«النقبي» يتخطى الصعوبات ويبصر مستقبله بالتحدي
تحدى المواطن سعيد عبدالله النقبي، البالغ من العمر 25 سنة، وهو من أصحاب الهمم، إعاقته البصرية وانتظم في الدراسة، حتى وصل إلى الصف الثاني عشر بمدرسة سعيد بن جبير، ويؤدي هذه الأيام امتحانات نهاية العام.
وقال النقبي، لـ«الإمارات اليوم»، إنه ولد فاقداً للبصر، ولم يتمكن من دخول الفصول الدراسية، خلال السنوات الأولى من عمره، نتيجة رفض المدارس دمج الطلبة المعاقين في الفصول الدراسية.
وتابع: «عندما بلغت 13 سنة، سافرت إلى الخارج لإجراء عملية جراحية تمكنني من استعادة بصري، إلا أن الأطباء أكدوا صعوبة نجاح العملية لتضرر شبكية العين، وبعد عودتي إلى الدولة قرر والدي إدخالي مركز رأس الخيمة لتأهيل المعاقين».
وأضاف: «درست في المركز لمدة أربع سنوات، وكان عمري 13 عاماً، وأنا أدرس في الصف الأول الابتدائي، وتخرجت في المركز وعمري 17 سنة في الصف الرابع الابتدائي، ونجح المركز في تطوير مهاراتي في الكتابة والقراءة على طريقة (برايل)».
وأضاف «فور دخولي الفصل الدراسي، بدأت أشعر بأنني حققت حلمي بالجلوس على مقاعد الدراسة كبقية الطلبة، حيث وفرت لي المدرسة المرافق الخاصة بأصحاب الهمم، كما وفرت وزارة التربية والتعليم الكتب والمناهج الدراسية بطريقة (برايل)، الأمر الذي ساعدني كثيراً في التغلب على صعوبات القراءة والكتابة، وخوض الامتحانات».
وأكمل سعيد: «تغلبت على صعوبات الدراسة، ومنها فارق السن بيني وبين زملائي في المدرسة، وواصلت تعليمي مع الإمكانات المتوافرة في المدرسة، وأسهم تعاون المعلمين والإدارة بشكل كبير في وصولي إلى مرحلة الثانوية العامة».
ولفت إلى أن الوزارة وفرت له لجنة خاصة لتأدية امتحانات الثانوية العامة، ومشرفاً لمساعدته في قراءة أسئلة الامتحانات وكتابتها، لتجاوز أي صعوبات قد تواجهه عند قراءة الأسئلة، كما تم تمديد وقت الامتحان حتى يتمكن من كتابة الأجوبة بشكل واضح. وذكر أنه سيسعى، بعد تخرجه في الثانوية العامة، إلى الحصول على الدورات التدريبية في مراكز وزارة الداخلية، للالتحاق بالعمل في صفوفها لخدمة الآخرين، مؤكداً أن إعاقته لن تقف أمام تحقيق طموحاته وأهدافه.