الدخيل: الحوار الحضاري ليس مسؤولية الحكام وحدهم

أفاد المدير العام لقناة العربية، تركي الدخيل، بأن الحوار الحضاري المنشود ليس مسؤولية الحكام والسياسين وحدهم بل على النخب الثقافية والمجتمع مسؤولية في ترسيخ قيم التعدد وقبول الآخر، ونبذ العنف والتخلص من التعصب والمذهبية والقبيلة.

وأوضح في جلسة بعنوان «حوار الحضارات» أن الحوار الحضاري ليس غاية في ذاته إنما وسيلة لتحقيق تفاهمات كبرى وقرار السلام بين الأطراف المختلفة، متابعاً أن الشرق الأوسط يعج بالصراعات السياسية والفكرية، وبها أزمات أمنية مختلفة، والحوار المنشود هو الذي يخرجها من مشكلاتها ويؤسس لعهد جديد من الاستقرار والأمن والتنمية واحترام القانون، لافتاً إلى أن الحوار الحضاري لا يمكن تحقيقه من دون وجود قابلية لدى كل طرف لأن يعترف للآخر بحق الوجود بالمقدار نفسه الذي يراه لذاته، وكما ذكر مالكوم اكس «أحترم حق كل إنسان في الاقتناع بما يقوده إليه عقله، وفي الوقت ذاته أتوقع من الآخرين أن يعترفوا بحقي».

وأضاف أن الحوار الثقافي يقوم على التفاعل بين البشر بمكوناتهم الاجتماعية والدينية والسياسية للتوصل إلى قيم مشتركة.

وتابع: «من شروط نجاح الحوار الحضاري الإيمان بالتعدد في وجهات النظر المختلفة وتقبلها، وعدم وجود أفكار مسبقة عن الطرف الآخر للحوار حتى نشعر بقيمة اكتشافه فكرياً وثقافياً أثناء الحوار معه، إلى جانب البعد عن العصبية والقطعية، وأيضاً الإيمان بالحق في الاختلاف».

وأشار إلى أن فكرة حوار الحضارات قائمة على طرح للمفكر الفرنسي روجيه جارنوي دعا فيه الحضارة الغربية إلى ترك التعالي على بقية الحضارات، لافتاً إلى أنه في عام 2001 أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار رقم 53/‏‏‏‏‏22، وأعلنته عاماً للحوار بين الحضارات، وبهذا تكون قد دشنت عاماً للحوار.

وحدد معوقات الحوار في تلاشي نظرية المؤامرة وتبني نظرية الاستثمار، موضحاً أن المشترك الإنساني القائم على الانتماء للحضارة الإسلامية والعربية يعزز ثقافة السلام والتسامح وقبول الآخر من خلال الأخذ بزمام المبادرة، وفق رؤية استراتيجية تسهم في ترجمة الحوار لمشروع فاعل، فالحوار يعمل مع المشترك الإنساني ويتجاوز الفجوات المؤقتة، مشيراً إلى أن حوار الحضارات وقبول ثقافة الآخر المختلف لا يعني بالضرورة التطابق معها أو الانصهار فيها، إذ إن ثقافة الحوار هي ثقافة كونية إنسانية تعكس ثراء الوجود وتنوع الفكر الإنساني.

ولفت الدخيل إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي تعد وسائل وأدوات أساسية في تكوين وجهات النظر والرأي العام، فضلاً عن أنها منتجات حداثية المنشأ، إلا أنها استخدمت بشكل أصولي لنشر الطائفية والكراهية، معتبراً أنها تعتمد على عقلية مستخدمها، فهو من يحدد وجهتها بين التواصل والصراع، وتوجد فيها حسابات لفاعلين سلبيين ينشرون الإحباط والعنف.

الأكثر مشاركة