بمشاركة 300 من العلماء والمختصين وصنّاع القرار

انطلاق الحوار العالمي للسعادة اليوم

صورة

ينطلق، اليوم، الحوار العالمي للسعادة، الذي يجمع لأول مرة أكثر من 300 من العلماء والمختصين والخبراء وصنّاع القرار، لبحث سبل التأسيس لحوار مستمر وبناء، يهدف إلى تشكيل توجهات عالمية جديدة، تركز على تحقيق السعادة لشعوب العالم، وتبنيها كإطار جديد للتنمية.

محور علم السعادة

يشهد الحوار العالمي للسعادة، عدداً من الجلسات في محور علم السعادة، إذ يقدم أستاذ التاريخ في كلية دارتموث في الولايات المتحدة، دارين مكماهون، لمحة عن تاريخ السعادة في الحياة البشرية، مقدماً إطاراً تاريخياً لارتباطها بالإنسان منذ بداياته الأولى، كحاجة أساسية لا تقل أهمية عن الماء والطعام.

ويعد مكماهون من أبرز علماء التاريخ في العالم، ويشكل كتابه الذي يحمل عنوان «تاريخ السعادة» مرجعاً مهماً لتطور مفهوم ورؤية الإنسان للسعادة على امتداد العصور الماضية.

ويعقد الحوار ضمن الفعاليات الرئيسة للقمة العالمية للحكومات، التي تنطلق بدورتها الخامسة تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، خلال الفترة من 12 حتى 14 فبراير الجاري.

ويركز الحوار العالمي للسعادة على سبل إسعاد أكثر من سبعة مليارات إنسان حول العالم، من خلال طرح 10 موضوعات رئيسة، ضمن أربعة محاور، هي: دور الحكومات في تحقيق السعادة والرفاه، وعلم السعادة، وتصميم واعتماد سياسات السعادة والرفاه، وقياس السعادة، ما يمثل إضافة نوعية لأعمال القمة العالمية للحكومات.

ويجمع الحوار العالمي للسعادة، علماء ومتخصصين وخبراء وممثلي منظمات دولية، لمناقشة المحاور الرئيسة التي تؤثر في سعادة الشعوب ورفاهيتها، ومن بينها الحكومات والسياسات العامة، والإجراءات الفاعلة لتحقيق السعادة، ويستعرض أحدث البحوث والأعمال العلمية الصادرة حول السعادة والرفاه.

وأكدت وزيرة الدولة للسعادة نائب رئيس القمة العالمية للحكومات، عهود بنت خلفان الرومي، أن «أهداف الحوار العالمي للسعادة تنسجم مع رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، التي تؤكد أن (بناء مجتمع إيجابي وسعيد، الوظيفة الأولى للحكومة، والهدف النهائي لعملية التنمية الشاملة المستدامة)».

وقالت: «يهدف الحوار العالمي للسعادة إلى بحث سبل تحقيق التوازن بين التطور التكنولوجي المتسارع والاهتمام بسعادة ورفاه الناس، وربط السعادة بأجندات عمل الحكومات، وتطبيق المفاهيم العلمية للسعادة عملياً، ما ينسجم مع أهداف القمة العالمية للحكومات في تحسين حياة الشعوب».

وأضافت الرومي: «السعادة مطلب إنساني حيوي، وعلم له أسس ومناهج وتطبيقات عملية ومؤشرات للقياس، وسيعمل المشاركون في الحوار العالمي للسعادة على وضع إطار عملي للحكومات، وستشكل مخرجات الحوار أساساً يمكن أن تستند إليه الحكومات في وضع السياسات والبرامج والمبادرات الاقتصادية والاجتماعية الكفيلة بتحقيق هذا الهدف».

وينطلق الحوار العالمي للسعادة بجلسة حوارية حول السعادة كأولوية عمل للحكومات تشارك فيها عهود بنت خلفان الرومي، ووزير الحياة الجديدة في جمهورية الإكوادور، فريدي إهلرز، ووزيرة التنمية والتلاحم المجتمعي في جمهورية سلوفينيا، ألينكا سميركولي، وتديرها الإعلامية بيكي أندرسون من قناة (سي.إن.إن).

