من خلال المحطة الثامنة لبرنامج كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية

«رحلة المستقبل» تناول تطــور مسيرة العمل الإعلامي في دبي

صورة

استضاف المكتب الإعلامي لحكومة دبي المحطة الثامنة من برنامج «رحلة المستقبل»، الذي تنظمه كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، بمشاركة المديرين التنفيذيين في دوائر حكومة دبي، حيث تناول اللقاء تطور مسيرة العمل الإعلامي في دبي، وما شملتها من إنجازات متميزة، علاوة على الطموحات المأمولة لقطاع الإعلام، والأدوار المنتظرة منه في دعم النهضة التنموية الشاملة في الدولة، وكيفية الارتقاء بالمحتوى والرسالة الإعلامية، بما يواكب تطلعات القيادة لمستقبل عملية التنمية في مساراتها كافة، وسبل ترسيخ الأثر الكبير الذي تركته دولة الإمارات في الإعلام العربي، من خلال العديد من المبادرات النوعية، وما يمكن القيام به للوصول للتوظيف الأمثل للطفرة الكبيرة في مجال الإعلام الرقمي لخدمة أهدافنا التنموية.

- منى المرِّي: «التطور الرقمي يحتم سرعة التحرّك لترسيخ مكانة دولتنا على خريطة الإعلام الإقليمي والعالمي».

- ماجد السويدي: «مدينة دبي للإعلام تواكب التطور العالمي بأسلوب يتماشى مع استراتيجية الدولة».

- جمال الشريف: «الإنتاج السينمائي والتلفزيوني رسالة إعلامية، ورافد اقتصادي مهم».


«دبي بوست» تعنى بالقصة وليس بالخبر العاجل

قالت رئيسة تحرير «دبي بوست» خديجة المرزوقي، إن «دبي بوست» تمثل إعلام المستقبل، حيث تم الإعداد للموقع بعد دراسة وافية للسوق، ومتطلبات المتلقي، والتطور السلوكي الذي طرأ عليه في الآونة الأخيرة، وذلك إيماناً من القائمين على الموقع بصعوبة المنافسة في الوقت الحالي.

وأشارت المرزوقي إلى أن استراتيجية «دبي بوست» تعنى في المقام الأول بالقصة، وليس بالخبر العاجل، حيث ثبت أن القصة تبقى في ذهن المتلقي، بيد أن الخبر العاجل يفقد أهميته بعد وقت قليل.

عرض مختلف المبادرات الحكومية الرائدة

يهدف برنامج «رحلة المستقبل» إلى عرض مختلف المبادرات الحكومية الرائدة، بما يشمل المدن الذكية والبيانات المفتوحة والابتكار واستشراف المستقبل، فضلاً عن التوجهات الحديثة في التميز المؤسسي، وذلك لتطوير تصور متكامل عن «حكومة المستقبل»، أمام قيادات الصف الأول، للإسهام في صياغة سيناريوهات مستقبلية لكل القطاعات في دبي، واقتراح مبادرات مبتكرة.

ويتضمن البرنامج زيارات معرفية لتسع جهات حكومية، هي كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، ودائرة الموارد البشرية لحكومة دبي، والمجلس التنفيذي، واللجنة العليا للتشريعات، ومؤسسة دبي للمستقبل، ومركز محمد بن راشد للابتكار الحكومي، ودبي الذكية، والمكتب الإعلامي لحكومة دبي، ومركز محمد بن راشد للفضاء، يتم زيارتها بشكل متفرق، ضمن فترة لا تزيد على أربعة أشهر.

وتم تنظيم الفعالية على نحو تفاعلي مبتكر، فتح المجال لمساحة أرحب للنقاش، من خلال ورشتي عمل، تناولت أولاهما المنظور الاستراتيجي لقطاع الإعلام في دبي، بينما خُصِصت الورشة الثانية لإلقاء الضوء على الجانب العملي والتطبيقي للقطاع.

وأكدت المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي منى غانم المرّي، في بداية ورشة العمل الأولى، أن الرؤية المستقبلية الطموحة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، مثَّلت خارطة الطريق لقطاع الإعلام في دبي منذ نهاية التسعينات، عندما وجّه سموه بتطوير استراتيجية إعلامية متكاملة، تجعل من دبي عاصمة عربية وإقليمية لصناعة الإعلام، وتعزز من قدراتها التنافسية لجذب المؤسسات الإعلامية العربية والأجنبية لتتخذ من الإمارة مقراً لها، إذ أوجدت رؤية سموه في وقت مبكر وقبل نحو 20 عاماً، تجانساً بين قطاعي الإعلام والتكنولوجيا، وهو ما نراه يتحقق من حولنا اليوم، ما أسهم في سرعة تحقيق استراتيجية تحوّل إلى حاضرة الإعلام العربي، بأسلوب استلهم نهج الإمارات في إحراز الرقم «1» ضمن المجالات كافة.

