضيف نموذجاً ومرفقاً متميزاً للتراث بالدولة، ومتنفساً واسعاً لأهالي منطقة حتا، لموقعها المتميز، حيث تقع هذه الحديقة بالقرب من جبال حتا الصخرية، وتوفر للزائر إطلالة ساحرة على تاريخ دبي الماضي في المناطق الجبلية، التي أصبحت اليوم موقعاً تراثياً مهماً للسياح وللجميع لقضاء أمتع الأوقات مع عطلة نهاية الأسبوع.
100 ألف شجرة
يهدف مشروع خطة أوكسجين إلى زراعة 100 ألف شجرة في جبال وشوارع حتا الداخلية ومزارع المواطنين، وبدأ المشروع بزراعة 17 ألف شجرة، وسيتم الانتهاء من التشجير خلال الثلاث السنوات المقبلة، ومشروع تسوير وعمل ممرات للمشاة بين المزارع، وتطوير وصيانة الممرات وزراعتها بأشجار الفواكه المحلية، وبدأ المشروع في منطقتي الحيل والشريعة بطول أكثر من 1500 متر.
سلسلة جبال حجرية
تقع منطقة حتا التراثية على بعد 110 كيلومترات إلى الجنوب الشرقي من دبي، وتمتد على سلسلة جبال حجرية، ضمن مجموعة من القرى الصغيرة المنتشرة في المنطقة تعتبر من المناطق السياحية والتراثية التي تجعلها مقصداً مهماً للسياح من مختلف دول العالم، ومن داخل الدولة، حيث تعد هذه المنطقة التراثية وتنوعها فرصة حقيقية في الترويج للسياحة داخل الدولة، وإبرازها على خريطة السياحة العالمية.
رياضة المشي الجبلي
يعد مشروع «حتا هايكنج» أول مركز من نوعه في الشرق الأوسط، وسيتم توفير مرشدين وموجهين لممارسي المشي الجبلي، وتتوافر أربعة مسارات معتمدة دولية بمواصفات عالمية تتضمن مسارات لذوي الإعاقة، وتقع المسارات الأربعة في محمية حتا الجبلية بطول 20 كيلومتراً، ويتم إدارته بالتعاون مع أبطال الإمارات لرياضة المشي الجبلي. إضافة إلى مشروعات حتا الجبلية، مثل «حتا بولز»، وهو عبارة عن حمامات سباحة مختلفة المساحات ومتعددة الاستخدامات مع حديقة ألعاب مائية مصغرة، وممشى حتا، وهو ممشى رياضي من مواد مخصصة لممارسة هواية المشي، إضافة إلى مواقف السيارات وأعمال البنية التحتية وأعمال البستنة والتجميل، وتقنيات حديثة لمطابقة معايير الأبنية الخضراء، بمساحة نحو 26 ألف متر مربع، وهو مشروع سياحي، نظراً لما تتميز به منطقة حتا من طبيعة خلابة، وشهرتها بجبالها الممتدة مسافات طويلة، واشتهارها بالسدود الطبيعية، وإمكانية جعلها مناطق أكثر جذباً للزائرين لتستقطب نحو 100 ألف زائر سنوياً، ومن المتوقع الانتهاء من المشروع عام 2018.