صديقتان تتخــــــصصان في الوقاية من الأمراض بمواد «خضراء»
العلاج والوقاية من الأمراض المعدية شغلا فكر الصديقتين حصة لوتاه، ولميس بن حارب المهيري، فكانتا ترغبان في تغيير الأفكار التقليدية في الوقاية، والاعتماد على مواد صديقة للبيئة في الحماية من الأمراض، لإيمانهما بأن درهم وقاية خير من قنطار علاج، لذا بحثتا عن مواد ومنتجات طبيعية لإدخالها إلى السوق الإماراتية وتطويرها بهدف تغيير الفكر الحالي عن التعقيم، وأخيراً قررتا إنشاء شركة «إيكابيوتيك»، لتحقيق الوقاية بمواد صديقة للبيئة «خضراء»، بعيداً عن المواد الكيميائية.
وروت لوتاه لـ«الإمارات اليوم» قصة تأسيس «إيكابيوتيك» عام 2016 بالشراكة مع صديقتها لميس بن حارب، قائلة إنها فكرت في خوض مجال الأعمال الحرة، إلا أنها أرادت أن تتمهل قليلاً حتى تستطيع إيجاد المجال الذي يستهويها، خصوصاً بعد انتهاء رسالة الماجستير في «علم السموم» عام 2014.
وأضافت «كنت طبيبة في هيئة الصحة، متخصصة في الطب الباطني، وأردت أن أتعمق في دراسة علم السموم، لذا تركت العمل في الهيئة وتفرغت لعمل الماجستير، وبدأت البحث في مجال الصناعة، ودرست كيفية البدء فيها، وحاولت البحث عن شركات ومنتجات في السوق الطبية لتطويرها، إلى أن التقيت بصديقتي التي أعرفها منذ أيام الدراسة، وتفرقنا مع الزمن».
تطوير مطهرات شخصية قال الشريك في «إيكابيوتيك»، شريف جلال، إنهم يخططون مستقبلاً لتطوير مطهرات شخصية، للاستخدامات اليومية، بحيث تسهم في تقليل الإقبال على المطهرات الكيميائية، والغسول الذي يمكن استخدامه لتعقيم الفم، إضافة إلى إنتاج معقمات للمسابح الشخصية في المنازل، ومعقمات للمركبات، بحيث تقضي على الجراثيم والفيروسات وآثارها في أجهزة التكييف في المركبات، وتالياً تقليل الأمراض. وأشار إلى أنهم يحاولون كذلك إدخال مفهوم تعقيم المطارات، خصوصاً عند مباني القادمين، لتقليل انتقال العدوى من الدول الأخرى، وتعقيم وتطهير المباني الكبيرة، مثل المراكز التجارية، والأسواق، وغيرها. |
وأكملت «التقيت لميس، مصادفة عام 2015، ولم تذكر وقتها أين تعمل ولماذا تخطط، بل كان لقاءً عادياً، وبعد شهر تواصلت معي لميس للمرة الثانية، وحدثتني عن أنها تدرس منتجاً ألمانياً، هي وشريك يدعى شريف جلال»، مضيفة أنها أرادت أن تعرف أكثر عن هذا المنتج قبل أن تبدي رغبتها في المشاركة.
وأوضحت لوتاه أنها اجتمعت مع صديقتها، وقررتا افتتاح شركة لجلب المنتجات التي تطورها الشركة الألمانية الأم، مضيفة «افتتحنا (إيكابيوتيك) في مايو من العام الماضي، بعد دراسة المشروع لمدة ثلاثة أشهر، وبدأنا بستة منتجات متخصصة».
وشرحت أن المنتجات الستة متعلقة بالمعقمات، وهي «أنوسان تي دبيلو»، وهو منتج مختص بتعقيم المياه، والقضاء على الجراثيم والبكتيريا والفيروسات، وتم استخدامه بالتعاون مع بلدية دبي في تطهير بحيرات الحدائق، والمنتج الثاني «أنوسان» الذي يعمل معقماً للأسطح، ومنتج «أنوفيت»، وهو محلول للتعقيم في المجال البيطري، كما يستخدم أنوفيت في تعقيم الحيوانات ومياه الشرب، والأعلاف التي تستخدمها بشكل آمن، ويقضي بشكل كامل على إنفلونزا الطيور.
