المرشد الأسري
- يشكو أب جفاء مشاعر ابنه تجاهه، والنفور منه دائماً، ويظهر ذلك في القول والسلوك اليومي؟
-- يجيب المستشار الأسري، عيسى المسكري، بأن هناك خمس استراتيجيات في بناء علاقات ودية مع ابنك، تبدأ كلها بالأفعال التالية: العب، اضحك، شارك، حاور، صاحب، وأكثر الآباء بعيدون عن هذه الاستراتيجية، بسبب مشاغلهم الشخصية أو التزاماتهم الخارجية، فالابن بحاجة إلى هذه الاستراتيجيات، لأنها تسهم في تقوية الوصال وبناء العلاقات.
ويعد اللعب وسيلة تربوية ناجحة لدخول عالم الطفل، يعزز التآلف، ويحفز دوافع الود، ويحرره من الخوف والقلق، ويزيل الحواجز، ويبني جسور الاشتياق، فهناك وسيلة ذكية للتعليم والحفظ وتوصيل معلومات علمية قيمة للابن من خلال اللعب الترفيهي التربوي الهادف.
والاستراتيجية الثانية هي: الضحك، إذ إن ضحك الأب أو الأم مع الابن يكون بمثابة مصنع لإنتاج فيتامينات المرح والفرح والسعادة، وهذا بدوره يدفع الطفل إلى بناء حياة تحفها أجنحة الأمن والاحتواء، ويزيد الضحك من حيوية التفاعل الاجتماعي والمشاركة الترفيهية مع الأسرة، فيقلل من الضغوط، ويعالج الكبت النفسي والرفض العاطفي.
الاستراتيجية الثالثة: المشاركة، وتنقسم إلى قسمين، مشاركة الأسرة بما يقوم به الطفل، كحل الواجبات، والرسم والقراءة والهوايات التي يمارسها، ومشاركته في ترتيب غرفته الخاصة، وتنظيم أدواته المدرسية، والقسم الثاني، فتح مساحة للابن يشارك فيها أحد والديه بما يقوم به، مثل اتخاذ القرارات، أو يساعد والده في أعماله الخاصة، فيطّلع على أسرارها، ويتعلم مهارات جديدة، أو يأخذه إن سنحت له الفرصة إلى مقر عمله، للاطلاع على طبيعة وظيفته، فإن كان تاجراً يكشف له أسرار المهنة، وهنا سيكتشف مواهبه النادرة، وقدراته الخاصة.
والاستراتيجية الرابعة: الحوار، وتعد هذه الاستراتيجية من أهم الاستراتيجيات في بناء الثقة والشخصية وصناعة التفوق والنجاح له، فالطفل يعرف بشخصيته الرائعة من خلال الحوار والمناقشة.
والاستراتيجية الأخيرة: المصاحبة، إذ يتم تبادل التجارب والخبرات بين الطرفين، وإذا لجأ الابن إليك، يريد أن يبوح بأسراره لك، ويتحدث عن أصحابه، أو طلب منك أن تساعده في حل مشكلاته، أو يستشيرك من أجل صناعة قراراته، فهذه إشارة إلى أن علاقته معك علاقة صاحب مع أصحابه، وهي علاقة تربوية ناجحة ومتميزة.
المستشار الأسري