أطلق مؤسسة «حياة» لدعم أصحاب الهمم نفسياً وبدنياً في مصر
حادث سير لـ «شاهين» يفتح أبواب الأمل لفاقدي الأطراف
يكفي أن تسير في الرواق الرئيس لمؤسسة «حياة» لذوي الإعاقة حتى تنتابك مشاعر التفاؤل، وتستمد طاقةً إيجابيةً من كل صورة وقصة نجاح معلقة على جدران المؤسسة، تعطيك أملاً أن الحياة لا تتوقف عند مشكلة مهما كان تأثيرها، ولا تتراجع أمام تحدٍّ مهما عظم أمره، فالأمل سلاح قوي بيد الراغبين في ترك بصمة نجاح بسجل البشرية.
المهندس شريف شاهين، المؤسس والمدير التنفيذي لمؤسسة «حياة» لذوي الإعاقة في مصر، يمثل قصة كفاح ونجاح ملهمة لكل طفل وشاب في بلده، وفي عموم المنطقة.
فعندما كان طفلاً رضيعاً لم يتم عامه الثاني بُترت ساق شريف من فوق الركبة في حادث سير أليم، ليعيش طفولته متأقلماً مع حالة العجز التي أصابته، لكنه أصر على التمسك بالحياة، وجعل مصابه حافزاً للتقدم والنجاح.
وتلك الحادثة جعلت شريف أقدر على الإحساس بمعاناة فاقدي الأطراف، خصوصاً بعد تخرّجه في كلية الهندسة، إذ وجد صعوبةً في إيجاد وظيفة في مجاله كمهندس، كون معظم الوظائف المتاحة خارجية، وتحتاج إلى قوة بدنية.
فعمل لمدة ثماني سنوات بجامعة المنصورة في مجال البرمجة، قبل أن يتمكن من استخدام مدخراته لتأسيس مشروعه الخاص الهادف لدعم ذوي الإعاقة نفسياً وبدنياً، مستنداً إلى قناعة بضرورة دعم فاقدي الأطراف، كي يتمكنوا من مواصلة حياتهم، واستكشاف قدراتهم الخاصة التي تفيد المجتمع، وتسهم في تطوره.
ويقدم شريف حالياً، من خلال مؤسسة «حياة»، الفحوص والاستشارات لفاقدي الأطراف مجاناً، كما يجمع التبرعات للذين لا يستطيعون تحمل الكلفة لشراء الأطراف الاصطناعية، في حين يدفع المقتدرون قيمة الطرف الاصطناعي، وهذا هو عنصر استمرار المشروع لمساعدة المحتاجين.
ولتطوير نشاط مؤسسته، صمم شريف برنامجاً خاصاً لمتابعة الحالات عبر الهاتف وموقع «فيس بوك» للتواصل الاجتماعي، وتوفير مواعيد الصيانة الدورية للأطراف الاصطناعية، كما ينظم حالياً قوافل طبية للكشف عن حالات الإعاقة البدنية، ويعمل على ربطها بوزارة الصحة لمتابعتها.
ويعمل مع شريف في «حياة» أكثر من 20 طبيباً واختصاصياً، إلى جانب خمسة متطوعين، أسهموا جميعاً في دعم أكثر من 1500 شخص، عبر تزويدهم بالأطراف الاصطناعية بصورة مباشرة.
وفي اليوم العالمي لذوي الإعاقة، الذي يحل في ديسمبر من كل عام، ينظم شريف مجموعة من الفعاليات السنوية الهادفة إلى اكتشاف مواهب ذوي الإعاقة، أطلق عليها اسم «حياة غوت تالنت»، حيث تسعى الفعالية إلى دعم فاقدي الأطراف، وتمكينهم من ممارسة هوايات متعددة كالفنون المسرحية والغناء وكتابة الشعر وإلقائه، إلى جانب تنظيم ماراثون «قادرين» بالأطراف الاصطناعية والكراسي المتحركة، كما يتخلل الفعالية توفير صيانة مجانية للأطراف الاصطناعية.
وانطلق شريف من معاناته، التي وجد فيها مصدر إلهام، ليسهم في تحويل الإعاقة من حاجز إلى معول، يسهم في بناء الوطن.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news