«بترجي» نموذج للنجاح والعطاء.. و«سمير» صاحب صيدلية افتراضية.. و«غنيم» أطلق «نحن من أجلكم»
3 مبادرات إنسانية تجسد مفهوم التكاتف تنضم إلى «صناع الأمل»
تعتبر سلافة بترجي نموذجاً للمرأة السعودية العربية الناجحة، فهي أم ومعلمة وناشطة في تنمية المجتمع، لها بصمة واضحة في العمل الإنساني، وباتت إحدى قصص صناع الأمل.
فيما أسس الدكتور سامح سمير، بمساعدة آخرين، صيدلية افتراضية على موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك) بعنوان «صيدلية الفيسبوك»، تشكل آلية عملها أجمل تجسيد لمفهوم التكاتف المجتمعي، فأستحق أن ينضم إلى قصص صناع الأمل.
وأطلق المهندس الشاب، عادل غنيم، مبادرة «نحن من أجلكم»، وركز على الأطفال الأيتام من خلال تصميم فعاليات ترفيهية تعليمية لهم، تسهم في صقل شخصياتهم، وغرس أفكار بنّاءة وملهمة في نفوسهم، وتوجيههم لما يساعدهم على النمو في بيئة طبيعية، ذات أجواء إيجابية، بعيداً عن الكراهية والتعصب والعنف والتطرف، فانضم إلى قافلة صناع الأمل.
ونجحت مبادرة «صناع الأمل»، منذ إطلاقها مطلع مارس الماضي، في اجتذاب عدد كبير من المشاركات من مختلف أنحاء العالم العربي، يتطلعون إلى المساهمة في نشر الأمل وصنع تغيير إيجابي، وتلقت المبادرة أكثر من 50 ألف قصة أمل من أفراد ومجموعات، لديهم مشروعات ومبادرات، يسعون من خلالها إلى مساعدة الناس، وتحسين نوعية الحياة أو المساهمة في حل بعض التحديات التي تواجهها مجتمعاتهم.
سعياً لمشاركة الناس هذه القصص كي تكون مصدر إلهام للآخرين، الذين يتطلعون إلى تغيير مجتمعاتهم نحو الأفضل، تستعرض المبادرة بعض نماذج صناع الأمل، التي تفتح نافذة أمل وتفاؤل وإيجابية في عالمنا العربي من المحيط إلى الخليج.
نموذج المرأة السعودية
آفاق العلم والمعرفة العمل المبدع الذي قامت به «دروب» ورئيستها التنفيذية، سلافة بترجي، سيبقى حاضراً في أذهان وقلوب كل الأطفال الذين نالوا فرصةً لتحصيل علمي أفضل، وستبقى بصمة هذه الفكرة محفورة في وجدان مجتمعات العديد من الدول التي استفاد أبناؤها من هذه المبادرة، التي فتحت لهم الباب نحو آفاق العلم والمعرفة. وتؤمن بترجي بأن التعليم قيمة متوارثة في عائلة «البترجي»، لافتة إلى أن الاستثمار في التعليم يتقدم في أهميته على أي شكل من أشكال التنمية الاجتماعية أو الإنسانية الأخرى. شبابية بامتياز نجحت «نحن من أجلكم» في ترك بصمتها سريعة، وتتميز بأنها شبابية بامتياز، حيث نجحت في جمع أكثر من 1200 متطوع ومتطوعة تحت مظلتها، كشباب متحمس مدفوع بحب العطاء ونثر بذور الأمل في كل مكان في وطنهم. متحمسون لخدمة المجتمع توسع نشاط «صيدلية الفيسبوك» مع انضمام عدد كبير من المتطوعين المتحمسين لخدمة مجتمعهم، من بينهم أساتذة أكاديميون ومدرّسون وطلبة جامعيون وموظفون، يتطلعون إلى توفير الدواء لكل فرد في المجتمع، كل حسب حاجته. |
تعتبر سلافة بترجي نموذجاً للمرأة السعودية العربية الناجحة، فهي أم ومعلمة وناشطة في تنمية المجتمع، تولت منصب الرئيس التنفيذي لشركة «دروب» السعودية، في عام 2014، وهي شركة وقفية، تخدم التعلم والتعليم، تقوم رؤيتها على صناعة الإرث وتخليد الأثر، وتنطلق رسالتها من تمكين الجيل الحالي لإحداث تغيير إيجابي في كل زمانٍ ومكان.
