81 % من الأميركيين لا يعرفون موقع العالم العربي

الإعلام قادر على تصحيح الصورة المغلوطة عن العرب

صورة

أفاد مشاركون في جلسة «حال صورة العرب» بإمكانية تغيير الصورة السلبية عن المنطقة العربية التي ارتبطت خلال السنوات الأخيرة بالإرهاب والعنف والتطرف وكراهية الآخر، مؤكدين أن دور الإعلام بالتوازي مع البرامج الحكومية، أساسي وفاعل في عملية تصحيح المفاهيم الخاطئة عن العرب وتصحيح الصورة المغلوطة.

ناقشت الجلسة السبل الممكنة لتحسين صورة العرب والدور الذي ممكن أن يلعبه الإعلام في تغيير الآراء المسبقة المغلوطة عن العرب والبلدان العربية، بمشاركة كل من المدير التنفيذي لمعهد الدبلوماسية الثقافية، مارك دونفريد، ومراسلة محطة «سي ان بي سي» في الشرق الأوسط، هادلي جامبل، والمتحدث باسم الخارجية الأميركية للشرق الأوسط والخليج العربي، ناثان تك، وأدار الجلسة رئيس تحرير صحيفة العرب نيوز، فيصل عباس.

واستهلت الجلسة نتائج استطلاع أجراه مركز «يوغوف» للتعرف إلى مستوى معرفة الأميركيين بحال العرب، التي أظهرت أن 81% من الأميركيين الذين شاركوا في الاستطلاع لا يعرفون أين يقع العالم العربي، و21% منهم يعرفون أن بلاد «علاء الدين» أي بلاد العرب بلاد حقيقية، و65% يعرفون القليل من المعلومات عن العرب وبلدانهم، فيما عبر 38% منهم عن عدم رغبتهم نهائياً في معرفة أية معلومات إضافية عن العالم العربي.

ورأى مارك دونفريد أن الوقت ليس متأخراً لتصحيح صورة العرب في الولايات المتحدة والغرب، مشيراً إلى تجربة ألمانيا التي ساءت صورتها بعد الحرب العالمية، والتي استطاعت عبر السنوات الماضية رسم صورة مغايرة وإيجابية عبر بناء الثقة مع العالم من خلال علاقات دبلوماسية ناجحة وعلاقات تعاون اقتصادية وسياسة خارجية متوازنة، مؤكداً أنه بإمكان العرب أن يتخذوا من ألمانيا مثالاً على اتباع منهجية متسقة باستخدام مختلف القنوات لتغيير الصور السلبية عن العرب.

وعن دور الإعلام في نقل الصورة الحقيقية للعرب، أكد دونفريد أن 52% من الأميركيين يرون أن وسائل الإعلام مؤثرة في تزييف الحقيقة وعدم مساعدة الأميركيين على التعرف إلى العرب بموضوعية.

من جهته، قال ناثان تك، إن تاريخ العلاقات بين العرب والولايات المتحدة يعود إلى زمن الاستقلال الأميركي، وإن دول شمال إفريقيا كانت من البلدان التي أسست علاقات مع أميركا بعد الاستقلال.

وأضاف أن الحكومات الأميركية مهتمة بالتعرف إلى المحتوى الثقافي للعالم العربي، والسفر إليه للتعرف إلى شعبه وتعلم لغته، بدليل تأسيس كثير من المنارات العلمية منذ منتصف القرن الماضي حين أنشئت الجامعة الأميركية في بيروت، مشيراً إلى أنه حان الوقت لأن تقوم الحكومات العربية بخطوات مبتكرة وجريئة، من أجل جذب الأميركيين مجدداً للتعرف إلى المحتوى الثقافي الثري للشعوب والبلدان العربية.

من جهتها، أكدت هادلي جامبل، أن جهل الأميركيين بأحوال العرب لا يتعلق بمؤامرة، بقدر ما يتصل بقصور في نظام التعليم في المدارس الذي لا يعي أهمية أن يستنير الأميركيون بالتعرف إلى ثقافات وبلدان خارج نطاق حدودها الجغرافية.

وجزمت جامبل بأن الإعلام يمكنه لعب دور مؤثر في تصحيح الآراء المسبقة عن العرب، وتقريب وجهات النظر بين الشعبين الأميركي والعربي، في حال سمح صناع القرار للصحافيين بأن يتعرفوا إلى القضايا بتفاصيلها وعمقها، بدلاً من أن يحددوا لهم المعلومات عن أهم الموضوعات بعناوين مختصرة.

تويتر