المنصوري: حزمة برامج ستطلقها جائزة محمد بن راشد للتسامح في «عام الخير»

افتتاح المعهد الدولي للتسامح منتصف العام الجاري

صورة

كشف الأمين العام لجائزة محمد بن راشد للتسامح، العميد أحمد المنصوري، عن انتهاء تشكيل الهيكل الإداري للمعهد الدولي للتسامح، الذي سيقام في إمارة دبي، ومن المتوقع افتتاحه منتصف العام الجاري، مشيراً إلى أن الجائزة تعكف على إعداد حزمة من البرامج والمبادرات، لـ«عام الخير» ستعلن عنها قريباً.

تغيير حياة 130 مليون إنسان

قال الأمين العام لجائزة محمد بن راشد للتسامح، العميد أحمد المنصوري، إن الجائزة ضمن مبادرات محمد بن راشد العالمية المؤسسة الأشمل عالمياً في تطوير المجتمعات الإنسانية، التي تضم تحت مظلتها أكثر من 30 مؤسسة إنسانية وخيرية ومعرفية وصحية وتعليمية، وتسعى لتغيير حياة 130 مليون إنسان خلال السنوات الـ10 المقبلة في كل المجالات. وستعمل الجائزة ضمن هذه المنظومة من أجل تعزيز التسامح العالمي، عبر تكريم رموز التسامح العالمي في مجالات الفكر الإنساني والإبداع الأدبي والفنون الجميلة، وسنعمل على بناء قيادات وكوادر عربية شابة في مجال التسامح، تدعم الإنتاجات الفكرية والثقافية والإعلامية المتعلقة بترسيخ قيم التسامح.

وتفصيلاً، قال المنصوري لـ«الإمارات اليوم» إن المعهد الدولي للتسامح، الذي ستشرف عليه الجائزة، سيعمل على إعداد أبحاث حول التسامح، ودراسة ظاهرتي العنف والتطرف، إضافة إلى توفير الدعم اللازم للباحثين في الدول العربية.

وتابع: «سيعمل المعهد أيضاً على طرح الحلول المناسبة للمشكلات الناتجة عن غياب قيم التسامح، وتمكين الأجيال الشابة من خلال البحث والتعليم»، مؤكداً أنه تم الانتهاء من إعداد وتشكيل الفريق العلمي الذي سيشرف على نشاطه.

وأضاف: «يعد المعهد الدولي للتسامح المسؤول عن إعداد المنهج الدراسي الخاص بالتسامح، الذي من المقرر أن يبدأ تدريسه خلال العام الدراسي المقبل في كل المدارس الحكومية والخاصة على مستوى الدولة، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم».

وذكر المنصوري أن الجائزة تعكف حالياً على إعداد حزمة من البرامج والمبادرات التي تتناسب مع «عام الخير»، الذي أعلنه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وقال إن برامج ومبادرات الجائزة سترتكز على حث كل أفراد المجتمع على تبني روح المسؤولية الاجتماعية، والعمل التطوعي. وأكد أن الجائزة ستعمل على طرح مبادرات لتأهيل كوادر شابة في مجال التسامح في الدول العربية، من خلال فريق متخصص بالجائزة يقوم بدعمهم بشكل كامل، ليقوموا بدورهم في تعزيز مفاهيم وقيم التسامح في الوطن العربي.

وقال إن «الدولة بفضل مبادراتها وسياستها التي تضمن الحرية لجميع من يقيم فيها، احتلت المركز الأول إقليمياً، والثالث عالمياً في مؤشر التسامح، المدرج ضمن منهجية تقرير الكتاب السنوي العالمي لعام 2016، الصادر عن معهد التنمية الإدارية بسويسرا، كما تقدمت الإمارات خمسة مراكز عن ترتيب العام السابق، وسبقت دولاً مثل كندا وهولندا ونيوزلندا وسنغافورة والسويد».

وأكد المنصوري أن قيم التسامح متأصلة داخل المجتمع الإماراتي، التي رسختها مبادرات أصحاب السمو حكام الإمارات، والقوانين والتشريعات التي تنص على المساواة بين أفرد المجتمع سواء كانوا مواطنين أو مقيمين، فمع كل هذا التنوع في الجنسيات نجد تناغماً وانسجاماً روحياً بينهم، وهو ما جعل الدولة محط أنظار العالم جميعاً وحلم كل الشباب للعيش والعمل فيها.

وطالب بضرورة العمل على بناء استراتيجية إعلامية شاملة، تعزز التواصل والحوار بين الشعوب من خلال التعريف بالحضارات الأخرى، وإنتاج محتويات إعلامية تعزز قيم القبول والتسامح، إضافة إلى ضرورة القيام بحملات إعلامية لاستئصال الفكر العنيف والمتطرف المتفشي في العالم، خصوصاً بين فئة الشباب.

ولفت المنصوري إلى وجود مبادرات عدة تعمل عليها الجائزة لتحقيق هذا الهدف، حيث ستبدأ بالتركيز على الجامعات والمعاهد، والتي ستعمل الجائزة من خلالها على إدخال مفهوم التسامح في المساقات الدراسية للطلاب، وهو ما سيتم من خلال مساق التسامح الذي سيدخل المناهج الجامعية قريباً، إضافة إلى إطلاق برامج تلفزيونية تعمل على نشر أفكار ومبادئ الجائزة، وتكرار المحتوى الإعلامي الذي يشجع على التعايش المشترك لتحقيق التأثير في الرأي العام، فضلاً عن تقديم برامج تدريبية للإعلاميين في مختلف وسائل الإعلام، تدفعهم للعمل من أجل بناء مجتمع متسامح يحارب التطرف.

وقال إن جائزة التسامح، بحسب الرؤية التي وضعها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، ستمنح في خمسة فروع، ثلاثة منها تكريماً لجهود رموز التسامح في الفكر الإنساني والإبداع الأدبي والفنون الجمالية، واثنان في مجال مسابقات ستنظمها الجائزة بشكل مبتكر في مجال المشروعات الشبابية والإعلام الجديد، إذ ستعمل الجائزة على تحفيز الشباب الذين يقومون بمشروعات فكرية وثقافية وتوعوية عبر برامج أو تدوينات على وسائل التواصل، للتأثير في غيرهم إيجاباً وتوعيتهم.

وأشار إلى أن الصراعات التي تحدث حول العالم سببها ابتعاد الناس عن قيم الدين الأصيلة، وافتقارهم لمفاهيم التسامح والسلام والمحبة، ما أدى إلى حدوث خلل في المفاهيم المجتمعية بشكل عام، وبالتالي طغيان قانون الغاب على قانون العقل والمنطق والفطرة السليمة التي خلق عليها الإنسان، وتنطلق الجائزة في وسط هذه الصراعات بناءً على رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، إذ يرى سموه أن التحديات في الدول العربية تتطلب المواجهة عن طريق تأسيس منظومة شاملة من الحلول، وتمكين الكوادر الوطنية وتعزيز فرصها لتوظيفها في صناعة مستقبل أفضل، والعمل على استثمار الإنسان وطاقاته، ليخرج جيل من المبتكرين والمبدعين لرسم خطط تنموية للنهوض بالمنطقة، وترميم الفجوات التي تؤثر في استقرارها السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وهذا ما يتطلب المزيد من التعاون وتبادل الخبرات على كل الأصعدة.

وذكر المنصوري أن الجائزة ستنظم زيارات عالمية وعربية للاطلاع على الممارسات في مجال التسامح والخطط المتعلقة بالتسامح، وتمكين الشباب ودورهم في نشر ثقافة التسامح، إذ قمنا خلال الفترة السابقة بزيارة منظمات ومعاهد عالمية عدة، تُعنى بالتسامح، مثل معهد الدراسات العليا في جنيف، والمعهد الدولي للسلام. كما شارك وفد من جائزة محمد بن راشد للتسامح في المؤتمر الدولي للتطوع بالمكسيك.

تويتر