وتابعت أن المنتج الرابع «أنوسان إيكو» يعمل مزيلاً للروائح، وتعقيم الهواء، ويستطيع المنتج القضاء على العفن بسهولة، والمنتج الخامس «أنوفوود» معقم يستخدم في عمليات الزراعة، وتعقيم الأطعمة، إضافة إلى منتج «أنوسان رويال غرين» لتعقيم مياه الري، خصوصاً أن معظم الجهات تستخدم مياهاً معالجة للري، وينبغي التأكد من خلوها من الجراثيم والفيروسات.وأشارت إلى أن الوقاية في هذه الحالات أفضل من العلاج، إذ إن المنتج يساعد على الوقاية من الأمراض المعدية، ويقضي على البكتيريا في هذه المناطق، وقد يؤدي وجود الجراثيم والفيروسات إلى خسائر فادحة، لذا تحاول إدخال مفهوم جديد في التعقيم الكلي، بدلاً من الاعتماد على التطهير الجزئي في معظم الحالات.
من جانبها، أفادت الشريك المؤسس لـ«إيكابيوتيك»، لميس بن حارب المهيري، بأنهما واجهتا تحديات عدة في البداية لتغيير فكرة الأشخاص عن التعقيم، موضحة أن الناس يعرفون أساليب التعقيم والتطهير، إلا أنهم يجهلون أن البكتيريا والفيروسات بعد فترة من استخدام المنتج ذاته تعود بقوة أكبر، وقد تتسبب في أمراض عدة.
وتابعت أنهم يحاولون القضاء على الفيروسات لكي لا تعود مرة أخرى، مؤكدة «منتجاتنا إماراتية 100%، وتسهم في القضاء على الفيروسات بتكنولوجيا ألمانية عالية، ولا تحوي مواد كيميائية ضارة، إذ إن المنتج 100% صديق للبيئة، لأن 99% من مكوناته ماء، ونسبة معينة من الأملاح التي تتم معالجتها بالشحنات، ويمكن استهلاكه آدمياً، ولا يؤثر في صحة الإنسان، ويقضي على الفيروسات خلال خمس دقائق من استخدامه».
وأوضحت أن بعض هذه المنتجات كانت بالفعل مطوّرة من قبل الشركة الألمانية، لكنهما نجحتا في تطوير منتجات أخرى تتناسب مع السوق الإماراتية، متابعة «لا توجد نساء كثر في الدولة يعملن في مجال الصناعة، لذا أردت أن أثبت أن المرأة الإماراتية تستطيع العمل في كل مجال، مهما كان».
وتابعت المهيري أنها تخصصت في مجال التصميم، وحاصلة على الماجستير في التصميم الصناعي الأخضر، لذا كانت تطلع بصورة أكبر على المنتجات الصديقة للبيئة، وكيف يمكن تطويرها، ما دفعها إلى إنشاء شركتها الخاصة في التغليف باستخدام مواد نباتية خضراء، وبعد سنوات عدة تعرفت إلى شريكها الثالث، شريف جلال، الذي عرّفها بدوره على الشركة الألمانية. وأكدت «أردت أن أدخل إلى مشروع كبير يخدم الدولة، إضافة إلى المشروعات التي أعمل عليها حالياً، لذا سافرت إلى ألمانيا للاطلاع على خطط الشركة الألمانية قبل العودة إلى الدولة، والتواصل مع حصة لافتتاح شركتنا في 2016»، مضيفة أنها إلى جانب كونها صاحبة مشروعات عدة تهتمبالبيئة، فهي ضمن الفريق الاستراتيجي كمستشار لصندوق محمد بن راشد للابتكار، التابع لوزارة المالية.