تخصصن في إعداد وتوريد وجبات منزلية للمبادرة الخيرية

مواطنات يدخلن عالم الأعمال عبر «إفطار صائم»

صورة

قال مدير عام مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، محمد حاجي الخوري، إن مبادرة «إفطار صائم» وجهت مئات المواطنات إلى عالم الاستثمار في المشروعات المنزلية الصغيرة، وتحولن من ربّات بيوت إلى سيدات أعمال، على الرغم من أن «إفطار صائم» مبادرة خيرية سنوية أطلقتها المؤسسة، بهدف توزيع وجبات إفطار على الصائمين غير القادرين طوال شهر رمضان.

استثمار الخير

أفاد مدير عام مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، محمد حاجي الخوري، بأن مئات من المواطنات استثمرن المبادرة الخيرية «إفطار صائم» الخاص بإعداد الوجبات الرمضانية، وما تلاه من تأهيل وتعليم وتدريب على الصحة الغذائية والأمن والسلامة، أفضل استثمار عن طريق مواصلة العمل في هذا المجال بشكل موسع، من خلال إقامة مشروعات صغيرة لتوريد الوجبات الغذائية إلى العديد من الجهات الحكومية، والحفلات والمناسبات العامة.

542 أسرة مواطنة

أفادت مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، الأسبوع الماضي، بأنها تعتزم توزيع أكثر من مليون و700 ألف وجبة إفطار، طوال شهر رمضان المقبل، ضمن مشروعها الخيري السنوي «إفطار صائم»، لافتة إلى أنها اتفقت مع 542 أسرة مواطنة على إعداد وتجهيز وجبات بمعدل يومي يصل إلى 55 ألفاً و200 وجبة إفطار مكتملة العناصر الغذائية، يتم توزيعها عبر 100 مركز توزيع منتشرة في مختلف مناطق الدولة.

3000

فرصة عمل وفرتها مبادرة «إفطار صائم» للأسر المواطنة خلال السنوات الـ5 الماضية.

وكشف أن مئات من المواطنات اللائي يشاركن في «إفطار صائم»، عبر إعداد وجبات إفطار يومياً للصائمين، واصلن العمل في هذا المجال بعد انتهاء شهر رمضان، من خلال إقامة مشروعات منزلية لإعداد وتوريد الوجبات الجاهزة إلى جهات حكومية وحفلات ومناسبات عامة، مؤكداً أن هذه المبادرة وفرّت خلال السنوات الخمس الماضية 3000 فرصة عمل للأسر المواطنة.

وتفصيلاً، أفادت مواطنات مشاركات في مبادرة «إفطار صائم» التي تنفذها مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان، للأعمال الإنسانية، للعام العاشر على التوالي، بأن مشاركتهن في هذه المبادرة عن طريق إعداد وجبات الإفطار اليومية للصائمين، «كانت فاتحة خير على أسرهن»، إذ دفعتهن إلى إقامة مشروعات استثمارية منزلية لإعداد الوجبات الجاهزة، وتوريدها إلى جهات حكومية والحفلات والولائم.

وقالت «أم راشد» إحدى المشاركات في المبادرة، إن «مشاركتنا في المبادرة كانت فاتحة خير قادتنا إلى استثمار في مجال لم نفكر فيه من قبل، وهو إعداد وتقديم الوجبات الجاهزة لعدد من الجهات والدوائر الحكومية وغيرها، ولا سيما بعد أن تلقيت أنا وابنتي تدريبات عن طريق المؤسسة في مجالات الأمن والسلامة والجودة والصحة، جعلت منا محترفتين في إعداد الطعام مضمون الجودة».

وأضافت «عند مشاركتي في المبادرة الرمضانية، لإعداد 200 وجبة يومية متكاملة العناصر الغذائية، بمعدل شهري 6000 وجبة، الأمر الذي دفع ابنتي إلى إقامة مشروع منزلي لإعداد الوجبات الجاهزة والتعاقد على توريدها إلى جهات حكومية وحفلات ومناسبات، وعلى الرغم من أن ابنتي حصلت أخيراً على درجة الماجستير وتعمل حالياً للحصول على الدكتوراه، إلّا أنها ترفض فكرة التخلي عن هذا المشروع والبحث عن وظيفة أخرى».