وقدمت الشركة منحاً لـ250 طالباً في تسع دول، ووفرت مساكن لـ34 أسرة في السودان، واحتضنت 165 مستفيداً، وبلغ حجم الاستثمارات التعليمية أكثر من 240 مليون ريال سعودي في تسع دول، وأسهمت في تحسين حياة الأفراد ورفع مستوى سعادتهم في التأثير على نحو 4000 شخص، بينهم أيتام.
وفي عام 2015 أطلقت «دروب» أول مبادرة أهلية مجتمعية لرعاية طلاب التعليم العام في السعودية، وقدمت 10 ملايين ريال سعودي لدعم الطلاب ذوي الدخل المحدود في المملكة من خلال منح دراسية، إلى جانب تنفيذ مجموعة من الأنشطة الإضافية، من رحلات خارجية وبرامج تدريب متخصصة في تطوير المهارات والقدرات للطلبة، لتأهيلهم للحياة العملية.
كرّست بترجي حياتها لدعم وتمكين الطلبة الأذكياء من الأسر ذات الدخل المحدود، مخالفةً العرف السائد بتقديم المنح لطلبة الجامعات، متوجهةً نحو اليافعين والأطفال، لإيمانها العميق بمبدأ «التعليم في الصغر كالنقش على الحجر»، وسعت إلى التركيز على التعليم النوعي، الذي يمكِّن الطلبة من تحصيل العلوم بطرق مبتكرة وجديدة، وأكثر متعة، تسهم في ترسيخ المعلومة في أذهان الصغار مدى الحياة، فيظل تأثيرها أعمق وأبعد مدى.
«صيدلية الفيسبوك»
قد يصبر المرء على قلة الطعام، وتواضع الكساء، وغياب أساسيات الحياة، لكنّ شيئاً واحداً قد يشكّل خطاً فاصلاً وفارقاً بين الصحة والعجز، وأحياناً بين الحياة والموت، وهو الدواء.
هذا ما التفت إليه الدكتور سامح سمير، وعدد من رفاقه، الذين راعتهم أزمة نقص الدواء التي تواجهها مدن ومناطق عدة في مصر، إلى جانب الارتفاع الكبير في أسعار الدواء، الأمر الذي عصف بآلاف المرضى المحتاجين في مصر، خصوصاً الذين يعانون أمراضاً مستعصية تحتاج إلى رعاية ومتابعة صحية ودوائية مستمرة.
واهتدى سمير وزملاؤه إلى فكرة بسيطة، من شأنها، في حال توافرت الإرادة المثابرة والمعطاءة، أن تحقق نجاحاً كبيراً، فأسّس بمساعدة آخرين صيدلية افتراضية بعنوان «صيدلية الفيسبوك»، تشكل آلية عملها أجمل تجسيد لمفهوم التكاتف المجتمعي، بحيث يتم توفير الدواء للمحتاجين من مختلف مناطق البلاد، عبر تبادل الأدوية بين الناس، كأن يحصل مريض من الإسكندرية مثلاً على دواء من شخص في أسوان لديه دواء فائض عن حاجته.
ومنذ انطلاق «صيدلية الفيسبوك» في منتصف نوفمبر 2016، حققت نجاحاً لافتاً، مع انضمام جيش من المتطوعين للصيدلية، مهمتهم التواصل مع الناس والصيدليات وشركات الأدوية لتوفير الأدوية للمرضى المحتاجين، والعمل على توصيلها مجاناً إلى المرضى الفقراء.
إلى جانب التواصل مع الصيدليات وشركات الأدوية، يحرص أعضاء «صيدلية الفيسبوك» والمتطوعون على التواصل مع أشخاص لديهم أدوية يودون التبرع بها، بعدما لم يعودوا بحاجة لها، بحيث يتم توصيلها مجاناً لأولئك الأشد حاجة إليها.