وأشارت إلى أن رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، منحت دبي أفضلية الوقت، وقالت: «أثمرت توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بتوفير بنية تحتية متطورة لقطاع الإعلام، ضمن مناخ تشريعي مرن وداعم، ترسيخ مكانة القطاع كشريك مهم في عملية التنمية المستدامة التي تشهدها دبي، كما منحت الإمارة السبق في العديد من المجالات الإعلامية، وخير دليل على ذلك توجيهات سموه بتأسيس كيان إعلامي عالمي، يعمل كمنصة لدعم قطاع الإعلام، وتوفير المقومات اللازمة لنموه، والتي نتج عنها تأسيس نادي دبي للصحافة في العام 1999، الذي خرجت منه مبادرات مهمة مثل «منتدى الإعلام العربي» و«جائزة الصحافة العربية».

واستعرضت المري أهم المحطات في رحلة تطور قطاع الإعلام في دبي، وقالت: «في العام 2000 شهدت المنظومة الإعلامية في دبي، ميلاد كيان جديد، هو مدينة دبي للإعلام، التي أسهمت بفعالية في تغيير ملامح القطاع، وتعزيز مكانة الإمارة كوجهة مؤثرة في مجال صناعة الإعلام بكل مكوناته، حيث بدأت المؤسسات الإعلامية الكبرى بالتوافد على المدينة، وتأسيس فروع ومقار إقليمية لها، ومن ثم توالت الإنجازات الواحد تلو الآخر، حتى وصلنا إلى ما نحن عليه الآن، ليبقى السؤال الأهم، ألا وهو كيف سنواجه المستقبل؟ وكيف سنستعد له حتى نظل دائماً في المرتبة الأولى؟».

وعن مستقبل الإعلام في دبي، أشارت المدير العام للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، إلى أن التطور الرقمي يحتم سرعة التحرّك لترسيخ مكانة الدولة على خريطة الإعلام الإقليمي والعالمي، والاستمرار في تطوير المنظومة الإعلامية، سواء التقليدية أو الرقمية، بما يتماشى مع المتغيرات، وبما يحقق الأهداف الكلية للقطاع، من خلال صياغة استراتيجيات مبتكرة تتسق مع الواقع، وتستوعب المتغيرات التي تفرضها عملية التطور التكنولوجي السريع، مؤكدة أن الدبلوماسية العامة والقوة الناعمة للمجتمع تتكاملان مع الإعلام في توصيل رسائل الإمارات الأساسية إلى العالم، وأن الإعلام لم يعد مجرد صناعة مربحة، بل أصبح وسيلة مهمة لتعزيز القوة الناعمة لدبي والإمارات.

وأنهت المري حديثها بالتأكيد على أن عملية التحديث والتطوير لن تقف عند الإعلام الرقمي ومجرد الوجود على منصات التواصل الاجتماعي، بل إن المرحلة المقبلة تتطلب تطوير الوسائل الإعلامية التقليدية، من خلال الفكر المبتكر، والتناول الراقي للموضوعات لتقديم محتوى يحترم عقلية المتلقّي، منوهةً بأن الإعلام الجديد يستدعي وجود فكر جديد يميز المحتوى والقالب.

شراكة نحو المستقبل

ومن جانبه، أشار المدير العام لمدينة دبي للإعلام ومدينة دبي للاستوديوهات ومدينة دبي للإنتاج، ماجد السويدي، إلى أن مدينة دبي للإعلام تواكب التطور العالمي بما يتماشى مع استراتيجية الدولة، منوهاً بأن وجود شركات الإعلام وشركات التكنولوجيا في مدينة دبي للإعلام أسهم في نمو القطاع بوتيرة سريعة في دبي خلال الأعوام الماضية، كما أسهم في سرعة تغير نوعية المنتج الإعلامي، وهو ما يحتم ضرورة دراسة هذه التغيرات واستيعابها، ومن ثم العمل على توفير كل ما تحتاجه الشركات العاملة في قطاع الإعلام.

وعن دور المدينة في دعم الشركات الموجودة فيها، قال السويدي: «دورنا لا يقتصر على تقديم الخدمات لشركائنا، ونعمل معهم على تطوير أعمالهم وفق معطيات سوق الإعلام العالمية، لذا نسعى في مدينة دبي للإعلام إلى مساعدة الشركات، من خلال البنية التحتية المتطورة، والبيئة التشريعية المرنة، ودفعهم نحو تبني الفكر الابتكاري، خلال مراحل عملية إنتاج المحتوى كافة، كما نبذل جهوداً متواصلة للاهتمام بالعنصر البشري، بوصفه الجزء الأهم في المنظومة الإعلامية».

وبدوره أشار رئيس لجنة دبي للإنتاج التلفزيوني والسينمائي مدير مدينة دبي للاستوديوهات، جمال الشريف، إلى أن الإنتاج السينمائي والتلفزيوني رسالة إعلامية، ورافد اقتصادي مهم، لافتاً إلى أن المدينة نجحت في إرساء بنية تحتية متميزة، تؤهلها لتبوؤ مكانة متميزة في عالم صناعة الإنتاج السينمائي والتلفزيوني، ومنها على سبيل المثال استوديو يُعدُّ الأكبر من نوعه في المنطقة، بمساحة تبلغ 50 ألف قدم مربعة.

