«بورسلي» ينشر الوعي بأهمية البيئة البحرية.. وعبدالله يخوض تحدي الريف الفلسطيني

نجحت مبادرة «صناع الأمل»، التي تندرج ضمن مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، منذ إطلاقها مطلع الشهر الجاري، في اجتذاب عدد كبير من المشاركات من شباب وشابات من مختلف أنحاء العالم العربي، يتطلعون إلى المساهمة في نشر الأمل، وصنع تغيير إيجابي.

وتلقت المبادرة حتى الآن أكثر من 50 ألف قصة أمل من أفراد ومجموعات، لديهم مشروعات ومبادرات، يسعون من خلالها إلى مساعدة الناس وتحسين نوعية الحياة، أو المساهمة في حل بعض التحديات التي تواجهها مجتمعاتهم.

وسعياً لمشاركة الناس هذه القصص كي تكون مصدر إلهام للآخرين، الذين يتطلعون إلى تغيير مجتمعاتهم نحو الأفضل، نستعرض بعض قصص صناع الأمل، التي تفتح نافذة أمل وتفاؤل وإيجابية في عالمنا العربي من المحيط إلى الخليج، منها قصة لشاب كويتي يعمل على توعية الناس بأهمية المحافظة على البيئة البحرية، والثانية لشاب من مدينة نابلس أطلق «تحدي الريف» لتمكين الشباب ذوي الدخل المحدود من بناء منزل، والقصة الثالثة لشابة أسست جمعية تطوعية خيرية ناشطة لمساعدة الغارمات وتأمين الفقراء صحياً.

• يوثق الحياة البحرية بهدف الاستخدامات العلمية

حمد بورسلي.. أصغر غواص كويتي يزور المحيطات

في الكويت تأسس فريق الغوص التابع للمبرة التطوعية البيئية «حماة البحر»، وعمل على توعية الناس بأهمية المحافظة على البيئة البحرية وتشجيع العمل التطوعي من خلال تقديم عروضه الحية للمشروعات البيئية التطوعية الخاصة لطلبة وطالبات المدارس من مختلف المناطق التعليمية في الكويت.

وحمد بورسلي هو أحد أعضاء ومسؤولي الفريق منذ عام 2008، ويعد أصغر غواص كويتي حاصل على رخصة الماستر، ومسؤول فريق الغوص الكويتي التابع للمبادرة التطوعية البيئية «حماة البحر»، ومن خلال هذا الفريق حقق إنجازات عدة، أهمها زيارة أكبر ثلاثة محيطات في العالم (الهادي والأطلسي والهندي)، وغاص في أعماق الهادي لتوثيق مشاهد الحياة البحرية وآثار الحرب العالمية، كما غاص في الأطلسي للغرض ذاته، في حين غاص في الهندي لعمل دراسة عن الصخور الجرانيتية بهدف استخدامها علمياً في أكثر من 100 مدرسة كويتية.

كما يعمل حمد وفريقه، وبشكل دائم، على تنظيف الشواطئ الكويتية وقاع البحر من الملوثات الضارة، وتنظيف الشعاب المرجانية وانتشال القوارب والسفن الغارقة، التي تشكل خطراً على سلامة الممرات والملاحة البحرية، وتمثل تلوثاً للبيئة البحرية.

وحصل الفريق على المركز الأول في جائزة الكويت للإبداع والتميز الشبابي في مجال التطوع بحضور أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد، كما نال الفريق تكريم الأمين العام السابق للأمم المتحدة، بان كي مون، كأفضل فريق تطوعي في العالم.

وأنجز الفريق خلال أكثر من 22 عاماً منذ تأسيسه عشرات المشروعات الناجحة والجادة، التي كان أبرزها مشروع رفع الشباك والمخلفات وانتشال القوارب والقطع البحرية من على الشعاب المرجانية، وإنقاذ الكائنات البحرية، ومشروع تثبيت وصيانة المرابط البحرية في أماكن الشعاب المرجانية، ومشروع بناء المستعمرات الاصطناعية، ومشروع زراعة المرجان، ومشروع رصد حالة الشعاب المرجانية، ومشروع التواصل العالمي، ومشروع حماية البيئة الساحلية وإعادة تأهيلها، والمشروع التوعوي البيئي الثقافي، ومشروع توثيق البيئة البحرية الكويتية، ومشروع كويت تيوب ومشروع الإصدارات والمطبوعات وإنتاج المواد المصورة حول البيئة البحرية.

وتمثل عضوية هذا الفريق شرفاً لحمد بورسلي، ومنجزاته الفردية تمثل انعكاساً لجودة الفريق وتميزه، وكلاهما ينشر الوعي بأهمية التطوع لصون البحار والمحيطات.

وتعد حماية البيئة البحرية واجباً إنسانياً لا يقل في أهميته عن حماية الحياة البرية، بل قد تتجاوزها في الأهمية، لأننا نعيش على كوكب ثلاثة أرباعه ماء، وقد لا يفطن البعض لأهمية حماية الحياة البحرية إلا متأخراً.

حمد دأب على تنظيف الشواطئ الكويتية وقاع البحر من الملوثات الضارة. من المصدر

• «تحدي الريف» تبني أكثر من 750 منزلاً وسط حصار الاستيطان

أمين عبدالله.. يبني بيوت الشباب الفلسطيني من ذوي الدخل المحدود

أمين عبدالله، ابن مدينة نابلس، أطلق «تحدي الريف» المبادرة المتخصصة لتمكين الشباب ذوي الدخل المحدود من بناء منزل، بما تيسر من سيولة نقدية، يستكمل أقساطه لاحقاً دون فوائد إضافية.

