أسّست «كشتة مع هبة» لتعريف الأجانب بماضي الإمارة وعادات أهلها
عشق «دبي التـــــــاريخية» يدفع «بن رضا» إلى احتراف الإرشــاد السياحي
عشقها لتاريخ الإمارات، ودبي على وجه الخصوص، ورغبتها في تعريف أصحاب الجنسيات والثقافات المتنوعة، الذين يعيشون في دبي بماضيها وعادات وتقاليد أهلها، دفع المواطنة هبة عيسى بن رضا إلى العمل مرشدة سياحية، وتأسيس مشروع سياحي أطلقت عليه «كشتة مع هبة»، لتعريف السياح إلى أهم المناطق التاريخية في دبي، وتهدف من ورائه الى أن تكون من أوائل المرشدات السياحيات في «إكسبو 2020».
وهبة حصلت على شهادة البكالوريوس في العلاقات الدولية وعلوم الاتصال والإعلام من جامعة زايد في 2010، وتم اختيارها في عدد من البرامج لتمثل الدولة في الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة، وغيرها من الدول، ثم درست لمدة عامين الثقافة والفنون في برنامج الزمالة الذي ينظمه المجلس البريطاني، بالتعاون مع هيئة أبوظبي للثقافة والفنون، كما حصلت على رخصة الإرشاد السياحي من دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي، إضافة إلى عدد من الشهادات في مجال الدراسات المصرفية، وأنها تشغل منصب مديرة إقليمية في أحد البنوك بدبي.
وروت بن رضا، لـ«الإمارات اليوم»، قصة تأسيسها مشروع (كشتة مع هبة)، التي تعني باللهجة الإماراتية رحلة جماعية براً أو بحراً تتخللها أنشطة مختلفة، قائلة: «المناطق القديمة في دبي، تمثل لي عشقاً خاصاً ولّد لديّ رغبة قوية في تعريف الآخرين بتاريخ هذه الأماكن، وفي بادئ الأمر كنت أصطحب إليها أقاربي وصديقاتي، وأروي لهم معلومات لم يكن جميعهم يعرفها، جمعتها من الكتب وروايات القدامى».
تطوّع أفادت صاحبة مشروع «كشتة مع هبة»، هبة عيسى بن رضا، بأنها لم تكتفِ بالعمل مرشدة سياحية من خلال مشروع «كشتة مع هبة»، بل حاولت أيضاً أن تدخل إلى أكثر من تخصص، خصوصاً أنها تحب العمل ومساعدة الآخرين، لذا انضمت إلى فريق «نشامى الإمارات» التطوعي، وكانت من مؤسسي الفريق، ومن خلاله شاركت في أكثر من عمل تطوعي، بما فيها مبادرة «بأعينهم» التي نظمها الفريق في عام 2014، وشملت كثيراً من العمال في الدولة، فضلاً عن أنها شاركت في أعمال تطوعية خارج الدولة، منها بناء مدرسة في كمبوديا ضمن حملة «دبي العطاء»، والتطوع في أحد دور الأيتام في «نيبال»، إضافة إلى المشاركة في تسلق جبال الهمالايا، ورفع علم الدولة على قممها». |
وأضافت: «أحرص منذ صغري على قراءة ماضي دبي، والدولة بشكل عام، وكيف وصلت إلى ما هي عليه، لاسيما أن معظم الأشخاص ينبهرون عندما يأتون إلى دبي والدولة بشكل عام، بمراكز التسوق، مثل «دبي مول»، والأبراج الشاهقة كبرج خليفة، وغيرها من المباني، إلا أن الدولة لها ماضٍ أكبر من المباني، كمنطقة الشندغة التي تحوي مباني تاريخية كثيرة».
وأكملت بن رضا: «لم تتوقف قراءتي عند تاريخ الدولة، إذ تفرعت إلى تاريخ وعادات دول أخرى، لأعدّ مقارنة بينها وبين الدولة في حقب بعينها، وكيف تطورت مع الزمن»، مضيفة: «أصبح الإرشاد السياحي مهنتي، التي نادراً ما يمتهنها الإماراتيون بشكل عام، والمواطنات بشكل خاص، لذا أبدى كثيرون اندهاشهم من وجودي في هذه المهنة».
وتابعت «أريد أن أكون السبب في زيادة أعداد المرشدين المواطنين في الدولة، لأنهم الأجدر بتعريف السيّاح بدولتهم وماضيها، وشرح عاداتها وتقاليدها».
وأشارت إلى أنها «كانت دائماً تصطحب زملاءها وأصدقاءها إلى مناطق في دبي، لم يزوروها من قبل، حتى وإن قضوا معظم عمرهم في دبي»، متابعة «عدد كبير من سكان دبي لا يعرفون أسرارها، وأريد أن أعرفهم الى هذه المناطق كي يتأكدوا أن تاريخ دبي أكبر من العمارات الشاهقة، ولا يمكن اختزاله في جولة سياحية واحدة».
ولفتت إلى أنها «تصطحب السيّاح إلى منطقة الفهيدي والشندغة والبستكية، وتحاول المرور في الممرات الضيقة التي لا يعرفها إلا أهلها والتجّار الذين مازالوا في هذه المناطق، وصولاً إلى المعبد الهندوسي الذي بُني منذ 100 عام بجانب مسجد دبي الكبير، لأثبت لهم أن الدولة رمز للتسامح واحترام الأديان منذ عشرات السنين». وأضافت أن «حبها للسفر أسهم في إثراء مهنتها كمرشدة سياحية، إذ إنها تعرفت الى كثير من المناطق، ومن خلالها تمكنت من معرفة ثقافة الدولة، كما أنها تحاول قدر الإمكان أن تكون جولاتها السياحية سيراً على الأقدام، ليتمكن السياح من أن يدخلوا إلى أعماق دبي بكل أريحية بدلاً من الاعتماد على المركبات السياحية التي تأخذهم إلى مناطق محدودة».
وذكرت أنها «تنظم من خلال مشروع (كشتة مع هبة) مسابقة البحث عن المندوس، وهي إحدى المبادرات التي نظمتها بدعم من هيئة دبي للثقافة والسياحة، ودائرة التنمية الاقتصادية في دبي، وهي لعبة البحث عن المندوس (الصندوق) في أرجاء دبي القديمة، بهدف الترويج للسياحة»، موضحة «أردت أن أنظم المسابقة تماشياً مع رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في تعزيز قيم التسامح والتقارب بين الثقافات».
وبينت أن «المسابقة تستهدف مختلف الجنسيات على أرض الدولة، ليشاركوا ويتعرفوا من خلالها الى المناطق التاريخية في الإمارة، وتعزيز فرص التقارب في ما بينهم، وهذه اللعبة غير ربحية، لكنها ذات أهداف إرشادية».
وأضافت: «الفكرة من اللعبة أن يتنافس المتسابقون خلال محطات عدة في منطقة دبي القديمة بدءاً من حي الفهيدي، ومروراً بخور دبي، والسوق القديم، وخلال ركوب العبرة المائية، لحل الألغاز في كل محطة، ليتمكنوا من الوصول إلى المحطة التي تليها، وتالياً اكتساب معلومات عن الدولة ودبي، والتقاليد المتبعة فيها».
وأفادت بأنها «تخطط لإنشاء شركتها السياحية الخاصة بها، والاعتماد على أكبر قدر ممكن من المرشدين السياحيين الإماراتيين»، مضيفة «لديّ تواصل وثيق مع عدد من المواطنين الذين يحبون هذه المهنة، وآخرين ممن يريدون التعلم، إضافة إلى فريق عمل مسابقة (ابحث عن المندوس)، وجميعهم يمكن أن يفيدوا الشركة التي من المقرر أن تشمل جولاتها السياحية أكثر من منطقة».
وذكرت «أعمل على تدريب فريق عمل المسابقة من الآن، ليكونوا الأفضل من بين المرشدين السياحيين، وتالياً يقدمون صورة حسنة عن الدولة».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news