قصص تلهم الآخرين تغيير المجتمعات نحو الأفضل

«المليون حلم».. و«سينما جوالة».. و«القلـوب الصغيرة» نافذة أمل في عالمنـاالـعربي

نجحت مبادرة «صناع الأمل»، منذ إطلاقها مطلع مارس الماضي، في اجتذاب عدد كبير من المشاركات من شباب وشابات من مختلف أنحاء العالم العربي، يتطلعون إلى المساهمة في نشر الأمل، وصنع تغيير إيجابي. وتلقت مبادرة «صناع الأمل» أكثر من 65 ألف قصة أمل من أفراد ومجموعات، لديهم مشروعات ومبادرات، يسعون من خلالها إلى مساعدة الناس، وتحسين نوعية الحياة، أو المساهمة في حل بعض التحديات التي تواجهها مجتمعاتهم.

وسعياً لمشاركة الناس هذه القصص كي تكون مصدر إلهام للآخرين الذين يتطلعون إلى تغيير مجتمعاتهم نحو الأفضل، تستعرض المبادرة بعض قصص صناع الأمل، التي تفتح نافذة أمل وتفاؤل وإيجابية في عالمنا العربي من المحيط إلى الخليج.


5000 جنيه توفر حياة كريمة لأسر فقيرة

بسبب 5000 جنيه مصري فقط، تبدلت حياة «أم فاطمة»، وهي أرملة تعاني ظروفاً صحية وحياتية صعبة، حيث بات لديها محل بقالة صغير، يوفر لها ما يكفي من الدخل الذي يضمن لها ولأسرتها حياة مستورة، والفضل في ذلك يعود إلى الشاب محمد ناصر، وهو مهندس طموح، حيث سمع بمعاناة «أم فاطمة» وما تعيشه من ظروف قاهرة، ففكر في أفضل طريقة لمساعدتها، وأدرك أنه يستطيع أن يساعد العديد من الناس «الغلابة»، كما يصفهم، خصوصاً الأسر التي تعيلها نساء متعففات، فابتكر مشروع «المليون حلم»، بمساعدة عدد من أصدقائه، ليتحول خلال السنوات القليلة الماضية إلى باب رزق لعدد كبير من الأسر الفقيرة. حتى اليوم، نجح مشروع «المليون حلم» في تنفيذ أكثر من 400 مشروع في تسع محافظات في مصر.

ويؤمن محمد بالحكمة القائلة إن «من الأجدى أن تعطي الفقير صنارة يصيد بها بدل أن تطعمه سمكة»، وهكذا، جمع مبلغ 5000 جنيه، وسافر إلى القرية التي تقيم بها «أم فاطمة»، وعرض عليها أن يساعدها في فتح دكان بهذا المبلغ، وها هو الدكان أصبح يشكّل اليوم شريان حياة للأرملة وعائلتها.

الحلم الذي بدأ بـ«أم فاطمة» شمل عشرات النساء، اللاتي وفر لهن محمد ورفاقه رأس مال بسيطاً مكّنهن من تصميم مشروعاتهن الصغيرة.

واكتسب مشروع «المليون حلم» زخماً كبيراً، مع إقبال عدد كبير من الشباب على التطوع من أجل تحقيق هذه الفكرة النبيلة، لكن محمد ورفاقه أدركوا أنهم لمواصلة المشروع وتوسيع دائرة الاستفادة منه يحتاجون إلى أن يكون هناك إطار قانوني وتنظيمي لهم، فانضموا إلى جمعية «من أحياها» في المنيل بالقاهرة.


 سينما جوالة أدخلت البهجة  في القلوب

السينما الجوالة الفلسطينية، مبادرة أطلقها المخرج يوسف الديك ومجموعة من الشباب في عام 2007، بهدف نشر ثقافة السينما، وتقديم عروض سينمائية ترفيهية مجانية للمجتمع، من خلال رحلاتها اليومية إلى القرى والمخيمات والريف الفلسطيني، والتجمعات البدوية في الضفة الغربية ومدنها الواقعة شمالاً من جنين وطولكرم وقلقيلية، مروراً بنابلس ورام الله وأريحا، وصولاً إلى قرى القدس وبيت لحم والخليل، خصوصاً تلك البلدات التي تعاني التضييق اليومي للاحتلال الإسرائيلي. وخلال السنوات الخمس الأولى من انطلاقها، استطاعت السينما الجوالة الفلسطينية أن تقدم أكثر من 300 عرض سينمائي لجمهور يتخطى 100 ألف مشاهد في مختلف المناطق الفلسطينية.