وعلى هامش الحوار العالمي للسعادة يلتقي أكثر من 100 عالم وخبير ومختص وخبير في مجال السعادة، ضمن 10 مجموعات عمل، تشكل مجتمعات السعادة العالمية، ويتبادلون الرؤى والتجارب والخبرات، بهدف بناء مجموعات عمل من الخبراء والمختصين في العالم، ليكون بينهم حوار بناء ومستمر، يدعم جهود الدول في تضمين السعادة في أجندة العمل الحكومي، لتحقيق الرفاهية للمجتمعات، ومساعدة المؤسسات على خلق بيئة عمل سعيدة وإيجابية، ومساعدة الأفراد على اختيار السعادة كخيار شخصي في حياتهم.

شخصيات عالمية

وتتضمن قائمة المشاركين في الحوار عدداً من أهم الشخصيات العالمية رفيعة المستوى، من بينهم: رئيس وزراء بوتان، تشيرنغ توبجاي، الذي سيتحدث عن تجربة بلاده في تحقيق السعادة، ومديرة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، هيلين كلارك، التي ستتحدث في كلمة رئيسة عن السعادة في أجندة العالم.

21 جلسة ضمن الحوار

ويشتمل الحوار على 21 جلسة، يشارك فيها 24 متحدثاً، ويتطرق إلى عدد من العناوين الرئيسة كالسياسات العامة، والتعليم، والصحة، والاستدامة، والسعادة المؤسسية، والسعادة الشخصية، والمدن السعيدة، ومستقبل السعادة، وارتباط السعادة بعلم النفس وعلم الأعصاب، وعلم اقتصاديات السعادة، وأحدث البحوث والدراسات العلمية، ويستعرض تجارب رائدة لحكومات ومنظمات دولية في تحقيق السعادة والرفاه.

خبراء عالميون

وتتضمن قائمة المتحدثين، أستاذ علم النفس مدير مركز علم النفس الإيجابي في جامعة بنسلفانيا البروفيسور، مارتن سليغمان، ويحضر فعاليات الحوار المحررون المشاركون في تقرير السعادة العالمي أستاذ الاقتصاد في جامعة كولومبيا المستشار الأول في الأمم المتحدة، البروفيسور جيفري ساكس، والأستاذ الفخري في علم الاقتصاد في جامعة كولومبيا البريطانية، البروفيسور جون هاليول، وأستاذ الاقتصاد في كلية لندن للاقتصاد، اللورد ريتشارد لايرد.

وتتضمن القائمة أيضاً أستاذ علم النفس والإدارة في جامعة كليرمونت في كاليفورنيا، البروفيسور ميهاي تشكزنتميهاي، الذي سيتطرق إلى «نظرية التدفق» وسبل الاستمتاع بالحياة بكل انسيابية.

تصميم واعتماد سياسات

وضمن محور تصميم واعتماد سياسات السعادة يتناول المدير التنفيذي للاقتصاد والسياسة والحوكمة في البنك الأوروبي لإعادة البناء والتنمية، ماتيا روماني، في جلسة بعنوان: «سد فجوة السعادة لتحقيق التنمية»، العلاقة بين السعادة والتنمية، وسبل توفير الظروف التنموية المناسبة لتحقيق السعادة للناس.

ويتحدث رئيس مركز وات وركس للرفاه الاجتماعي في المملكة المتحدة، بول ليتشفيلد، عن مقومات الرفاه، خلال جلسة يسلط فيها الضوء على تجارب رائدة من المملكة المتحدة في هذا المجال. وفي جلسة بعنوان: «بناء قدرات السعادة» يستعرض المنسق العام لتقرير التنمية البشرية في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، رودريغو ماركيز، تجربة جمهورية تشيلي في تحقيق السعادة المجتمعية، من خلال إرساء الأسس وتوفير الممكنات اللازمة وبناء القدرات لإيجاد بيئة مناسبة لتحقيق السعادة.

المدارس السعيدة

ويقدم مدير مكتب منظمة الأمم المتحدة للثقافة والعلم والتربية (يونيسكو) في بانكوك، غوانغ جو كيم ، خلال جلسة ضمن أعمال الحوار رؤيته حول سبل تصميم وتطبيق تجربة المدارس السعيدة، بحيث تشكل أساساً لتنشئة جيل سعيد إيجابي، يسهم في استدامة التجربة البشرية وتنميتها.

محور قياس السعادة

وفي محور قياس السعادة يتحدث عالم النفس والمبتكر ماثيو كيلنغسورث، في جلسة بعنوان: «قِس سعادتك: متى وكيف؟» عن ارتباط مستويات السعادة بالحياة اليومية للإنسان، مستعرضاً ابتكاره في هذا المجال، وهو عبارة عن تطبيق ذكي للهواتف المحمولة يدرس مستويات سعادة الإنسان على مدار اليوم.

تويتر