وخلال أكثر من عام من تدشينها، نجحت «صيدلية الفيسبوك» في توفير الأدوية الضرورية لآلاف المرضى، خصوصاً الذين يعانون أمراضاً حرجة، مثل ضمور العضلات، والوهن العضلي، وأمراض الكبد، والكلى، والسرطان، مع الحرص على تطوير وتوسيع النطاق الجغرافي لخدمات الصيدلية، سواء لجهة توفير الأدوية وجلبها من مختلف المدن والمحافظات، ومن مختلف المصادر، أو لجهة توزيعها على من هم بحاجة إليها، وفق أولويات محددة، تأخذ في الحسبان حالة المريض، ووضعه الصحي والمالي.
ولا يقتصر دور «صيدلية الفيسبوك» على توزيع الأدوية، وإنما مراقبة أسعار الأدوية في السوق، وإرشاد الناس لها، وتوجيه المقتدرين لشراء الأدوية التي تنقصهم من صيدليات تطرحها بأسعار معقولة نسبياً، قياساً بأسعار الأدوية في السوق، مجنِّبينهم التعرض لاستغلال تجار الأدوية في السوق السوداء.
ويحرص القائمون على الصيدلية الرقمية، ومعظمهم أطباء وصيادلة مشهود لهم بالخبرة، على استغلال منصة «فيس بوك» التواصلية للقيام بدور توعوي وإرشادي للمرضى وعائلاتهم، في ما يتعلق بالاستغلال الأمثل للدواء وسبل الاستفادة منه، وكيفية الحفاظ عليه، أو استخدام أدوية متوافرة في البيت لعلاج أمراض بعينها، لم يكونوا يلتفتوا في السابق إلى إمكانية ذلك، كما يتولى الصيادلة المساهمون في «غروب» صفحة الصيدلية باقتراح بدائل لأدوية مفقودة أو باهظة الثمن، تكون فعالة بذات القدر.
غرس بذور الأمل
انطلقت مبادرة «نحن من أجلكم»، التي تأسست في العاصمة الأردنية عمّان في عام 2011، قبل أن يتم تسجيلها رسمياً كجمعية خيرية في عام 2013، فصاحب الفكرة ومؤسسها هو المهندس الشاب عادل غنيم، الذي كان حريصاً بالدرجة الأولى على التركيز على الأطفال الأيتام، من خلال تصميم فعاليات ترفيهية تعليمية لهم، تسهم في صقل شخصياتهم، وغرس أفكار بناءة وملهمة في نفوسهم، وتوجيههم لما يساعدهم على النمو في بيئة طبيعية، ذات أجواء إيجابية، بعيداً عن الكراهية والتعصب والعنف والتطرف.
وتبنت جمعية «نحن من أجلكم» العديد من المبادرات والفعاليات المخصصة للأطفال، من بينها «مهرجان الطفولة»، الذي يهدف إلى تعليم الأطفال الأيتام والفقراء مهارات حياتية متنوعة، و«مهرجان قدوتنا»، وهو مهرجان سنوي يهدف إلى تعليم الأطفال الأيتام والفقراء سيرة الرسول، عليه الصلاة والسلام، بطريقة مبتكرة، ومبادرة «زدني علماً»، وهي مبادرة سنوية تتبنى مجموعة من الأطفال الأيتام لتعليمهم القراءة والكتابة، وغيرها.
لكن «نحن من أجلكم» لا يقتصر نشاطها على الأطفال، فهي تقوم بتنظيم العديد من الأنشطة والمبادرات من أجل شرائح مجتمعية مختلفة، مثل المسنين وأصحاب الهمم والعائلات الفقيرة والمستورة، حيث يحرص متطوعو الجمعية على تقديم الرعاية والدعم النفسي لكبار السن المحتاجين في مجتمعهم المحلي، إلى جانب توزيع وجبات إفطار في شهر رمضان الفضيل على العائلات الفقيرة والمتعففة، وتبني مبادرات خيرية، تهدف إلى رفع المعاناة عن الشرائح الأقل حظاً والأكثر معاناة في المجتمع.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news