علي جابر: الإنترنت فتح أبواب الخطر
أفاد مدير عام قناة «إم بي سي»، علي جابر، بأن الإنترنت فتح أبواب عالم خطر مليء بالأخبار الكاذبة والشائعات التي أصبحت تتمدد وتنتشر كما النار في الهشيم، لافتاً إلى أن وسائل الإعلام التقليدية مثل الصحف والقنوات التلفزيونية والإذاعة، أسهمت في نشر أخبار مغلوطة بسبب نقص مردودها المالي من عائدات الإعلان وانخفاض نسبة المشاهدة والقراءة، ومحاولاتها اليائسة لمواكبة العالم الافتراضي، ما جعلها تلعب دوراً رئيساً في نشر المحتوى الإخباري المشكوك فيه، من دون التأكد من حقيقته، في محاولة يائسة منها لتحقيق سبق صحافي والبقاء في المنافسة، مع استهتار هذه الوسائل بالتحقق من الأخبار.
وأوضح في جلسة بعنوان «أين الإعلام» في اليوم الثاني لمنتدى الإعلام العربي الـ16، أن كلمات مثل «ما بعد الحقيقة» و«الأخبار المزورة» و«الحقائق البديلة» أضحت تعبر عن واقع إعلامنا الحالي، مؤكداً أنه لا توجد حقائق بديلة عن الحقيقة الجوهرية في واقعنا الصحافي الحاضر، متسائلاً هل أصبحت الحقيقة صفة مطلقة أم نسبية يمكن قياسها بنسبة محددة، هذه النظرة على الإعلام الذي نعيشه من منظورنا الفكري تجاه الأمور السياسية، أصبحت مهمة وتترجم على الأرض، فالأخبار المغلوطة والحقائق البديلة وما بعد الحقيقة مبادئ أثرت في الخطاب الإعلامي وفي نتيجته السياسية عبر ظاهرتين كبيرتين حدثتا في العالم، هما خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وانتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة الأميركية.
ورأى أن مصطلحَي ما بعد الحقيقة والحقيقة البديلة أثرا في الواقع السياسي وأنتجا واقعاً خطراً، وعرض ثلاثة أخبار مزورة أو مغلوطة، الأول يشير إلى أن المملكة المتحدة دفعت 350 مليون جنيه للاتحاد الأوروبي، وهو خبر مغلوط للتشجيع على الخروج من الاتحاد، والثاني الذي تداولته وسائل الإعلام العالمية تصريح لترامب بأن حاضري خطاب التنصيب الخاص به فاق عدد الأشخاص الذين حضروا أي خطاب تنصيب منذ الرئيس الأميركي السابق، رونالد ريغان، وهذا ما تداولته وسائل الإعلام من دون الرجوع لأي منطقية، والثالث روج له قادة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وهو لطوابير من الأشخاص وصفوهم بالمهاجرين ينتظرون دورهم للدخول إلى إنجلترا، وذلك من أجل تخويف الشعب البريطاني من فيضان المهاجرين القادم إليهم، بينما الصورة في الحقيقة للشعب الهنغاري ولا علاقة للأمر بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وقال جابر إن «تكنولوجيا الإنترنت» نشرت طوفاناً من الأخبار، بعضها صحيح والآخر خاطئ، مشيراً إلى أن الأخبار المغلوطة أصبحت تنتشر على الإنترنت ويصدقها ويتشارك فيها مجموعة من الأشخاص في شبكة واحدة يثقون ببعضهم بعضاً أكثر من ثقتهم بأي وسيلة إعلامية أخرى، وهذا هو نموذج إعلامنا الحالي، فالأخبار المغلوطة أصبحت ترتدي طابع الحقيقة بغض النظر عن أي دليل حسي يعارضه، بسبب ثقة الأشخاص في الشبكة أو الحساب ببعضهم بعضاً، ولأن منطق الأخبار المغلوطة يتناسب ظاهرياً مع المعتقدات التي يؤمن بها هؤلاء الأشخاص الذين يصدقونها.
ولفت جابر إلى أنه نتيجة فقدان الصدقية اتجه أشخاص للبحث عن بدائل وجهات يثقون بالمنطق الذي تقدمه لهم من أخبار، فالخلط بين الأكاذيب والشائعات من جهة وبين الحقائق من جهة أخرى، تأجج، خصوصاً بعد نشرها من دون رقيب وحسيب عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وفي بحث حديث أجرته إحدى الشركات الأميركية المتخصصة نتج عنه أن ثلثي الأميركيين يحصلون على أخبارهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي.