«زريقي» و«المـــــلا» يعيدان تراث الهنود الحمر فــي «مستر بريسكت»

شغفهما بالأطعمة العضوية والصحية دفع الصديقين مالك آل زريقي، وحمد الملا، إلى تحويل هذا الشغف إلى مشروع تجاري، وفكرا في جعل المشروع جديداً في كل شيء، واستقرا على عمل شاحنة طعام «مستر بريسكت»، تقدم وجبات قديمة اشتهر بها الهنود الحمر في أميركا، عبارة عن اللحم المدخن «البريسكت»، وحاولا إضفاء لمستهما الخاصة على هذه الوجبة، واستغرقا في ابتكار هذه اللمسة أشهراً عدة قبل إتقانها وتقديمها بشكل مميز في 2016.

وروى آل زريقي، لـ«الإمارات اليوم» قصة تأسيسه هو وشريكه الملا مشروع «مستر بريسكت»، قائلاً إنهما لم يفكرا سابقاً في افتتاح مشروع خاص بهما، خصوصاً أنهما لم يتحدثا أثناء فترة دراستهما بالجامعة الأميركية في دبي عن أي مشروع، أو يخططا لسلوك طريق معين، إلى أن تخرجا عام 2014، وعندها بدآ التخطيط الجدي للحياة.

وتابع: «أردنا الاتجاه إلى شيء جديد ومتميز، إذ كنا نسافر إلى أوروبا، والولايات المتحدة الأميركية، ونتجه دائماً إلى أسواق الأطعمة المنتشرة فيها، ووجدنا أنهم يعتمدون في هذه الأسواق على شاحنات الطعام التي يديرها أصحابها، ويقدمون الوجبات بأنفسهم، وكل شاحنة لها طابع خاص في الوصول إلى الزبائن».

مشروعات مستقبلية

قال الشريك المؤسس لمشروع «مستر بريسكت»، مالك آل زريقي، إنهما يخططان خلال العام الجاري لافتتاح مطعم مفتوح في دبي، يقدم وجبات جديدة مختلفة عن الوجبات التي يقدمانها في شاحنة «مستر بريسكت»، على أن تكون هذه الوجبات مطهوة في الفرن التقليدي، ليضيفا تجربة جديدة إلى الطبخ في الدولة.

وأضاف أنهما يخططان للتوسع في دبي وأبوظبي وعجمان، ومختلف مناطق الدولة، إضافة إلى التوسع على مستوى دول الخليج العربي، وسلطنة عمان، وكذلك لبنان والأردن، خصوصاً أنهما وجدا إقبالاً كبيراً وطلبات مختلفة لافتتاح المشروع في هذه الدول.

وأكمل أن هذه الفكرة راودته فترة من الزمن بعد التخرج، إلى أن اتفق مع صديقه على افتتاح مطعم في دبي على شكل شاحنة طعام، مضيفاً: «أنا وحمد نحب اللحم المدخن، وهي إحدى الوجبات القديمة التي يشتهر بها الهنود الحمر في الولايات المتحدة الأميركية، واخترنا هذه الوجبة بالتحديد كونها غير موجودة في الخليج، وغير معروفة بين أهل المنطقة».

وأضاف آل زريقي، أنهما بدآ في جمع المعلومات عن وجبة اللحم المدخن (بريسكت)، وما إذا كان الناس يعرفون عنها، قبل بدء مشروعهما، موضحاً «كنا نسأل أصدقاءنا وأقاربنا عن مدى معرفتهم بهذه الوجبة تحديداً، لنتمكن من تحديد كيفية تقديمها، وكان الجواب دائماً أنهم لا يعرفونها».

وتابع: «بسبب شغفي بالأطعمة الخليجية، أحببت إعداد المندي والكبسة وغيرهما من الوجبات التي نتناولها يومياً، لذا اقترحت على شريكي حمد أن أبتكر أنا قائمة بالأطعمة التي سنقدمها في المشروع، واشترطت أن يعطيني مهلة ستة أشهر حتى أتمكن من الوصول إلى النكهات الخاصة بنا».

