المرشد الأسري

- تقول قارئة: أنا زوجة سخيّة، كريمة العطاء، سريعة الإحسان، أجود بما أملك، وعلى الرغم من ما أقدمه إلى زوجي من خير، يرد إحساني إليه بالإساءة، فيستغلّني ويقهرني، ولا أجد منه إلا الغضب والنكد. فكيف أتعامل معه؟

-- يجيب المستشار الأسري، عيسى المسكري، بأن هناك أربعة أنواع من الرجال، رجل إذا أكرمته، أغدق في العطاء، وأفاض في السخاء، وجاد في الوفاء، وأكثر من الخير، وسارع إلى البر، وتجمل بالإحسان، ورد الفضل إلى أهل الفضل، فإن وجدته فتمسك به، فهو من خيار الناس، وأجملهم خصلاً، وأفضلهم خلقاً، يُعد عملة غالية كالذهب، ومعدناً ثميناً كجوهرة نادرة، إن أفقر جاد بالكلمة الطيبة والمعاملة الحسنة، إن طلبت منه اقترض من أجلك، وإن سألته آثرك على نفسه وأهله، فهنيئاً للزوجة التي رزقها اللّه هذا الصنف من الأزواج، فعليها أن تتمسك به، وتنافسه في الجود والخلق والكرم.

والنوع الثاني، يتعامل مع الزوجة بالمثل، إن أكرمته أكرمها، إن أعطته رد عليها العطاء بالمثل، يتعامل معها على حسب ما تتعامل معه، الدرهم بالدرهم، يقيس عطاءها منها بالميزان، مثل التاجر الذي لا يعطي المشتري إلا بالمقابل.

والثالث، زوج لا يعرف فضل زوجته، ولا يشعر بها، وإن أحسنت إليه، ومهما أكرمته لا يقدر منها هذا الكرم، يأخذ ولا يعرف العطاء، يَطلب ولا أحد يستطيع أن يأخذ منه، دائم الحاجة، يقترب إلى من يعطيه، فمصلحته مقدمة، وعلاقته مع زوجته علاقة مادية جلية ظاهرة، لا يسيئ عند المنع، ولا يعرف قيمة العطاء.

والرابع ينطبق عليه قول القائل: «إذا أنت أكرمت الكريم ملكته .. وإن أنت أكرمت اللئيم تمرّدا». يقابل الإحسان بالإساءة، والعطاء بالاستهزاء، والمعروف بالمنكر، والخير بالشر، وهو من أصعب الناس فالتعامل معه يجب أن يكون بحذر وحزم وذكاء، لا ينفع معه كثرة العطاء فقد تقوى صفاته السيئة، وإنما يكون العطاء على قدر الحاجة، عطاء بقدر ما يعرف ويقدر قيمته، والتعامل معه صعب إن تعود من زوجته كثرة الجود والعطاء، فتقلل بالتدرج، وتعالج الحالة بالصبر، وعليها أن تقدم الحكمة في المعاملة، وتعيش معه على حسب ما فيه من محاسن، فكل شخص له إيجابيات وسلبيات، فالتقليل من العطاء في بعض الأوقات نوع من أنواع الدواء، وتبديل العطاء المادي بالعطاء العاطفي بحسن التبعل وجمال المعاملة، وينصح هذا الزوج من قبل زوجته باللين، ويوعظ من قبلها بالقصص والآيات والسنّة النبوية، فتذكره باللّه، وترشده بأن أكثر الناس دخولاً الجنة مَن حسن خلقه، وهل هناك أجمل من خلق الجود والبر والكرم والإحسان.

وقد يصل الزوج أو الزوجة في الجنة درجة الأنبياء إن حسن خلقهما.

المستشار الأسري

الأكثر مشاركة