س . ج عن الزواج

تقول قارئة: أنا متزوجة ولدي ثلاثة أطفال، ومشكلتي تتمثل في زوجي، فهو عصبي وعنيف مع أبنائنا. تحدثت إليه كي يسعى لتغيير طريقة معاملته، لكنه لا يستمع إلي، ويعتبرها الطريقة الأمثل لتربية الأبناء، إنني مؤمنة بأن التربية لا تكون بالعنف والضرب، وأرى نتيجة هذا العنف على أطفالي، حيث إنهم أصبحوا أكثر عناداً، كما أنهم أصبحوا يكذبون خوفاً من عقاب والدهم، فهل الضرب والعنف وسيلة تفاهم مع الأبناء؟ ماذا أفعل كي أجعل زوجي يقلل من قسوته على أبنائنا، وهل الانفصال حل لهذه المشكلة؟

تجيب المستشارة الأسرية عائشة الحويدي:

من الضروري أن يكون لدى الأزواج ثقافة عن كيفية التعامل مع الأطفال وتقويم سلوكهم، وأن يكون لديهم معرفة بأساليب التعامل مع سلوكيات الطفولة المليئة بالعفويّة والبراءة، والنظر لتلك السلوكيات بعدسة التصغير لا التكبير، وألا يعظموا ما يقوم به أطفالهم من أخطاء سلوكية، ولا ينظروا لها على أنها مشكلات ومتاعب غير قابلة للتعديل، ولا يمكن التحكم بها، حتى يتمكنوا من علاجها، إضافة إلى أنه لابد من النظر إليها على أنها أخطاء طبيعية لمرحلة عمرية معينة، تحتاج إلى التوجيه ببساطة، وبطرق علاجية تربوية غير معقدة، وأن حلها يحتاج إلى الوقت والعناية وأدائها من دون عصبية.

ومثل هؤلاء الأزواج يجب التعامل معهم بالسَّكينة والهدوء، وإبعادهم عن الغضب، والحديث معهم عن هذه السلوكيات في أوقات صفائهم.

كما يجب تذكيرهم بخطورة التعامل بعنف مع الأطفال، وما قد يسببه من مشكلات هي أكبر بكثير من أخطائهم، وأن ضرب الطفل يعد اعتداء عليه، خصوصاً أنه ضعيف، ولا يستطيع أن يدافع عن نفسه.

كما أن الانفصال لا يعتبر بأي شكل من الأشكال حلاً للمشكلة، خصوصاً أن ضرر الانفصال على الأبناء يكون كبيراً، فتفريق الأسرة، وتربية الأبناء بعيداً عن أحد الوالدين، وفقدان الجو الأسري الملائم، تترتب عليها أضرار أكبر بكثير من الأضرار والمساوئ الناتجة عن قسوة أحد الأبوين على الأبناء.

المستشارة الأسرية

 

تويتر