س . ج عن الزواج
- تقول قارئة: أنا أم لطفلين (4 و7 سنوات)، مشكلتي الخوف والقلق الشديدان عليهما، فأنا أخشى أن يحدث لهما أي مكروه أثناء وجودهما خارج البيت، وحتى داخل البيت أراقبهما بصفة مستمرة، وأعرف أن الأمر مبالغ فيه، وبدأت أشعر بأنه يؤثر في شخصيتيهما، خصوصاً ابني الكبير، الذي بدأ الانطواء، وعدم مصاحبة زملائه في المدرسة، فكيف أقلل من خوفي وقلقي الدائمين؟
-- تجيب المستشارة الأسرية، عائشة الحويدي، بأن خوف الأم على أطفالها شيء غريزي، لكن إذا زاد عن الحد المعقول يتحول إلى خوف مرضي، وقد تلعب شخصية الأم والظروف المحيطة بها دوراً في ازدياد هذا الخوف، لذلك يجب أن نتذكر ونؤمن دائماً وأبداً بأن الله تعالى هو الحافظ، فالإنسان لا يملك دفع الشر، ولا جلب النفع لنفسه، وعلينا أن نتأسى برسول الله، صلى الله عليه وسلم، في تحصين أطفالنا، والدعاء لهم، فالدعاء يرفع البلاء.
حضانة الأم لابنها من أطول الحضانات بين جميع المخلوقات، لكن مع الوقت يجب أن تعامل الأم أبنها على أنه إنسان مستقل، وله أصدقاؤه وحياته الخاصة، وتراقبه عند اللزوم فقط. وترجع الحماية الزائدة والخوف على الأبناء إلى عدم وجود ثقة بالنفس، وعدم القدرة على استمتاع أمهات بحياتهن، بحيث أصبح خوفهن غير المبرر على الأبناء إعلاناً ضمنياً لعدم معرفتهن بكيفية إدارة شؤون حياتهن، بينما نرى الأمهات الناجحات يعطين أبناءهن قدراً من الاستقلالية في اتخاذ القرار.
كما أن معاناة كثير من الأمهات من حالات القلق والخوف تعود إلى العقل الباطن، وما تأثرن به في الصغر، لذلك يجب أن يعلم الآباء والأمهات أن الحماية الزائدة للأولاد خطأ، ينعكس سلباً عليهم، فيحرمهم من تعلم أساليب التكيف مع الحياة ومواجهتها.
وليس من العيب أن يستشير الشخص طبيباً في الأمر، وأخذ رأي المختصين، ليتأكد إن كان في حاجة إلى علاج طبي أم لا، إضافة إلى ذلك يجب على الزوجة أن تحرص على ألا تكون حبيسة أفكارها المقلقة، وأن تمارس تمارين الاسترخاء، لخفض التوتر والقلق لديها، وتنظيم الوقت، وترتيب المهام حسب أولوياتها.
المستشارة الأسرية