«فاطمة».. «صاحبة همّة» تتحدى إعاقتها بـ «الكاميرا» والتطوع
«مهام التصوير التطوعية» هو المجال الذي اختارته المواطنة، فاطمة سبيل، وسيلةً لتوظيف طاقتها في خدمة المجتمع، وتحدي ما لحق بها في سن مبكرة من إعاقة سمعية وفقد النطق، إثر إصابتها بمرض أدى إلى ارتفاع درجة حرارتها.
ودأبت الجهات المنظمة للفعاليات التطوعية على دعوة (سبيل)، التي تحرص على أن تكون من أوائل الحضور، حيث تجول بين الجمهور وتتواصل معه لالتقاط أفضل الصور، وتالياً تسلمها إلى الجهة المنظمة.
وقالت (سبيل) لـ«الإمارات اليوم»، عبر تطبيق «واتس أب»، إنها «بعد أن أنهت الثانوية العامة في إحدى المدارس المخصصة لأصحاب الهمم (ذوي الإعاقة)، قبل أكثر من ثمانية أعوام، التحقت بدورات عدة بمعاهد متخصصة في مجال التصوير، ثم عملت في قسم الجودة بإحدى الجهات الحكومية، وأظهرت تميزاً ملحوظاً وفق تقييم مسؤوليها في العمل».
وأضافت: «بعد أن طورت مهاراتي في التصوير قررت توظيفها في مجال العمل التطوعي، لذا التحقت بالبرنامج التطوعي الاجتماعي (تكاتف)، الذي أتاح لي المشاركة في تصوير مناسبات مجتمعية ورسمية عدة، ما أشعرني بسعادة غامرة كوني أشارك في أعمال تساعد الآخرين، وعزز بداخلي انتمائي للمجتمع، وأثبت أني قادرة على خدمة الوطن، وتعزز نجاحي حين نلت 10 جوائز في التصوير».
وذكرت أن مشاركاتها في الأعمال التطوعية تُشعرها بالمسؤولية وبسعادة غامرة كونها تنجز عملاً يزرع الابتسامة على وجوه الآخرين، ويعزز بداخلها انتماءها لمحيطها.
وتابعت (سبيل)، التي تعمل مصورة في موقع «الفنر نيوز» الإخباري، أن «التصوير الصحافي أتاح لها فرصة العمل الميداني الحر الذي تلتقي فيه بفئات مختلفة من المجتمع، وتتخاطب معها بلغة الكاميرا والصورة، فضلاً عن أنه أتاح لها تكوين صداقات وعلاقات اجتماعية جعلتها تتحدى إعاقتها وتشعرها بأنها فرد مبدع ومعطاء».
وقالت: «عملي في موقع إخباري أكسبني الثقة بنفسي، وأعطاني مهارة التصوير الإبداعي الحرّ، فأنا منذ الصغر أفضّل الاعتماد على نفسي، ولا أحب أن أكون عالة على المجتمع، ما جعلني أصرّ على دخول سوق العمل لإثبات ذاتي وقدراتي الوظيفية، والإسهام في نهضة وطني، مثل أي مواطن يعيش في هذه الدولة»، موضحة أن «المحيطين بها، سواء من أهل أو أصدقاء أو زملاء، يشجعونها على مواصلة تحقيق طموحها بشكل دائم».
وتجمع (سبيل)، إلى جانب مهارة التصوير، بين صناعات يدوية عدة، منها الحياكة، خصوصاً حياكة «الكروشيه»، وتتقن الرسم على المباخر الفخارية، وصناعة ربطات مختلفة الأشكال للشعر.