شهد المحاضرة الأولى لفعاليات منتدى «الفضاء مشروعنا»

محمد بن راشد: قيادة الدولة تولي اهتماماً كبيراً لمشاركة شبابنا في اكتشاف أسرار الفضاء

صورة

أعرب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، عن اعتزازه بشباب الوطن، ودعمه وكل المؤسسات الوطنية ذات الصلة لمسيرتهم، وصولاً إلى تحقيق مآربهم وطموحهم في الارتقاء إلى مستويات عالمية في قطاع الفضاء الاستراتيجي، الذي توليه قيادة دولة الإمارات اهتماماً ومتابعة مستمرة، من خلال مركز محمد بن راشد للفضاء، والجهات الوطنية الأخرى في المجال ذاته، والمشاركة الفعالة لشبابنا في الاكتشافات الجديدة لأسرار الفضاء، والوصول إلى الكواكب كالمريخ وغيره.

جاهزون للاختبارات

أفاد مدير أول إدارة الهندسة الفضائية مدير مشروع «خليفة سات» في مركز محمد بن راشد للفضاء، عامر الصايغ، بأن المركز جاهز لإجراء الاختبارات على القمر الاصطناعي «خليفة سات» في المرحلة الحالية، قبل إطلاقه في 2018، وفقاً للجدول الزمني لتطوير القمر، على متن الصاروخ «إتش 2 أي»، التابع لشركة «ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة».

وأضاف أن المؤتمر هدفه تقريب الشباب الإماراتي من قطاع الفضاء، والعلوم الفضائية، إذ إنه بإمكانهم الاستفسار عن ما توصل إليه البرنامج، والتطورات في المشروعات التي أطلقها المركز، وسيطلقها خلال الفترة المقبلة، موضحاً أن الشباب بإمكانهم الاطلاع على التجارب التي خاضها المهندسون خلال السنوات الـ10 الماضية، وتالياً يتعلمون في تخصصات أخرى جديدة، ليتمكنوا من الإسهام في القطاع.

وكان سموه قد شهد وإلى جانبه سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي، المحاضرة الأولى في سلسلة فعاليات منتدى «الفضاء مشروعنا»، التي نظمها مركز محمد بن راشد للفضاء في مركز دبي التجاري العالمي، أمس، وتستمر اليوم، تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المركز.

كما حضر الجلسة سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة دبي للطيران الرئيس الأعلى لمجموعة طيران الإمارات، وسمو الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، ووزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل محمد بن عبدالله القرقاوي، ومدير عام دائرة التشريفات والضيافة في دبي خليفة سعيد سليمان، واللواء طلال حميد بالهول الفلاسي، ومدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء يوسف الشيباني، إلى جانب حشد من المختصين والطلبة الدارسين والمسؤولين.

وحاضر البروفيسور نور الدين ملاك، من جامعة «ماسانشوستش» في بوسطن بالولايات المتحدة الأميركية، وتحدث عن الاكتشافات العلمية للأمراض المستعصية وعلاجاتها منذ عهد العلامة ابن الهيثم قبل نحو 1000 عام، وما توصل إليه علماء العصر من حلول وعلاجات لهذه الأمراض، التي مازالت تخضع لفيض من البحوث والدراسات العلمية، على أيدي علماء وباحثين مختصين حول العالم.

وأشاد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بفكرة تنظيم المنتدى، واعتبره سموه منصة عالمية يجتمع فيها خبراء وباحثون وعلماء من أنحاء العالم، ويلتقون من خلال محاضراتهم وندواتهم مع الشباب الإماراتيين الدارسين والمهتمين بعلوم الفضاء، من أجل إثراء معارفهم وخبراتهم، والاستفادة القصوى ممن سبقوهم أعواماً طويلة في هذا المجال الواسع على مستوى العالم.

وتفقد سموه صور الفضاء (متحف المركز)، واطلع ومرافقوه على عينات من الصور الخاصة بأشهر الرواد العالميين، وأكثرهم شهرة، والصواريخ التي حملت الأقمار الاصطناعية والسفن الفضائية إلى الفضاء، وصور لبعض الكواكب والقمر، ثم شاهد سموه من خلال نظارة ثلاثية الأبعاد الواقع الافتراضي لسطح المريخ.

وكان رئيس مجلس إدارة «مركز محمد بن راشد للفضاء» حمد عبيد المنصوري، قد افتتح المنتدى، وأكد أن «قيادتنا ومن خلال توجيهاتها، تولي رعاية بالغة لقطاع الفضاء وتطويره، وتشجيع شباب الإمارات على الانخراط في هذا العلم الواسع، والاستفادة من الإمكانات والتسهيلات التي توفرها قيادة دولتنا، من أجل النهوض بأفكار وعلوم وخبرات الشباب من أبناء وبنات الوطن».

وأشار المنصوري إلى أن الدولة تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق رؤية الإمارات 2021، والعمل على إدماج تكنولوجيا الفضاء في الدولة في مشروعات التنمية الأخرى، منوهاً بالتنسيق والتعاون القائم بين المركز ووكالة الإمارات للفضاء، لتحقيق الأهداف الوطنية مستقبلاً.

وأعرب عن أمله في أن تسهم التوصيات التي سيخرج بها المنتدى في دورته الأولى، في تعزيز وتنشيط دور علوم الفضاء والتكنولوجيا في تحقيق التطور الاقتصادي والاجتماعي الشامل، في إطار سعي القيادة والحكومة لتحقيق التنمية المستدامة لشعبنا.

من جانب آخر، قدم مدير عام وكالة الإمارات للفضاء، الدكتور المهندس محمد ناصر الأحبابي، ورقة عمل إلى المنتدى، استعرض فيها أبرز ملامح قطاع الفضاء في الدولة، من حيث المستهدفات الاستراتيجية، والمبادرات الحالية، مشيراً إلى دور القطاع الفضائي في تنويع الاقتصاد والنمو المستدام، وتحدث في هذا الإطار عن مجموعة من المشروعات وخطط العمل الوطنية، الكفيلة بالوصول إلى الأهداف الاستراتيجية لقطاع الفضاء الوطني، مستعرضاً مهام وكالة الإمارات للفضاء وإنجازاتها، ودورها في تبني وتشجيع المواهب الوطنية.

وتطرق الأحبابي خلال كلمته إلى مجموعة المشروعات وخطط العمل الوطنية، بما فيها الأقمار الاصطناعية التي طورها ويطورها مركز محمد بن راشد للفضاء، وشركة الياه للاتصالات الفضائية (الياه سات)، إضافة إلى شركة الثريا للاتصالات الفضائية المتنقلة، مؤكداً أن قيمة استثمارات القطاع الفضائي في الدولة قد تجاوزت 20 مليار درهم، وتعتبر الأكبر على مستوى المنطقة.

وأكد مهندسو مركز محمد بن راشد للفضاء جهوزية فريق «خليفة سات» لاختبار القمر الاصطناعي في المرحلة الحالية، استعداداً لإطلاقه خلال الربع الأول من 2018، خلال فعاليات مؤتمر «الفضاء مشروعنا»، الذي نظمه المركز، وأوضحوا أنه تماشياً مع توجيهات القيادة، فإن المركز يعمل على توظيف 500 مهندس إماراتي بحلول عام 2021.

وقال مساعد المدير العام للشؤون العلمية والتقنية في مركز محمد بن راشد للفضاء، سالم حميد المري، خلال الجلسة الحوارية الرئيسة، تحت عنوان «برنامج نقل المعرفة»، إن المركز بدأ بـ10 مهندسين فقط، لتطوير المشروع الأول، ضمن برنامج نقل المعرفة في كوريا الجنوبية، ثم زاد عددهم إلى 150 موظفاً، إلا أنهم يحتاجون إلى زيادة أعدادهم لأكثر من 500 موظف، تماشياً مع توجيهات القيادة في دعم قطاع العلوم والفضاء في الدولة.

وأضاف أنهم عملوا على مدى السنوات الـ10 الماضية على مواصلة الجهود في تطوير عمل المركز، وفي بناء الأقمار الاصطناعية، والتوجه إلى البحث العلمي، مضيفاً: «في برنامج نقل المعرفة كانت مشاركتنا لا تتعدى 30% في مجال تطوير عمل القمر الاصطناعي (دبي سات 1)، ومن ثم زادت النسبة لتصبح نسبة المواطنين الذين عملوا على (دبي سات 2) 50%، والآن يطور الإماراتيون (خليفة سات) بنسبة 100%».

ومن جانبه، قال مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل»، عمران شرف، إنهم انتهوا من تصميم المسبار، ويجري العمل حالياً على تنفيذ الهيكل وتصنيعه، وفق الجدول الزمني للتطوير والإطلاق، موضحاً أن المسبار سيضيف فور وصوله إلى سطح المريخ في 2021، معرفة مستدامة، وسيسهم في تطوير قطاع البحوث العلمية والفضائية في مؤسسات الدولة.

تويتر