وأشار إلى أنه في تلك الفترة بدأ التدريب على إعداد «البريسكت»، خصوصاً أن اللحم المدخن يحتاج إلى مهارة عالية وإتقان، كما يحتاج إلى طهي منفصل فترة تصل إلى 12 ساعة، وتدخينه خلال هذه الفترة، بحيث يصبح قابلاً للأكل.

وقال: «أحرقت في تلك الفترة نحو 300 كيلوغرام من لحم البريسكت حتى أتعلم الطهي، وفي كل مرة كان 90% من اللحم محترقاً، فيما يتبقى منه 10% غير مطبوخ، ومن ثم غير قابل للأكل، واستمررت على هذه الحال أسابيع عدة حتى تمكنت من الوصول إلى المذاق الأمثل للبريسكت».

وذكر آل زريقي، أنه تمكن خلال أربعة أشهر من إعداد الوجبة الرئيسة المثلى التي سيعتمد عليها المشروع، ثم بدأ في إجراءات جلب الشاحنة من الولايات المتحدة الأميركية، ومراجعة الجهات الحكومية ليتمكنا من افتتاح المشروع، مضيفاً: «واجهنا أكبر تحدٍّ عندما راجعنا الجهات الحكومية في مطلع 2016، خصوصاً أن شاحنات الأطعمة لم تكن مرخصة في ذلك الوقت، ولا يوجد لها إطار عمل محدد».

وتابع أنهما عملا على تقديم الوجبات في نطاق ضيق، والاعتماد على الأصدقاء والمعارف، وكانا يحاولان الوصول إليهم، سواء في تجمعات المجالس التي تحدث أسبوعياً أو الاحتفالات الصغيرة التي يقيمونها، مضيفاً: «كنا نسأل أصحابنا عن تجمعاتهم الأسبوعية وعن أفكارهم التي وضعوها لوجبة العشاء أو الغداء، وعندما نجد أنهم لم يخططوا لها بعد، نعرض أن نقدم لهم وجبة متكاملة من البريسكت حتى يتذوقوا وجباتنا في الشاحنة، ويتعرفوا إلى مشروعنا».

وأضاف أنهما تمكنا خلال فترة بسيطة من تعريف الأصدقاء بالمشروع، ومن ثم كسب قاعدة جماهيرية ليست قليلة لتساعدهما في ما بعد على اختيار طريقة أداء عملهما في المشروع، موضحاً: «وافقت الجهات الحكومية المعنية بعدها بفترة وجيزة على تصريح شاحنات الأطعمة في الدولة، وكنا سابع شاحنة تصل إلى الدولة وتحصل على ترخيص للعمل في دبي».

وأكمل: «مفهوم شاحنات الأطعمة كان جديداً وقتها، ولم يعرف معظم الزبائن وجبة (بريسكت)، لذا أردنا أن نضيف شيئاً آخر إلى هذا المفهوم، أي أننا لم نرد أن يبحثوا عنا في أنحاء دبي، لذا حاولنا الوصول إليهم في مناطق التجمعات، خصوصاً في المراكز التجارية، وغيرها، وعرفناهم بمفهوم الشاحنة التي تقدم وجبات عضوية طازجة من تراث سكان أميركا الأصليين».

وذكر أن إحدى الصعوبات التي واجهتهما هي ندرة اللحوم العضوية في الدولة، خصوصاً أن عدداً من الأشخاص يتوجهون لشراء الخضراوات العضوية، لكنهم لا يتجهون إلى اللحوم العضوية، لذا كان لابد من البحث عن شركة تزودهما باللحوم العضوية، وما زاد الأمر تعقيداً أنهما يستخدمان قطعة من اللحم لا تستخدم بشكل كبير في الطبخ التقليدي، وهي قطعة «البريسكت»، إذ إنها صعبة الطبخ وتحتاج إلى مهارة وصبر عاليين.

وتابع آل زريقي: «تواصلنا مع إحدى المزارع الأسترالية التي لديها مواصفاتنا، لنتمكن من استيراد هذا النوع من اللحم، إذ كنا نشتري في البدء كمية قليلة، ثم اتفقنا مع الشركة على تزويدنا بإنتاجهم اليومي الكامل من البريسكت، وأن يوصلوه إلى الدولة خلال يوم واحد من الذبح، لنستطيع تقديم وجبة طازجة للزبائن».

الأكثر مشاركة