فيما قالت «أم محمد» إحدى المشاركات في المبادرة، إن «مشاركتي الأولى في هذه المبادرة كانت صعبة، إذ شعرت بأنني لن أتمكن من الإيفاء بعدد الوجبات المطلوبة مني، لكن مع الدعم والتشجيع والتدريب الذي تلقيته من قبل مؤسسة خليفة للأعمال الإنسانية وشركائها في المبادرة، أصبحت أعد 100 وجبة إفطار يومياً بمعدل 3000 وجبة على مدار شهر رمضان».

وتابعت «بعد السنة الأولى من مشاركتي في هذا العمل الإنساني قررت التوجه إلى الاستثمار في مشروع إعداد الوجبات الجاهزة، وتلقيت شجيعاً من مؤسسة خليفة للاستمرار فيه»، مضيفة أن المشروع أدى إلى تغيير حياتها بشكل كبير بعدما باتت تجني أرباحاً لم تكن تتوقعها نتيجة الإقبال على وجباتها الجاهزة.

وأكدت «أم عبدالله»، إحدى المشاركات في المبادرة، أن مشاركتها في هذا العمل الإنساني أكسبها خبرات عملية جعلت منها محترفة في مجال إعداد الوجبات الجاهزة، لا سيما أنها تعد 6000 وجبة طعام متكاملة العناصر على مدار شهر رمضان.

وأضافت: «بعد انتهاء شهر رمضان العام الماضي، تحدثت مع زوجي عن إمكانية استغلال الخبرة التي اكتسبتها خلال مشاركتي في مبادرة (إفطار صائم)، في إقامة مشروع استثماري صغير لإعداد الوجبات الجاهزة، وشجعني زوجي على تنفيذ الفكرة، والآن بات يساعدني في التعاقد مع جهات حكومية لتوريد وجبات إليها يومياً، الأمر الذي جعل المشروع يحقق أرباحاً جيدة».

وعن مبادرة إفطار صائم، أفاد الخوري، بأن المؤسسة أطلقتها عام 2007 عن طريق التعاقد مع عدد من المطاعم المعروفة لإعداد وجبات لإفطار الصائمين في مختلف مناطق الدولة، لافتاً إلى أن المبادرة شهدت تحوّلاً استراتيجياً تجاه توطين هذه المبادرة في عام 2012.

وتابع «منذ خمس سنوات صدرت توجيهات من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بالتوسع في خلق فرص العمل للمواطنين في القطاع الخاص، وهو ما دفعنا إلى البدء في تجربة رائدة يتم تطبيقها للمرة الأولى على مستوى العالم، وهي تعاقد المؤسسة مع عدد من الأسر المواطنة على إعداد وجبات جاهزة لتقديمها في مبادرة إفطار صائم بدلاً من التعاقد مع مطاعم».

وأضاف: «بعد اختيار الأسر المشاركة في المشروع تولى ممثلو المؤسسة بالتعاون مع الدفاع المدني والجهات المحلية في كل إمارة، تشكيل فرق عمل تنفذ زيارات دورية لهذه الأسر للتأكد من جاهزيتها للعمل في المشروع، من حيث الإمكانات والأدوات وجودة المواد الغذائية ومطابقتها للمواصفات، ومدى اتباعها وسائل الأمن والسلامة».

وتابع الخوري أن «هذه التجربة حققت نجاحاً بات محط أنظار كثير من دول الجوار، فالأسر المواطنة تعد 60 ألف وجبة إفطار متكاملة مطابقة للمواصفات والاشتراطات الصحية والبيئية، بإجمالي مليون و700 ألف وجبة على مدار شهر رمضان، كما أن هذه المبادرة الخيرية وفرت نحو 3000 فرصة عمل للأسر المواطنة خلال السنوات الخمس الماضية، بمعدل 600 أسرة سنوياً».

تويتر