لم يكن الديك وأيّ من أصدقائه يتوقعون قبل 10 سنوات نجاح مبادرة أسهمت في تعزيز ثقافة المجتمع الفلسطيني، وإدخال البهجة في قلوب جمهور عريض من الصغار والكبار، من الأطفال والشباب والشيوخ، عبر تجربة فريدة يخوضها البعض للمرة الأولى في حياته.

وتعكس المبادرة إيمان الديك ورفاقه بأهمية الترفيه الهادف إلى نشر الوعي والمعرفة في أوساط الجمهور الفلسطيني، واطلاعه على تجارب الشعوب، خصوصاً أن أكثر من 80% من هذا الجمهور لم يكن قد دخل داراً للسينما قبل ذلك، بسبب عدم توافرها منذ عام 1987.

ولعل الشغف والحب الذي قابل به الجمهور هذه المبادرة هو ما شجع القائمين عليها للاستمرار فيها لسنوات، إلى أن توقفت المبادرة في عام 2014، بسبب شحّ الموارد المالية، إلى جانب الصعوبات والعراقيل التي فرضتها سلطات الاحتلال. ويأمل الديك ومن معه أن يكون التوقف مؤقتاً.

 

المبادرة تعكس أهمية الترفيه الهادف إلى نشر الوعي والمعرفة في أوساط الجمهور الفلسطيني.

من المصدر


 «القلوب الصغيرة»  ينقذ قلوب الأطفال

يعاني مئات الآلاف من الأطفال في العالم أمراضاً قلبية مختلفة، عدد كبير منهم تذبل زهورهم في مقتبل العمر، أو قد يقضون نتيجة لعدم توافر الرعاية الطبية اللازمة، أو لعدم مقدرة الأسر الفقيرة على تأمين نفقات العمليات الباهظة. هذه الحالات الإنسانية دفعت استشاري العناية المركزة لأمراض القلب في مستشفى الملك فيصل التخصصي في جدة، الدكتور لؤي عبدالصمد، إلى جانب مجموعة من زملائه، لتأسيس فريق تطوعي في عام 2007، حمل اسم «القلوب الصغيرة».

يقوم الدكتور لؤي مع فريق عالمي من أمهر الأطباء في جراحة الأطفال بإجراء عمليات جراحية للأطفال المولودين بتشوهات خلقية في القلب. في كل حملة لـ«القلوب الصغيرة»، يتألف الفريق من أكثر من 30 طبيباً مختصاً، مدعومين بأخصائيين في العناية المركزة والتخدير وفنيين وممرضين من مختلف الجنسيات.

منذ انطلاقها، نظمت حملة «القلوب الصغيرة» أكثر من 40 رحلة إنسانية، شملت العديد من دول المنطقة والعالم، من بينها مصر والسودان والسعودية والمغرب وبنغلاديش وتنزانيا، حيث عالج فريق الحملة أكثر من 3000 طفل خلال السنوات الـ10 الماضية مجاناً.

في السنوات الماضية، شهدت «القلوب الصغيرة» توسعاً كبيراً في عملياتها، ولقيت تفاعلاً شعبياً وتعاوناً من جهات عدة في مختلف البلدان التي تُقام فيها. وبما أن متوسط كلفة العملية الجراحية الواحدة للطفل يقدر بنحو 15 ألف دولار أميركي، وقد تزيد على ذلك، فقد سعى الفريق الطبي إلى تكريس مبدأ التكافل المجتمعي، من خلال التعاون مع الجهات الرسمية والجمعيات الخيرية في الدول التي تُنفَّذ فيها الحملة، لضمان تغطية نفقات علاج الأطفال دون تحميل أسرهم أعباء مالية مرهقة.

 

«القلوب الصغيرة» نظمت 40 رحلة إنسانية في دول مختلفة.

من المصدر

تويتر