وقال الشريف إن المدينة تلقت في العام 2015 نحو 1000 طلب للتصوير السينمائي والتلفزيوني في دبي، بعوائد بلغت 217 مليون دولار، كان أهمها فيلم «ستارتريك»، الذي بلغ إجمالي إنفاق فريقه في دبي نحو 34 مليون دولار، وهو الفيلم الذي شهد إسهام المواهب المحلية بنسبة 70%، بعد أن بلغت النسبة 30% فقط عند تصوير فيلم «المهمة المستحيلة» - غوست بروتوكول، ما يشير إلى نمو عنصر المواهب المشاركة في الأعمال العالمية من داخل الدولة، ويدلل على تطور القطاع واستقطابه أعداداً متزايدة من المتخصصين في هذا المجال.

وخلال ورشة العمل الثانية، تناول المدير التنفيذي لقطاع النشر في مؤسسة دبي للإعلام، أحمد الحمادي، بعض الأرقام والإحصاءات التي تعكس واقع القطاع، حيث أشار إلى أن الإنفاق على قطاع الإعلام بمختلف مكوناته في المنطقة يبلغ أربعة مليارات دولار، يستحوذ التلفزيون على 35% منها، فيما تبلغ العوائد الإعلانية لمنصات الإعلام الرقمي 100 مليون دولار، يستحوذ «يوتيوب»، و«فيس بوك»، و«تويتر» على 70% منها، ما يشير إلى قلة العوائد الاستثمارية في مجال الإعلان الرقمي.

وعن المنافسة بين الإعلام التقليدي والرقمي، لفت الحمادي إلى أن مؤسسة دبي للإعلام تعمل على تطوير المنظومة الكاملة بشقيها الورقي والرقمي، حيث تمت إعادة تصميم النسخة الورقية للمنشورات التابعة للمؤسسة، كما تم تطوير النسخة الرقمية بشكل أهّل المواقع الإلكترونية لصحفيتي «البيان» و«الإمارات اليوم»، لاحتلال المركزين الأول والثاني ضمن أعلى المواقع متابعة في الدولة، وفي السياق ذاته، بلغ متابعو المواقع والمنصات التابعة للمؤسسة كافة نحو 5.5 ملايين متابع.

من جهته، لفت مدير إدارة الخدمات الإعلامية بالمكتب الإعلامي سالم باليوحة، إلى ضرورة الاهتمام والتركيز على مستقبل قطاع الإعلام، لاسيما أنه يعتمد بشكل كبير على التكنولوجيا، وما تقدمه من ابتكارات، وذلك منذ ظهور الراديو، ما يدل على سرعة وتيرة التغيرات، مدللاً على ذلك بأن الإذاعة استغرقت 35 عاماً لتحصل على 50 مليون متابع، واستغرق التلفزيون 13 عاماً للحصول على عدد المتابعين نفسه، فيما بلغ عدد متابعي «فيس بوك» 200 مليون شخص في تسعة أشهر فقط.

وأكد باليوحة أن التحدي الأهم في الوقت الراهن يتمثل في القدرة على بناء منظومة إعلامية مستدامة، في ظل هذا المناخ المتغير، لافتاً إلى أن تطبيقات التراسل الفوري ستشهد خلال الأعوام القليلة المقبلة تطورات مهمة، لتصبح وسيلة حيوية للقيام بأمور متعددة، بدلاً من مجرد تبادل الرسائل، حيث تقوم حالياً العديد من الشركات بإضافة خصائص جديدة ستسمح لهذه التطبيقات بأن تكون مركزاً لنشاط المستخدمين على الإنترنت، مشدداً على أن قيام كبار شركات التكنولوجيا بالاستثمار في تطوير تطبيقات التراسل الفوري على هذا النحو، يشير إلى الأهمية المتنامية لهذا القطاع، بوصفه مستقبل التطبيقات التكنولوجية خلال المرحلة المقبلة.

فيما أعرب نائب المدير التنفيذي لقطاع التلفزيون والإذاعة بمؤسسة دبي للإعلام، صالح لوتاه، عن قناعته بأن المستقبل يتجه نحو الإعلام الرقمي، مدفوعاً بعملية التطور التكنولوجي، مؤكداً أن مؤسسة دبي للإعلام قامت منذ فترة بتحويل الأشرطة التقليدية إلى ملفات رقمية، كما يتم تدريب الكوادر الإماراتية الشابة على القيام بدور المحرر الشامل، بما يشمل الكتابة والتصوير والتحرير، وتمكينهم من العمل على مختلف المنصات الرقمية، وتطوير محتوى راقٍ يلبي متطلبات المتلقي، ويترك أثراً إيجابياً في المجتمع.

تويتر