«مبدعو الغد» مبادرة لتشغيل ذوي الإعاقة في الدولة
أطلقت مجموعة استثمار خاص مبادرة لدمج ذوي الإعاقة في قطاع الأعمال في الدولة، عبر تأسيس مصنع «مبدعو الغد» للديكور، الذي يستهدف توظيف 30 شخصاً من ذوي الإعاقة.
وقالت سفيرة الأمم المتحدة للبيئة، صاحبة المبادرة، ناهد الجاسر، إن الخطوة هي ثمرة تعاون بين شركتها المتخصصة في الطباعة على الأقمشة ومصنع الإمارات للديكور، وهي تستهدف تغيير النظرة العامة بأن ذوي الإعاقة لا يمكن الاعتماد عليهم، ويحتاجون إلى المساعدة بشكل دائم.
وأكدت أن «هذه النظرة تتسبب في انعزال ذوي الإعاقة عن المجتمع، وتفاقم حالتهم في بعض الأحيان»، لافتة إلى أهمية دمجهم في عمل فني مع مجموعة من الأصحاء، وإكسابهم خبرات عملية، بمقابل مالي جيد.
وشرحت الجاسر أن «المبادرة تستهدف توظيف 30 من ذوي الإعاقة في المرحلة الأولى، على أن يرتفع العدد مع بدء إنتاج المصنع وزيادة التعاقدات معه»، موضحة أن «المبادرة حددت مقابلاً مالياً جيداً، يساعد ذوي الإعاقة على الاعتماد على أنفسهم، والإنفاق على عائلاتهم في بعض الأحيان، إذ يراوح بين 5000 إلى 6000 درهم شهرياً».
سبب خاص كشفت ناهد الجاسر أن هناك دافعاً خاصاً حفزها على إطلاق مبادرة مصنع «مبدعو الغد»، لافتة إلى أن لها شقيقة صغرى أصيبت بـ«الصرع»، واستغربت من كيفية تعامل المجتمع والمحيطين بها معها، على الرغم من ذكائها الحاد، وقدرتها على إنجاز أعمال عدة. وأكدت الجاسر أن: «حالة شقيقتي شكلت الدافع الرئيس لي للاهتمام بهذه الفئة، وتوفير الدعم اللازم لأفرادها من خلال منحهم الفرصة لإثبات أنفسهم، وتغيير النظرة المجتمعية إليهم». • 60 طلب توظيف تلقتها المبادرة من ذوي إعاقة على مستوى الدولة. |
وتابعت أن «فريق عمل المصنع يضم حالياً حالات إعاقة ذهنية ومتوحدين، تم تدريبهم على العمل، واكتسبوا خبرة سابقة عبر العمل في شركتي للطباعة على الأقمشة، وبعضهم ينفقون على أسرهم».
وأوضحت الجاسر أن المبادرة تلقت 60 طلب عمل من ذوي إعاقة على مستوى الدولة، من جهات مختلفة، شملت مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، ونادي الإمارات للصم، ونادي الثقة للمعاقين، وعدداً من المراكز والمؤسسات المتخصصة في تدريب وتأهيل هذه الفئة.
وقالت إن كلفة توفير المواصلات لفريق عمل المصنع من ذوي الإعاقة هي التحدي الأخير الذي يقف عائقاً أمام بدء العمل والإنتاج، حالياً، إذ يقطن معظم من تم اختيارهم للعمل في الشارقة وعجمان. وبسبب طبيعة حالتهم يجب توفير مواصلات خاصة لهم، لذا يجري حالياً التفاوض مع بعض الجهات المسؤولة عن النقل والمواصلات لتوفير هذه الخدمة بأسعار مقبولة لدعم المبادرة.
وحول طبيعة عمل المصنع وتأهيل ذوي الإعاقة للقيام به، قالت الجاسر إن المصنع متخصص في أعمال الديكور والتشطيبات الداخلية للوحدات السكنية والتجارية، ومنتجات الطباعة ثلاثية الأبعاد، ومن يتم اختيارهم من ذوي الإعاقة للعمل فيه يتم إخضاعهم لدورات تدريب لمدة ثلاثة أشهر بمقابل مالي، يدمجون بعدها مع بقية فريق عمل المصنع من الأصحاء، وذلك لتحقيق هدفين، الأول ضمان تفاعلهم مع أفراد المجتمع بأريحية عالية، والثاني إكسابهم خبرات العمل الفني.
وتابعت أن «المصنع سيضم، ضمن فريق عمله، خبراء تربويين، مختصين في التعامل مع ذوي الإعاقة، للإشراف على تحركهم ونشاطهم داخل نطاق العمل، وتحديد مدى قدرتهم على التفاعل مع بقية الفريق».
ولفتت إلى أن السنوات المقبلة ستشهد تفعيل مبادرات عدة على مستوى القطاع الخاص، تستهدف دعم ذوي الإعاقة وعائلاتهم.