دراسة: 200 % ارتفاع ملوحة مياه بحيرة زاخر خلال 7 سنوات
أظهرت دراسة نفذتها طالبات في جامعة الإمارات، عن تضاعف ملوحة المياه في بحيرة زاخر بمدينة العين 200%، حيث ارتفعت من 4000 جزء في المليون عام 2009 إلى نحو 12 ألف جزء في المليون 2016، وارتفاع معدلات تركيزات العناصر النادرة والثقيلة، مثل: الحديد والألمنيوم والرصاص والزنك والنيكل، التي تعدت كل المقاييس المحلية والعالمية المعمول بها.
وتفصيلاً، نفذت كلية العلوم في جامعة الإمارات، دراسة حول الظروف الجيوبيئية لبحيرة زاخر وتأثيرها في المناطق المجاورة في مدينة العين، وذلك لدراسة الطفرة التنموية المتسارعة في مدينة العين، وما تبع ذلك من الاحتياجات المائية، لمواكبة عمليات التنمية الزراعية والصناعية والامتدادات العمرانية الجديدة.
وأكد عميد كلية العلوم، الدكتور أحمد مراد، أهمية مشاركة الطلبة في مثل هذه النوعية من الأبحاث، التي تظهر مدى حرص الجامعة على خدمة المجتمع والبيئة، والحفاظ على وجود مجتمع ترفيهي وتنموي خال من الملوّثات، خصوصاً المياه التي تعدّ الشريان الرئيس لعلميات التنمية والازدهار في الدولة.
وشارك في الدراسة عدد من طالبات قسم الجيولوجيا، تحت إشراف أستاذ الجيولوجيا البيئية، الدكتور حسن أرمن، وأستاذ جيولوجيا المياه، الدكتور صابر محمود، وأظهرت نتائج البحث - الذي استمر ثلاثة أشهر - ارتفاعاً ملحوظاً في ملوحة المياه، إضافة إلى الارتفاع الكبير في معدل تركيز العناصر النادرة والثقيلة، مثل: الحديد والألمنيوم والرصاص والزنك والنيك، التي تعدت كل المقاييس المحلية والعالمية المعمول بها، حيث سجل تركيز عنصر الحديد في التربة 3500 جزء في المليون، إضافة إلى ارتفاع تركيز العناصر الكبرى مثل: الصوديوم والبوتاسيوم والمغنسيوم والكالسيوم في عينات المياه، وبشكل أكثر وضوحاً في عينات التربة، حيث سجل عنصر الكالسيوم 8000 جزء في المليون.
وأشارت الدراسة إلى أن التطور العمراني نتج عنه ظهور العديد من البحيرات السطحية في العين، منها بحيرات طبيعية مثل «عين الفايضة»، ومنها اصطناعي مثل «بحيرة المبزرة»، وثالثة نتاج ضخ المياه الجوفية والينابيع مثل «بحيرة زاخر» و«غرب المبزرة».
ولفتت إلى أن ظهور بحيرة زاخر منذ 2003 ونموها السريع وتغيراتها البيئية الملحوظة من عام إلى آخر، يشكل ما يشبه الخطر البيئي على المناطق المجاورة، فضلاً عن تأثيرها في روّادها، من خلال تعاملهم المباشر وغير المباشر مع مياه وتربة وهواء البحيرة.
وفسّرت الدراسة ارتفاع تركيزات العناصر النادرة والثقيلة في مياه البحيرة، بتعدد أنواع المياه السطحية وتحت السطحية، وتعدد مكوناتها الكيميائية، التي تصل الى موقع البحيرة، مثل مياه الصرف الصحي والزراعي والصناعي غير المعالجة، وغير المطابقة للمواصفات البيئية المحلية والعالمية، التي تسببت في ظهور هذه النتائج.
وأكدت الجامعة أن نتائج البحث الطلابي الأولية لفتت نظر القائمين على البحث والمشرفين عليه، بأن يتحول إلى موضوع مشروع بحثي، يشمل تقييماً حقيقياً ودقيقاً لمكونات المياه والتربة كيميائياً وبيولوجياً مع قياس الانبعاثات الغازية والهواء لبحيرة زاخر، ووضع النتائج بين يدي المستخدمين وصناع القرار، لتلافي المخاطر البيئية مستقبلاً، والذي يؤثر سلباً في مكونات المجتمع البيئي الإنسانية والنباتية والحيوانية.