وعمل عبدالله لدى صندوق الاستثمار الفلسطيني لمدة 18 عاماً براتب مرتفع، وقدم استقالته في عام 2013، آخذاً مدخرات عمله ومتوجهاً نحو الريف المحاصر بالاستيطان، حيث بادر بتأسيس شركة خدمات إنشائية تهدف لتوفير فرص عمل وتحقيق حلم الشباب بتوفير سكن لائق وبأقل كلفة وبتقسيط ميسر.

وبنى عبدالله، من خلال مبادرته، أكثر من 750 منزلاً، وعلى الرغم من أنه واجه عدداً من التحديات منها نقص السيولة، وعدم التزام البعض بالسداد والإمكانات المحدودة، إلى جانب كون الحياة في منطقة محاصرة بالاستيطان والاستثمار فيها أمراً محفوفاً بالمخاطر، إلا أنه لم يتوقف.

وتخطى عبدالله تلك الصعوبات بفضل إصراره وإيمانه بحق الشباب وقدراتهم على إيجاد الحلول العملية في أصعب الظروف، ونجح في مد جسور الثقة مع الموردين والحفاظ على انتماء طاقم العمل.

ومن خلال المبادرة، نجح عبدالله ورفاقه في تحقيق حلم العديد من الشباب ودعم مؤسسات المجتمع المحلي كالمدارس، من خلال منح مالية وتسديد أقساط بعض طلبة الجامعات من المتعثرين، إلى جانب ما وفرته المبادرة من توظيف أكثر من 150 شخصاً.

الشركة التي أسسها عبدالله تهدف إلى تحقيق حلم الشباب بسكن لائق وبأقل كلفة وأقساط ميسرة. من المصدر

تهدفان إلى تمكين الغارمات وتأمين الفقراء صحياً

«محبة الخير» تطلق مبادرتين تساندان مئات الأسر السودانية

 

سارة كمال الدين، شابة سودانية، تهوى التطوع وتعشق مساعدة الآخرين. بدأت مسيرتها التطوعية خلال فترة دراستها في كلية الصيدلة بجامعة الأحفاد للبنات. وأسست بالتعاون مع مجموعة من زميلاتها الطالبات جمعية «محبة الخير»، وهي جمعية تطوعية خيرية ناشطة في برامج الجامعة المختلفة، وللجمعية مبادرتان رئيستان: الأولى بعنوان «الغارمات»، وتحت شعار «تسوق وتصدق»، وجاءت فكرتها بعد زيارة لسجن دار التائبات.

وتهدف المبادرة إلى إطلاق سراح نساء غارمات بالدعم المالي، أو من خلال التمكين المهني، حيث لاحظت الجمعية لدى زيارتها السجن بأن بعض السجينات يقمن بعمل مشغولات يدوية (شنط، وإكسسوارات، وأدوات منزلية)، لكن التحدي كان بعدم تخطي تلك المنتجات نطاق السجن، من هنا جاءت فكرة تسويق تلك المنتجات عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي لتدر عائداً مالياً يمثل باب رزق للسجينات يمكنهن من توفير دخل ثابت لهن ولأسرهن خارج السجن.

وامتد نطاق تسويق المبادرة خارج منصات التواصل الاجتماعي، إذ نفذت سارة وزملاؤها العديد من المعارض للمنتجات اليدوية، التي صنعتها الغارمات، وشهدت تلك المعارض إقبالاً كبيراً نظراً لتنفيذها في مواقع ذات جماهيرية عالية إلى جانب أحداث مهمة كـ«أسبوع المرأة».

ولم تنته المبادرة عند هذا الحد، بل ذهبت إلى إنشاء مشغل للمنتجات اليدوية، ليستوعب السجينات اللاتي تم إطلاق سراحهن بما يحقق النتائج التي تستهدف الجمعية الوصول إليها، وهي توفير مصدر دخل للسجينات، وتشجيع الصناعة المحلية، والمساهمة في تحسين الاقتصاد المحلي، وأخيراً التقليل من آثار الجريمة عن طريق استيعاب السجينات في مشاريع منتجة. وتمنح الجمعية السجينات نسبة 70% من أرباح المبيعات، في حين يذهب الجزء المتبقي من الأرباح لدعم التأمين الصحي للأسر الفقيرة، وهي المبادرة الثانية للجمعية «التأمين الصحي للأسر»، والتي تقوم على استقطاب التبرعات لعون الأسر المحتاجة بما يقارب 480 جنيها سودانيا للأسرة الواحدة سنوياً، ويعمل البرنامج على كفالة العلاج لجميع أفراد الأسرة أياً كان عددها، وتوفير مقابلة الطبيب العمومي والاختصاصي، وتوفير الفحوص المعملية والتشخيصية، كما يوفر إمكانية إقامة العمليات الجراحية وعمليات العيون.

سارة كمال الدين وزميلاتها مثال للشباب العربي النابض بالحيوية والأمل، شباب لم يستسلم لواقع تحده الآلام وتكتنفه التحديات، فالأمل لديهم أقوى وأكبر من أن يحجمه أي أزمات. وسارة مستمرة في تفاعلها مع المجتمع، وجمعية محبة الخيرية مستمرة في عطائها الذي لا ينضب نحو تمكين النساء في المجتمع السوداني.

مبادرة الغارمات أطلقت تحت شعار «تسوق وتصدق». من المصدر

الأكثر مشاركة