المستشار الأسري
■■ هجرتُ أمي بسبب تدخلها في خصوصيات حياتي الزوجية، وأصبحت أشعر بأنني على خطأ، وزوجتي تحرضني على القطيعة، والأم غاضبة، أرشدوني كيف أتعامل مع هذه الحالة، خصوصاً ونحن مقبلون على شهر المغفرة والإحسان؟
■ يجيب المستشار الأسري، عيسى المسكري، بأن غالباً ما تنشأ هذه المشكلة من قبل الزوج في كيفية إدارة حياته الأسرية، خصوصاً في بداية الحياة الزوجية، حيث يقوم الزوج بالإفصاح عن الخلافات الزوجية، وذكر سلبيات الزوجة أمام أمه وسرد أخطائها، وهناك من يذكر بعض الأسرار الخاصة التي لا ينبغي لأحد الاطلاع عليها، أسرار يجب المحافظة عليها من أجل المودة الزوجية.
فذكر سلبيات الزوجة أمام الأم يؤدي إلى زرع الضغينة في نفسها، والكراهية تجاه الزوجة، فتندفع الأم من أجل إبعاد الضرر عن ابنها، ولكن تدخلها السلبي في حياتهما الزوجية يؤدي بلاشك إلى اشتعال الخلافات الزوجية وتفاقمها، فيصبح الزوج بعد ذلك بين نارين، الزوجة بشرارتها مستعرة، والأم بداخلها جمرة موقدة، يحاول الزوج أن يدرك الحالة لكنه بجهله يرتكب حماقات أخرى بذكر سلبيات الأم عند زوجته من أجل كسب رضاها، فتقوم هي بتحريضه على القطيعة مرة بلطف القول، ومرة بلين العاطفة، حتى تكسب الجولة وتنتصر، هنا تزداد الأم ألماً وغيضاً، فتبدو كأنها مخطئة، يبدأ الابن هجر أمه ومقاطعتها، من أجل إبعادها عن حياته الزوجية، فلو حللنا الموقف سنرى أن الزوج لم يحسن التصرف بل وقع في القطيعة، وهي من أعظم كبائر الذنوب.
فأولى الاستراتيجيات في حل هذه المشكلة شعور الزوج بالجرم والخطأ، والسعي نحو تصحيح المسار، وذلك بذكر محاسن الأم عند الزوجة باللين والحكمة وإن غضبت، مع استمرارية ذكر فضائلها، والتحدث عن أهمية برها والإحسان إليها، ثم ذكر محاسن الزوجة عند أمه برفق القول ولين المعاملة، كأن يقول للزوجة إن أمه تحبها، ويقول للأم بأن زوجته تحبها، وترغب في رد جمائلها.
فالكلمة الطيبة لها سحرها في بناء العلاقات، ونشر ثقافة التسامح، وتقوية الروابط الأسرية، وهناك دوافع أخرى قد تكون وراء هذه المشكلة، غيرة الزوجة عندما يحسن الابن إلى أمه، ويجب على الزوجة أن تنظر إلى هذا الزوج نظرة إجلال، رجل يبني جنته بأخلاقه.
وعلى الزوج أن يحسن إلى أمه بلا إهمال حقوق الزوجة، ويحسن إلى زوجته بالرقي بأمه ببرها والإحسان إليها.
فإذا كنا نستقبل رمضان، فما أجمل أن نستقبله بالعفو والتسامح والتوبة والغفران.
المستشار الأسري