ضياء رشوان: «الإرهاب» ظاهرة إعلامية

عزا متحدثون في جلسة «الأمل في مكافحة الإرهاب» ضمن فعاليات اليوم الثاني من منتدى الإعلام العربي، قدرة الجماعات الإرهابية والإسلامية المتطرفة على الانتشار واجتذاب الشباب لها، إلى مساندة وسائل إعلام عدة لها، سواء بالدعم المباشر، كون هذه الوسائل تتبع بعض أصحاب المصالح، أو بنشر رسالتها بحجة السبق الصحافي، والتحدث حولها وتناولها من دون وعي ومعرفة كاملة بها.

وقال مدير معهد الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، ضياء الدين رشوان، إن الإرهاب ظاهرة إعلامية في الأساس، موضحاً أن ما تقوم به الجماعات المتطرفة إجرام وقتل، تأتي بعده مهمة التخويف ونشر الرعب في قلوب الجمهور عبر استخدام وسائل إعلام مختلفة، وهذا هو التوصيف الحقيقي للإرهاب.

وأوضح أن وسائل إعلام عدة خدمت هدف الجماعات المتطرفة، سواء بالدعم المباشر كون ملكيتها ودعمها المالي يعودان لأصحاب مصالح، أو بشكل غير مباشر عبر حجة السبق الصحافي، إذ بادرت وسائل عدة إلى نشر رسالة هذه الجماعات، وتناولتها في برامج وموضوعات عدة من دون استراتيجية مقاومة واضحة لها، أو وعي ومعرفة كاملة لمن يتناولونها ويتحدثون حولها، ما خدم في نهاية المطاف أهداف هذه الجماعات.

وربط رشوان بين الأمل في مكافحة الإرهاب (فكراً وفعلاً)، وبين ذكر الحقائق، والشفافية في تناوله وعرضه على الجمهور، لافتاً إلى ضرورة توعية الجمهور بالفارق الكبير بين الدولة وبين النظام السياسي.

وتابع أن إشكالية الخلط بين مفهوم الدولة والنظام السياسي الذي يحكمها، هي الوسيلة الأهم التي تلعب عليها التيارات الإسلامية المتطرفة ذات الأهداف السياسية، وظهر هذا واضحاً في طريقة استغلالها لثورات الربيع العربي.

وشدد على ضرورة أن يلعب الإعلام دوراً توعوياً في حث الجمهور على الحفاظ على الدولة ككيان قائم، بعيداً عن مقاومة أي نظام سياسي ظالم أو متطرف.

وحول تجديد الخطاب الديني، أوضح رشوان أن كتب التراث الإسلامي موجودة منذ عقود طويلة، ولم يتم استدعاؤها واستغلال النصوص فيها بالطريقة المتطرفة إلا عند وجود جماعات ذات مصالح وأهداف، ووجود أشخاص قادرين على الإقناع، والتلاعب بالنص وتوظيفه، لذا فكرة هدم التراث الإسلامي لا داعي لها، وإنما الأهم هو التصدي لمن يستغلونه بشكل خاطئ.

وبدوره، قال الكاتب والإعلامي السعودي، عبدالعزيز الخميس، إن وسائل إعلام عدة دعمت الحركات المتطرفة وما تقوم به، خصوصاً خلال ثورات الربيع العربي، وظهر هذا واضحاً في القضية السورية وتوصيفها لما يقوم به فصيل إرهابي، بأنه ثورة عادلة لرد الحقوق الاجتماعية لأصحابها، ما أوجد لهم ظهيراً جماهيرياً.

وتوقع رشوان والخميس أن تشهد السنوات المقبلة نهاية للحركات المتطرفة.

الأكثر مشاركة